34عاما مضت على ذكرى تحرير سيناء .. الأرض المقدسة التي ذكرت في القرآن ودفع شعب مصر الثمن غاليا للحفاظ عليها وما زال يضحي بخيرة أبنائه لتطهيرها من قوى الشر والبغي والإرهاب. سيناء أرض البطولات .. فيها الخير الكثير . حقيقي أنها ظلت سنوات طويلة في طي النسيان دون استغلال حقيقي ومثمر لثرواتها لكن الأمل في الغد لتنميتها وتعميرها سبيل كل مصري يعشق تراب هذا البلد. البطولات والأمجاد التي بذلها جيش مصر بسواعد أبنائه لم تقف عند حد التحرير فتعمير سيناء بأبنائها واستثمارات رجالها خير خط للدفاع عنها وعدم خروجها مرة أخرى عن السيطرة. فالإهمال الذي طال الأرض جعلها بيئة خصبة لنمو التطرف والانفلات ومرعى للمجرمين. وهو ما لن يسمح أي مصري شريف بتكراره. سيناء ليست مجرد حكايات تروى للأبناء عن تاريخ الأجداد فهي حلقات متواصلة من بطولات المصريين.. ظلت مفتاح السيطرة على البحرين الأحمر والأبيض.. وكانت مطمعا لمن أراد أن يسيطر على الشرق.. سيناء تاريخ وتراث وحضارة تؤكد أن الشعب الذي حكم هذه الأرض لم يفرط فيها يوما.. وأن الجيش الذي يضحي بأرواح أبنائه للدفاع عنها لن يترك حبة رمل واحدة من حقه تضيع. ذكرى تحرير سيناء يجب أن تكون محفورة في وجدان كل مصري .. فهي ذكرى الانتصار التي لا يجب أن يعكرها دعوات المشككين في عقيدة الجيش بالحفاظ على الأرض وعدم التفريط. فالدعوة للتظاهر في هذا اليوم بدلا من الاحتفاء بالانتصار لتحرير سيناء عودة للوراء. فهي دعوة الخاسر فيها سيناء التي لا تنتظر منا سوى العمل لتعميرها وليس إضاعة الاحتفاء بالتظاهر والتشكيك. تصاعد محاولات زرع الفتنة بين الدولة والشعب بعد اتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين مصر والسعودية ليس في صالح الإرادة المصرية وبنية المجتمع ولا وحدة الأرض.. فهي محاولات الكاسب فيها جماعات زرع الفتن والخاسر فيها الشعب. الحديث عن المؤامرات الخارجية لضرب مؤسسات الدولة واستهداف الإرادة المصرية ليس من قبيل اتباع منهج ونظرية المؤامرة فهي حقائق لا يجب أن تغيب عن كل مصري.. ولها ما يؤكدها من مؤلفات ودراسات وما مرت به دول المنطقة من فوضى وتفكيك وتقسيم خلال السنوات الماضية خير دليل على ذلك. بل إن المراقب للمشهد يجد جماعات وقوى الشر تختار المناسبات الوطنية القومية لتفسد فرحتنا بها فتطلق إما دعوات التظاهر والفوضى أو تقوم بعمل إرهابي جبان يدمي القلوب وينشر اليأس كلما تقدمنا خطوة للإمام. إذا كان هناك ثمة اعتراض على اتفاقية ترسيم الحدود وطريقة إدارتها وإعلانها فهي الآن مجرد ورق وبنود في ملعب مجلس النواب .. وله القرار بصفته وكيل الشعب. وما يجب أن يستمر ويقوى في هذه المرحلة الخطيرة هو الثقة في قيادة الرئيس أنه لم ولن يفرط في حبة رمل واحدة من حقنا. فالشعارات الخادعة ضمن دعوات التظاهر لا يراد من ورائها سوى جر البلاد إلى حالة الفوضى والانشقاق والتقسيم. لا يجب أن تتحول حالة الاحتفاء ببطولات سيناء إلى تظاهرات تحمل الغم والكيد للوطن والمصريين. أفيقوا ودعوا لكل جهة مهامها .. وانتبهوا للعمل وحماية الوطن!