يقول الله تعالى فى كتابه الكريم "وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ"، جاءت هذه الأية للنهى عن أكل اموال الناس بالباطل، وهذا يشمل أكلها بالغصوب، والسرقات، وأخذها بالقمار، والمكاسب الرديئة، بل لعله يدخل في ذلك أكل مال نفسك على وجه البطر والإسراف؛ لأن هذا من الباطل وليس من الحق، ثم إنه لما حرم أكلها بالباطل أباح لهم أكلها بالتجارات، والمكاسب الخالية من الموانع، المشتملة على الشروط من التراضي، وغيره. ثم قال: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أي: أكل الأموال بالباطل، وقتل النفوس. عُدْوَانًا وَظُلْمًا أي: لا جهلًا ونسيانًا. فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا أي: عظيمة، كما يفيده التنكير. وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا. وقال ابن كثير في تفسيره: قال علي ابن أبي طلحة، وعن ابن عباس: هذا في الرجل يكون عليه مال، وليس عليه فيه بينة، فيجحد المال، ويخاصم إلى الحكام، وهو يعرف أن الحق عليه، وهو يعلم أنه آثم آكل حرام، قال قتادة: اعلم -يا ابن آدم- أن قضاء القاضي لا يحل لك حرامًا، ولا يحق لك باطلًا، وإنما يقضي القاضي بنحو ما يرى ويشهد به الشهود والقاضي بشر يخطئ ويصيب، واعلموا أن من قضي له بباطل أن خصومته لم تنقض حتى يجمع الله بينهما يوم القيامة، فيقضي على المبطل للمحق بأجود مما قضي به للمبطل على المحق في الدنيا.