أوصى سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببر الوالدين وخص الأم بالذكر 3 مرات على بر الأب وذلك لعظم فضلها على أبنائها ولكثرة ما تتحمله من مشاق وتعب مع أبنائه، وذلك لما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ»، رواه البخارى. أورد الإمام ابن حجر العسقلانى فى كتابه فتح الباى لشرح صحيح البخارى أن سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أوصى ببر الأم ثلاث مرات وذكر الأب مرة واحدة وذلك، لأن الله تعالى جعلها تتعب أكثر من الأب بثلاث أمور: وذلك لصعوبة الحمل، ثم الوضع، ثم الرضاع، والتى تنفرد بها الأم وتشقى بها، ثم تشارك الأب في التربية . وبين ابن حجر فى شرح الحديث أنه وقد وقع الإشارة إلى تلك الأمور الثلاثة فى القرآن الكريم في قوله تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ»، ولذلك وخصها الرسول بالبر ثلاث مرات. وتابع: «أن الإمام القرطبي ذكر: أن المراد أن الأم تستحق على الولد الحظ الأوفر من البر، وقال عياض: وذهب الجمهور إلى أن الأم تفضل في البر على الأب، وقيل يكون برهما سواء، ونقله بعضهم عن مالك والصواب الأول». واستكمل: «إلى أنه ذهب بعض الشافعية، لكن نقل الحارث المحاسبي الإجماع على تفضيل الأم في البر وفيه نظر، والمنقول عن مالك ليس صريحا في ذلك فقد ذكره ابن بطال قال: سئل مالك طلبني أبي فمنعتني أمي، قال: أطع أباك ولا تعص أمك قال ابن بطال: هذا يدل على أنه يرى برهما سواء، كذا قال وليست الدلالة على ذلك بواضحة، قال: وسئل الليث يعني عن المسألة بعينها فقال: أطع أمك فإن لها ثلثي البر، وهذا يشير إلى الطريق التي لم يتكرر ذكر الأم فيه إلا مرتين».