الأحلام نعمة من نعم الخالق سبحانه وتعالى على الإنسان، إنها بداية الطريق للنجاح والتغيير، فكل تطور نمر به فى حياتنا، وكل إنجاز تحقق، كان فى البداية مجرد حلم صغير داعب الخيال. مرة ومرة ومرات، حتى أضحى أمنية نتمنى تحقيقها على أرض الواقع، ثم هدفا نسعى بكل ما أوتينا من قوة وإمكانيات لتحقيقه. هكذا هى دائما البدايات، فمنا من يعيش فى حجرة صغيرة فوق سطح إحدى المبانى الفارهة، يحلم ببيت صغير له حديقه مليئة بالنباتات والأزهار محاط بسور من كل جوانبه، ومنا من يستخدم وسائل النقل العام، ويحلم بسيارة فارهة، ومن يعمل موظفا بسيطا، ويحلم بمنصب قيادى، ومن لديه موهبة ما، ويحلم بالشهرة والانتشار، ومن يدرس ويتفانى فى الدراسة والتحصيل، ويحلم بترقى أعلى الدرجات العلمية، ومن يشعر بضيق الحال، ويحلم بالثراء والغنى. وهناك من يحلم بالمستقبل وبالتطور والتقدم والرقى للبلد، من يتمنى شوارع ممهدة نظيفة، مزروعة بأنواع متعدده من النباتات والأشجار، ومبانى ذات طراز معمارى متميز، ووسائل نقل حديثة، ولغة حوار مهذبة، وأخلاقيات راقية، وعقول ناضجة، ومسئولين وطنيين، ورجال أعمال يتمتعون بالنزاهة والشرف، وموظفين يؤدون مهامهم الوظيفية بشفافية، وبرلمان يدرك مهامه الأساسية، وبرلمانيون يعملون لصالح الوطن والمواطنين، ونخبة حاكمة ذات حس وطنى وحنكة سياسية وقدرة إستراتيجية على التخطيط والتنفيذ، وجهات رقابية تتصدى بكل حزم لأية محاولة للنهب والسرقة واستغلال الوظيفة، وكافة أشكال الفساد. هناك من يحلم بقضاء نزيه، وبأن يكون الجميع أمامه سواسية، الوزير مثل الغفير فلا أحد فوق القانون، وأن يتم تقدير الكفاءات والمبدعين والعلماء معنويا وماليا، وأن تختفى الاستثناءات والمزايا والعطايا التى تقدم لكل من هب ودب. وهنالك من يحلم أن يكون التعليم هو أساس الخطط الحكومية للرقى والتقدم، وأن تختفى الأمية، وأن ننشئ مدارس تعلم أبناءنا تعليما نافعا، وأن نضع مناهج تعليمية ذات فائدة، وأن تقوم الجامعات بمهمة إعداد وتأهيل الشباب لسوق العمل وهم يتمتعون بالقدرة الحقيقية على العمل، والاندماج فى المجتمع حتى تختفى البطالة. هناك من يحلم بكوب ماء نظيف، ورغيف خبز نظيف، ومنتجات زراعية طبيعية وصحية دون مبيدات مسرطنة، ومنتجات صناعية راقية تلبى طموحات المستهلكين. وهناك من يحلم أن تصبح مصر قوة عظمى لها مكانتها بين الأمم، تتمتع بالتفوق العلمى لمؤسساتها العلمية،، ومصانع تنتج لنا احتياجاتنا التقنية والتكنولوجية، ومزارع نعتمد عليها فى قوت يومنا، ومستشفيات حديثة ونظيفة يعالج فيها المرضى ، ومؤسسات اجتماعية قادرة على تقديم المساعدة لمن يحتاج. كلها دون استثناء أحلاما مشروعة، لكن المهم ألا تسمحوا لأحد أن يسرق أحلامكم، أو أن يتاجر بآمالكم وأمانيكم، أو أن يقف عقبة فى طريق أهدافكم. أحلاموا، ففى الأحلام تكمن الأمانى والآمال والأهداف مهما كانت صغيرة أو كبيرة، احلموا، فالحلم هو البداية الحقيقية للتغيير.