في غرفة صغيرة قابعة بمحكمة الجيزة لشئون الأسرة، لايستر أركانها سوى كرسي خشبي بطانته بالية ومنضدة مغطاة بالغبار، دهانها متساقط، جدرانها تقاوم السقوط، ونافذتها ذات الزجاج المشروخ تلقي بظلالها على أرضيتها الخشنة، فتزيدها كآبة وتعبئ جوها بنسائم الحسرة والحزن، جلست الزوجة الثلاثينية، في ثياب متواضعة، تزين صدرها بوشاح حريرى داكن اللون، وتسترجع تفاصيل حياة مع رجل خان عشرتها، ولم يخرجها من متاهات ذكرياتها الحزينة سوى صوت أجش يبشرها بقرب جلسة دعوى الطلاق لعلة الزنا التي أقامتها ضد زوجها بعد 3 سنوات زواج. بصوت متهالك من الحزن استهلت الزوجة الثلاثينية رواية تفاصيل حكايتها ل"صدى البلد": "تزوجته رغما عني، فقد كان قلبي معلقا بغيره، لكن أهلي لم يرضوا بهذا الحب يوما، اعتبروه جريمة عاقبوني عليها بكسر ضلوعي، وأقسموا أن يلقوا بي فى حضن أول رجل يطرق بابي حتى وإن كان هذا الرجل بلا نخوة ولاشرف، يهين امرأته ويخون عشرتها، وبالفعل صدقوا قولهم، وخلال أشهر معدودة وجدت نفسى زوجة لرجل لا أعرف عنه شيئا، سوى أنه يكبرنى بعدة سنوات، ويعمل "سائق ميكروباص"، فأوهمت نفسى بأنه سيصون كرامتى ويحفظ عشرتى ، وقلت لما لا أحاول أن أحبه وأخلص له، لكن يبدو أنى كنت مخطئة فى ظني". تلوح على وجه الزوجة الثلاثينية ابتسامة حزينة وهي تكمل حديثها: " فبمجرد أن وطأت قدمي بيته حتى اكتشفت وجهه القبيح وزيف محاسنه التي روج لها أهلي، فزوجي المحترم يقضي ليله في شد الأنفاس وابتلاع الأقراص المخدرة، ويمارس الجنس عبر الهاتف مع الساقطات، ويشاهد الأفلام الجنسية، ليس ذلك فحسب، بل كان يخونني مع جاراتي ونساء حينا الفقير بدم بارد، ووصل به الأمر أنه كان يعاشرهن على سطح منزلي، أصابتني أفعاله بالاشمئزاز، فأغلقت قلبي من ناحيته، وبت أكره كل تفاصيله وقسماته حتى أنفاسه ونبرات صوته كرهتها، فقد كانت تذكرني دوما بكذبه وبقلة حيلتي، عشت فى جحيم وصراع لا نهاية له، فما أصعب أن تحيا وتعاشر رجلا تبغضه ولا تقوى على الخلاص منه". تنهي الزوجة الثلاثينية حديثها بالحيلة التى لجأت إليها لتثبت خيانة زوجها لها:"تمادى زوجي في خيانته لي، مستقويا بصمتى وقلة حيلتى، فقررت أن ألقنه درسا لن ينساه وأن أجعله عبرة للعالمين ليعلم أن ذبح الكرامة ليس أمرا يسيرًا، وأن انتقام المرأة المجروجة قاس، وبدأت بالفعل أعبث بدفاتره وهواتفه في غفلة منه، فقد كان لا يفارقها، وبعد عناء تحصلت على رقم أحدث عشيقاته، وتواصلت معها، وعرضت عليها مبلغ مادي مقابل أن تصور لقاءاتها الحميمية مع زوجي، والحقيقة أنها لم تُبد أي اعتراض، فكل مايهمها ماستقبضه فى نهاية الليلة، وبالفعل استدرجته وصورته وهو يعبث بجسدها يعتصر مفاتنها، وبمجرد أن تحصلت منها على الصور والفيديوهات، هرعت إلى محكمة الأسرة، وأقمت دعوى طلاق لعلة الزنا، وقدمت إلى المحكمة نسخة من تلك الصور والفيديوهات، وها أنا أنتظر الخلاص من ذلك الرجل".