بعد وصف الأنبا أرميا لهم ب"الخارجون على القانون".. رهبان وادي الريان كما يراهم مفكرو الأقباط: إكرام لمعي: رهبان دير وادي الريان استولوا على الأراضي المملوكة للدولة كمال زاخر: خالفوا أعراف وتقاليد الرهبنة التي من أساسها الخضوع والطاعة الكاملة للبابا وسلطانه جمال أسعد: "محتالون" استولوا على آلاف الأفدنة وجمعوا تبرعات من الأقباط لخلق الفتنة البقاء للأقوى شعار رفعه الكثيرين عقب ثورة 25 يناير مستغلين الانفلات الأمني وحالة السيولة السياسية لفرض أمر واقع جديد مخالف للقانون، وكان بين الذين تحدوا الدولة "رهبان دير وادي الريان" المزعوم، بتوسعهم في بناء ملحقات بالدير الرئيسي وسور ضخم. القشة التي قسمت ظهر البعير، وأدت لتفاقم الأزمة كانت بإصدار وزارة النقل قرار بإنشاء مشروع طريق برى سريع للسيارات يربط جنوبالفيوم بالواحات غرب مصر ضمن مخطط لإنشاء 15 طريقًا يربط محافظات مصر ببعضها لكن "رهبان الدير" اعتبروا أن الطريق المزمع إنشاؤه يشق الدير؛ لأنه يتطلب هدم السور والمرور بين 3 مزارع تابعة له ومواقع أثرية قبطية فقرروا رفضه والتصدى له بكل الطرق ما حدا بالكنيسة القبطية المصرية ممثلة في البابا تواضروس الثاني بالتبرؤ من الدير والرهبان وإعلانه أنهم غير تابعين له. وأخيرا عقد المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية اجتماعًا تناول سبل إزالة العقبات التي تكتنف إنشاء الطريق الواصل بين منطقتيّ الزعفرانة والضبعة في إطار الشبكة القومية للطرق بحضور نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي والمستشار وائل مكرم محافظ الفيوم، واللواء أمير سيد أحمد مستشار وزير الدفاع للمشروعات، واللواء ناصر العبد مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الفيوم. وفي اللقاء أكد "الأنبا أرميا ل"محلب" أن المجموعة المعترضة على إنشاء الطريق تضم عناصر خارجة عن القانون ينتحلون صفة الرهبان ويرتدون الزي الكنسي دون وجه حق. في السطور القادمة نرصد آراء المفكرين الأقباط ورأيهم في حل الأزمة. "أراضي الدولة" قال الدكتور إكرام لمعي، أستاذ مقارنة الأديان والمتحدث الإعلامي عن الكنيسة الإنجيلية، إن حل أزمة دير وادي الريان بمحافظة الفيوم بعودة الرهبان لحدود ما قبل ثورة 25 يناير، وأن تتم محاولات الإقناع من جانب البابا تواضروس الثاني بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية. وأضاف لمعي، في تصريح خاص ل"صدى البلد": رهبان دير وادي الريان استغلوا حالة الانفلات الأمني وغياب الرقابة أثناء ثورة 25 يناير وقاموا بتوسعات كبيرة للدير وبناء سور كبير واستولوا على أراضي مملوكة للدولة. وتابع: بعودة الدير لحدود ما قبل 25 يناير تحل الأزمة وينأى الرهبان بأنفسهم عن الدخول في صراعات لا تليق بهم ويعيشوا بهدوء وأمان يساعدهم في التفرغ لأنشطتهم الدينية. وشدد المفكر القبطي على أهمية دور البابا تواضروس الثاني في حل المشكلة بعيدا عن الدولة والإجراءات القانونية قائلا: نحن في بلد شرقي عربي له أعراف وتقاليد وأصول بكل ما تحمله تلك المعاني من سلبيات وإيجابيات ومن مزايا النظام الشرقي وجود كبير للعائلة قادر على التدخل في المشاكل وحلها قبل أن تصل للدولة، والبابا تواضروس هو أكبر قائد للديانة المسيحية في البلد ومسئول عن كل فرد مسيحي في مصر حتى المنتمين لطوائف أخرى، وأكد أن البابا يستطيع إنهاء الأزمة إذا فرض سيطرته على الرهبان خاصة أن الرهبان على استعداد للخضوع لسلطته الروحية إذا كانوا رهبان حقا. "خالفوا تقاليد الرهبنة" قال الدكتور كمال زاخر، المفكر القبطي، إن حل الأزمة تأتي بإخضاع الدير المخالف للسلطة الروحية للبابا تواضروس الثاني وإضفاء غطاء شرعي على الدير بما يمكن البابا من توزيع الرهبان على الأديرة الأخرى. وأضاف زاخر، في تصريح خاص ل"صدى البلد": خطوات مهمة أخذت في هذا الموضوع والمشكلة ليست متفجرة ولا تدعوا للقلق والخوف، وأعتقد أن المسألة في طريقها للحل عن طريق إعلاء سيادة القانون. وتابع: هؤلاء الرهبان خالفوا كل أعراف وتقاليد الرهبنة التي من أساسها الخضوع والطاعة الكاملة للبابا وسلطانه، نظام الرهبنة فيه طاعة وخضوع أشد من النظام العسكري، ومن غير المقبول ما نشاهده الآن، والحل يبدأ من البابا تواضروس بإخضاع الدير لسلطة الكنيسة الأرثوذكسية حتى يمكنه من نقل الرهبان لأديرة أخرى تكون باختيارهم والعودة مرة أخرى لنفس حدود دير وادي الريان كما كان أيام أبونا متى المسكين. وأوضح أن الرهبان استغلوا ثورة 25 يناير وحالة السيولة السياسية والمرحلة الانتقالية وشرعوا في توسيع الدير في غيبة من الرقابة الأمنية. "محتالون ويجمعون التبرعات لنشر الفتنة" وفي السياق ذاته قال الدكتور جمال أسعد، البرلماني السابق والمفكر القبطي، إن حل أزمة دير وادي الريان بمحافظة الفيوم تكون بنفيذ القانون بكل قوة واصفا رهبان الدير بالاحتيال وانتحال صفة رجال دين بالباطل. وأضاف "أسعد" في تصريح خاص ل"صدى البلد" أن موقف الكنيسة الأرثوذكسية واضح وصريح بإعلانها أن هؤلاء الرهبان لا يمتوا للكنيسة بصلة وأخلت مسؤوليتها، وأطلقت يد الدولة لتنفيذ القانون واستعادة هيبة الدولة. وتابع "أسعد" أن هذا الدير غير رسمي، وليس تابعا للكنيسة الأرثوذكسية وهؤلاء الرهبان محتالين هم جماعة ومواطنون مصريون استولوا على أراضي مملوكة للدولة تقدر بآلاف الأفدنة، ويعيشون على طريقتهم الخاصة وتحت ستار الدين يقومون بجمع تبرعات من الأقباط بالاحتيال والنصب وهدفهم خلق فتنة طائفية تهدد الأمن القومي المصري بإثارة مشاعر الأقباط. ولفت المفكر القبطي إلى أهمية إنشاء المشروع القومي والطريق الذي يربط جنوبالفيوم بالواحات غرب مصر لما له من أهمية قومية.