عندما تتحدث معها تعتقد أنها تمتلك الدنيا بأكملها، رغم أنها لا تمتلك فقط سوى "فرشة" الثوم والبصل التى تفترشها في الشارع. أم ياسمين التى تبلغ من العمر 50 عاما تعتبر قصة كفاح مستمرة لا تنتهي.. فبائعة "الثوم" التي توفى زوجها منذ عدة سنوات أبت أن تنكسر أو تمد يدها إلى الغير حتى أقاربها، وقررت أن تحارب الحياة من أجل لقمة شريفة تسد بها رمقها ورمق أبنائها الثلاثة. بالفعل رسمت ملحمة لمقاومة أعباء الحياة وتربية أبنائها، واستطاعت أن تعلم أبناءها، قائلة: "العيشة غالية والحياة صعبة وثلاثة أبناء مسئولية صعبة والحمد لله ربنا رزقنى بأولاد صالحين.. ربنا فرحنى ببنتى الكبيرة ياسمين وتخرجت من آداب جامعة عين شمس وبنتى منة تدرس بالمرحلة الثانوية، ولا أتمنى سوى نجاح ابنى الصغير فالدروس أصبحت "غالية" ومستلزمات المدارس أغلى، وكثيراً تصعب عليا نفسى لأننى لا أملك أن أشترى ورقة كى يتقدم في دراسته، وكل حلمى أنى أعلمهم".