قال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إن مسيرة التعاون العربي الأمريكي الجنوبي استكملت عقدا كاملا من العمل الجاد والمثمر الذي يعكس طموحات وآمال شعوب دول المنطقتين في التعاون المشترك، وفي تعزيز موقف الدول النامية المتطلعة إلى خلق نظام دولي جديد يسوده العدل والانصاف، ويقوم على أساس التكافؤ والمساواة، ويرسى السلام والأمن في عالمنا المعاصر. وأكد العربي ، في كلمته اليوم الأربعاء أمام "المنتدى الدولي للنقل البحري في تنمية التجارة بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية والذي تنظمه جامعة الدول العربية (إدارة النقل والسياحة) بالتنسيق والتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن العلاقات بين دول المنطقتين شهدت نقلة نوعية في مجالات التعاون المختلفة وخاصة مجال التعاون الاقتصادي. وأشار العربي إلى أنه تم عقد أربع قمم للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، بداية في برازيليا عام 2005، والدوحة 2009، والقمة الثالثة في ليما عام 2012، وأخيرا القمة الرابعة في الرياض 2015، كما انعقد اجتماعان لوزراء الاقتصاد والمال، الأول في "كيتو" وصدر عنه "إعلان كيتو" الذي أكد على ضرورة تشجيع التجارة والاستثمار بين المنطقتين، كما انعقد الاجتماع الثاني في "الرباط" وصدر عنه "إعلان الرباط"، الذي أكد على تعزيز الإطار المؤسسي لتنمية التعاون الاقتصادي بين المنطقتين، وذلك بإحداث آليات مشتركة لبلورة مشاريع تجسد على أرض الواقع أهداف التعاون في عدد من القطاعات ذات الأولوية، لافتا إلى أن الاجتماع سينعقد في جمهورية بوليفيا المتعددة القوميات في عام 2016. وقال العربي " إننا نلتقى اليوم في افتتاح المنتدى الدولي للنقل البحري في تنمية التجارة بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، والذي يأتي نتاجا لقرار القمة الرابعة لقادة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية التي عقدت بالرياض في المملكة العربية السعودية في نوفمبر 2015. وأشار إلى أن قمة الرياض رحبت بإنشاء شركة قطاع خاص مشتركة للنقل البحري وأخرى للخدمات اللوجستية بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، بهدف تطوير حركة التجارة بين دول المجموعتين،" وهو ما نحن بصدد تدارسهما في هذا المنتدى"، مؤكدا أن إقامة مثل هذه المنتديات تدعم العلاقات الاقتصادية بين أصحاب الأعمال في المجالات ذات الاهتمام المشترك في المنطقتين، واستكشاف الفرص الاستثمارية، وعقد اتفاقيات تجارية من شأنها تعزيز التجارة والاستثمار في المنطقتين. وأكد العربي "التضامن التام مع أصدقائنا في دول أمريكا الجنوبية في قضاياهم العادلة وفي جهودهم لبناء مجتمعات مزدهرة ومستقرة". وأعرب العربي عن ثقته في أن هذا المنتدى سوف يشكل فرصة إضافية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية وإثراء مسيرة التعاون العربي الأمريكي الجنوبي، نحو مزيد من الانجازات التي تسهم في تحقيق تطلعات وآمال شعوب دول المنطقتين في التقدم والازدهار. وتتضمن جلسات المنتدى، الذي يعقد على مدى ثلاثة أيام بالقاهرة، استراتيجيات التعاون والتكامل بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، في الأنشطة الاقتصادية المختلفة، خاصة مجالات تطوير دور النقل البحري واللوجستيات. ويناقش المنتدى دور النقل البحري والخدمات في نقل التجارة بحرًا بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، ودراسات الجدوى المبدئية لإنشاء شركة مشتركة قطاع خاص للنقل البحري بين الجانبين بالإضافة إلى دراسة جدوى إنشاء شركة للخدمات اللوجستية . ويهدف المنتدى إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، والترويج للفرص الاستثمارية المشتركة التي يقودها القطاع الخاص بين الجانبين من خلال طرح فكرة انشاء شركات قطاع خاص مشتركة بين الجانبين، حيث يشكل المنتدي فرصة لاطلاع مجتمع رجال الأعمال العربي والأمريكي الجنوبي والبنوك العاملة والعاملين في صناعتي النقل البحري واللوجستيات على ملامح التطور الاقتصادي وحجم الطلب على خدمات النقل البحري والخدمات اللوجستية في كل جانب، والمشاريع الكبيرة التي يمكن تنفيذها. ويشارك في أعمال المنتدى، الذي يعقد تحت رعاية الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي ، لفيف من الوزراء والمستثمرين ورجال الأعمال والشركات المعنيين بالنقل واللوجيستيات في الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية .
