أكد الكاتب الصحفي محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير الأهرام أن النظام العربي يعاني من أزمات مزمنة منذ ظهور الجامعة العربية قبل أكثر من 70 عاماً، ولم تفلح القمم والاجتماعات المتعاقبة على مدي عقود فى تقليل مساحات التنافر بين الدول أو احتواء حكومات دأبت على تصدير أزماتها للمحيط العربي دون وضع أي اعتبار لتبعات خطوات بعينها على منظومة العمل المشترك بين الأقطار العربية. وأوضح رئيس تحرير الأهرام خلال مقاله الأسبوعي بالجريدة تحت عنوان « لماذا لا تعلن الجامعة العربية الإخوان تنظيما إرهابيا».. أنه كم من المرات وجدت مصر نفسها فى مواقف حرجة نتيجة بعض الممارسات والسياسات الفردية التي انتهت بنا إلى ما وصلنا إليه من تفكك وتشرذم وبعثرة فى المواقف وأقتراب بعض الدول من الإختفاء تحت وطأة صراعات سياسية وأخري مذهبية وتضخيم مبالغ فيه لدول أو تنظيمات لتحقيق أهداف بعينها، بينما يترك أمر جماعات مارقة تعمل ضد وحدة الدول المحورية فى النظام العربي دون أن يقترب أحد من توصيفها أو تصنيفها القانوني .. وإلي نص المقال . لماذا لا تعلن الجامعة العربية«الإخوان» تنظيما إرهابيا؟! يعانى النظام العربى أزمات مزمنة منذ ظهور الجامعة العربية قبل أكثر من 70 عاماً، ولم تفلح القمم والاجتماعات المتعاقبة على مدى عقود فى تقليل مساحات التنافر بين بعض الدول أو احتواء حكومات دأبت على تصدير أزماتها للمحيط العربي، دون وضع أى اعتبار لتبعات خطوات بعينها على منظومة العمل المشترك بين الأقطار العربية، وكم من مرات وجدت مصر نفسها فى مواقف حرجة، نتيجة بعض الممارسات والسياسات الفردية التى انتهت بنا إلى ما وصلنا إليه من تفكك وتشرذم وبعثرة فى المواقف، واقتراب بعض الدول من الاختفاء تحت وطأة صراعات سياسية وأخرى مذهبية وتضخيم مبالغ فيه لدول أو تنظيمات لتحقيق أهداف بعينها، بينما يترك أمر جماعات مارقة تعمل ضد وحدة الدول المحورية فى النظام العربى دون أن يقترب أحد من توصيفها أو تصنيفها القانوني. إن الجامعة العربية استجابت لمطلب من دول عربية لاعتبار حزب الله تنظيما إرهابيا. ومن باب المصلحة المصرية الخالصة، لابد أن يكون هناك دور أكبر ل «صانع القرار المصري» لتحريك المطلب الخاص باعتبار جماعة الإخوان «إرهابية» على المستوى العربى ومن بوابة الجامعة العربية تحديداً. فالأمر عاجل ومن صميم حماية المصالح والأمن القومى المصري. أشعر بأن هناك ما يجب أن يقال، وأن هناك من يجب أن يسمع فى تلك الأوقات الصعبة أن السياسة العربية لن تخرج من كبوتها إذا لم تتخلص من تلك الازدواجية فى المواقف، فجماعة الإخوان المسلمين فى مصر وهى لا تستحق أن تنسب إلى المسلمين بأى حال قد ارتكبت على مدى تاريخها كوارث وفظائع كثيرة، وكانت رائدة فى الاغتيالات السياسية فى مصر الحديثة ثم انتشرت سمومها إلى العالمين العربى والإسلامى فى مراحل لاحقة عن طريق تنظيمات موالية وفروع قبل أن تستحدث «التنظيم الدولي» الشيطانى الذى قام خطابه الكارثى على إحياء الخلافة عن طريق تمزيق الدول القومية فى مصر والدول العربية الأخرى، بما فيها الدول التى مدت يوما يد المساعدة إلى التنظيم، حتى يستمر على قيد الحياة بحجج متنوعة، منها الإبقاء على فكرة الخلافة حية أو دعم الحركة الإسلامية فى مواجهة أعداء الأمة وغيرهما من الدعوات المضللة التى كلفت العالمين العربى والإسلامى أرواحا وأموالا ومستقبلاً بات محفوفا بالمخاطر، بعد أن نشب فى القلب منهما تنظيمات خرجت من عباءة «ظاهرة الإخوان» وتمثلت فى كتابات وخطب قيادات الجماعة نبراسا فى منهج العنف والاستباحة والقتل. كان حتميا أن أذكر العقلاء في مصر والمنطقة العربية أن النبع الكريه للجماعة قد خرجت منه كل الظواهر الخبيثة في عالم اليوم، ومن ثم هناك ضرورة أن يكون الفعل العربي من داخل الجامعة العربية علي قدر الجرم الذي ارتٌكب في حق ديننا وأمتنا وإنسانيتنا في المقام الأول، وبالتالي كان الأولي بالجامعة العربية أن تسخر قدرا يسيرا من جدول أعمالها لبحث الظاهرة المؤسفة للجماعات المتطرفة وخطورتها علي الدول الأعضاء وأن تبحث بشكل لا مواربة فيه في مسألة إعلان جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا علي المستوي العربي حتي تكون الجامعة سنداً حقيقيا للنظام العربي القائم علي وحدة المصير والدفاع المشترك ضد التهديدات. إن مشروع جماعة الإخوان يمثل تهديدا «وجوديا» للدولة العربية ويمثل منذ لحظة ولادته عام 1928 علي يد حسن البنا منعطفاً خطيرا في تاريخ المنطقة العربية التي قامت علي التعدد الديني والمذهبي علي مدي قرون طويلة، ثم جاء تيار ضد الفكر الإنساني والحداثة ليبث الفرقة والانقسام بين شعوب المنطقة حتي وصلنا إلي النسخة المتوحشة من التيار البغيض يشيع التدمير والخراب والقتل ضد الأقليات وضد تراث الحضارات القديمة التي نشأت في منطقتنا من بغداد إلي طنجة ومن الموصل إلي صنعاء دون أن يفكر المسلمون الأوائل في طمس معالمها. مواءمات الجامعة العربية فيما يخص الوضع البائس للشعوب وفيما يتعلق بالسكوت عن تنظيمات تأكل الأخضر واليابس من الخليج إلي المحيط، وكلها خرجت من رحم التنظيم الأم، تشعرنا بحالة من عدم اليقين إزاء مستقبل الجامعة والمؤسسات التابعة وهي لا تستطيع أن تقف موقفا مبدئيا من تنظيم يثبت كل يوم قدر ظلاميته وانحطاطه وعمالته. أدعو الجامعة العربية إلي أن تسجل موقفا واضحا من تلك التنظيمات التي تهدد كيان دول وتصرف الشعوب عن المستقبل إلي هوة سحيقة من الجهالة والتردي الأخلاقي وأن تبدأ بالإجابة عن عنوان المقال: لماذا لا تعلن الجامعة العربية «الإخوان» تنظيما إرهابيا؟! .......... إعادة ترتيب الأوضاع الإقليمية ينبغي أن تتصدر عملية إحياء دور الجامعة العربية تحت القيادة الجديدة للأمين العام السفير أحمد أبو الغيط. ومن أبجديات الدور المرتقب للجامعة أن تنظر بعين فاحصة إلي الأخطار الإقليمية من زاوية جديدة وهي عدم المبالغة فى أخطار قوي إقليمية والتهوين من أخطار تمثلها قوي أو جماعات أخرى تقع في القلب من الأمة العربية. - الشقيقة سوريا علي أعتاب حل سياسي، فيتعين دعم المسار السلمي (جنيف-1) وإدانة صريحة لمن يحاولون تخريب هذا المسار. - بالمثل، يجب دراسة تداعيات تبني قرار إعلان اعتبار منظمة «حزب الله» والحذر من استغلال اسرائيل له بما يهدد بحدوث انقسام حاد في الأمة العربية مرة أخري وينفض الشارع عن صانع القرار العربي. - التأكيد علي رفض مذهبة الخلافات العربية-العربية، والعربية مع دول الجوار، وحصر الخلافات في الأبعاد السياسية وحدها دون غيرها. - رفض ازدواجية القرار العربي في التعامل مع المنظمات الإرهابية، فإذا كنا نطالب العالم بعدم إزدواجية المعايير فمن باب أولى ألا نمارس التصرفات نفسها التي ننتقد القوي الخارجية بسببها. درع الوطن والأمة يتألق فى « ذات الصوارى» وسط الحالة الضبابية في أقطار عربية شقيقة، يقف الجيش المصري صلبا وصلدا يرفع من قدراته القتالية ويحدث من تسليحه عن وعي كامل بحجم المخاطر التي تحيق بمصر والعرب في تلك المرحلة. تواجه قواتنا المسلحة تحديات الداخل المتمثلة في عمليات البناء والتعمير، وتحديات الخارج التي تعج بالمؤامرات الإقليمية والدولية والمخاطر متنوعة، فهي لا تقف عند حد مواجهة الإرهاب لكن هناك مواجهات أخري ضد مهربي الأسلحة وتهريب البشر وتجارة المخدرات التي تنتعش في ظل فوضي إقليمية كبيرة. فالجيش هو المؤسسة الوحيدة التي تعمل علي تثبيت أركان الدولة بفضل ما يتمتع به أفراده من انضباط وجدية والتزام وأمانة واخلاص وقيمة الوطن التي تعلو فوق الجميع. بالأمس قدمت المناورة البحرية بالذخيرة الحية « ذات الصواري» التي نفذتها عشرات القطع البحرية من مختلف الطرازات، وبإشتراك عناصر من الوحدات الخاصة البحرية، ملمحا عما وصلت إليه قواتنا المسلحة من تفوق وإجادة. اشتملت المناورة علي العديد من الأنشطة والبيانات العملية للتدريب علي مهام العمليات مثل تأمين نطاق القوات البحرية وخطوط المواصلات وحركة النقل البحري وتأمين الوحدات البحرية ضد مخاطر الألغام وتنفيذ جميع الدفاعات بالبحر ضد الأهداف المعادية، وتنفيذ رميات بالصواريخ السطح - سطح والسطح - جو والمدفعيات والطوربيدات وقذائف الأعماق. وأكدت مناورة الأمس علي التطور المطرد في قدرة قوات البحرية المصرية وجاهزيتها في مجابهة التهديدات المحتملة. يؤكد الجيش المصري كل يوم أنه درع الوطن والأمة وحارسها الأمين يؤكد الجيش المصري لأشقائه العرب أنه ذخر لشعوبها والقادر علي ردع طموحات المتآمرين في ساعة الخطر العظيم الحسم مفتاح الفرج بصرف النظر عن «الخطأ والصواب» في تطورات شهدتها السلطة التنفيذية خلال الأيام القليلة الماضية ودون الانجرار وراء المبالغات في ردود الأفعال بشأن مسألة إعفاء وزير العدل السابق المستشار أحمد الزند من منصبه، فقد كشفت التطورات عن الأتي: - إن السلطة الدينية (غير مقصود بها الأزهر الشريف فقط) أقوي من السلطة السياسية. فأنت تستطيع أن تنتقد رئيس الجمهورية وأعلي مسئول في الدولة، ولكن من فرضوا أنفسهم قيمين علي المجتمع وبنفس لغة الوصاية علي الدين بعد السياسة لا تستطيع أن تجعلهم يقبلون اعتذارا عن خطأ.. فبينما يقبل خالق الخلق التوبة، فإن هؤلاء لا يقبلونها. - إن تهمة ازدراء الأديان انقلب فيها السحر علي الساحر (الدولة) - إن من طالبوا بالإفراج أو التسامح أو قبول الاعتذار عن شخصيات بعينها حكم عليها في قضايا ازدراء أديان هم أنفسهم من يطالبون بمعاقبة مسئول أخطأ وإعتذر ويرفضونها لأسباب سياسية (توظيف سياسي) وكأن المسألة أن نتخلص من الرجل والسلام.. وتلك هي خطورة المواءمات السياسية! - إن القول بأن هذا الوزير أو ذاك تتم معاقبته علي «مجمل أعماله»! يكشف عن وجه سياسي قبيح.. يعكس حالة تربص .. ويعكس حالة ضعف ورخاوة في التعامل مع خطأ مسئول في حينه وإنما انتظار أن يخطيء ويخطيء وهو ما يجعل السياسة حقل تجارب ومن ثم .... الحسم المطلوب يتحقق فقط بأن يلف «المتربص به» الحبل حول عنقه وهذا مظهر ضعف من جهة المحاسبة... من أهم ما كشفت عنه ردود الأفعال حول تلك التطورات: - أن الخلايا النائمة ليست مقصورة علي جماعة الإخوان وحدها، فقد كشفت ردود الفعل عن وجود خلايا نائمة لأصحاب المصالح.. فما إن وقعت الواقعة حتي اندفعت تلك الخلايا التي يديرها رجال أعمال ومعهم شبكات إعلامية (إلكترونية وفضائية) وامتداداتها في أجهزة ومؤسسات الدولة (كما قلنا في مقال الأسبوع الماضي) تنحاز لهذا أو تنحاز ضده بشكل بشع أدي إلي وقوع اضرار كبيرة لصورة الدولة وهيبتها وقوتها... فشكراً لكم!! ومن مظاهر ذلك: - الجرأة علي الدولة لدرجة الادعاء كذباً بأن هناك حالة تمرد أو عصيان في أوساط السلطة القضائية - دفاع مستميت عن شخصيات سياسية لدرجة الوقوع في أخطاء وارتكاب نفس الجريمة (التي هاجموا في السابق مرتكبيها) وهي ازدراء الأديان. - دفاع مستميت أخر عن رجال أعمال لدرجة المساس بمؤسسات عريقة في الدولة والتشهير بمن يدخلون في خصومة معهم (مثلما حدث في واقعة قيام موقع إلكتروني بنشر ما سموه قائمة سوداء لمن صوتوا ضد رفع الحصانة عن النائب السابق توفيق عكاشة بينما كانت الجلسة منعقدة والتصويت قائما!) .......... كل ما سبق يدعونا إلي القول أن لغة الحسم وحدها إزاء تلك الأفعال هي مفتاح الفرج في وضع الأمور في نصابها..