حيا الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ما وصفه بالصمود الصلب والكفاح المستمر للشعب الفلسطيني دفاعا عن المقدسات الإسلامية والمسيحية والحرم القدسي الشريف وفي مواجهة السياسات والممارسات الإسرائيلية وإرهاب المستوطنين. وأعرب العربي - في كلمة له أمام الاجتماع التاسع لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات اليوم الثلاثاء بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية - عن ثقته في وقوف كافة الدول العربية والإسلامية ودول العالم وتضامنها الراسخ ودعمها القوي لصمود الشعب الفلسطيني ونضاله وبسالته في الدفاع عن أرضه ومقدساته وحقوقه وإصراره على إنهاء الاحتلال واستكمال بناء دولته التي باتت تحظى رغم كل المعوقات ورغم كل السياسات والممارسات الإسرائيلية بدعم وشرعية دولية واسعة النطاق. وأشاد في هذا الخصوص بالإنجازات التى تحققت فى السنوات الأخيرة بدءا من اعتراف الأممالمتحدةبفلسطين كدولة مراقب بأغلبية كبيرة ورفع علم فلسطين لأول مرة مع أعلام باقي الدول الأعضاء فى الأممالمتحدة وارتفاع عدد الدول التى تعترف بفلسطين والمواقف التي اتخذتها برلمانات عدة دول وغير ذلك من الانجازات والشواهد الإيجابية التي تؤكد أن الرأى العام الدولي يناصر القضية الفلسطينية وأن الحق لابد أن ينتصر فى نهاية المطاف. كما أعرب الأمين العام للجامعة عن سعادته واعتزازه بهذا الاجتماع السنوي المتجدد لمؤسسة ياسر عرفات في رحاب جامعة الدول العربية بيت العرب التي تؤكد دائما اعتزازها ودعمها لهذه المؤسسة الموقرة وحرصها على استمرار قيامها بدورها وتأدية رسالتها وفاء وعرفانا للشهيد الراحل أبو عمار. وقال إنه "إذا ما كانت مسيرة هذا القائد الاستثنائي هي حكاية ونهج الشعب الفلسطيني المكافح اليومية تيمنا واستلهاما وفاء وعرفانا فإننا اليوم نستذكر كفاحه وعزيمته وشجاعته وحنكته وحكمته وإيمانه بقضية شعبه وإخلاصه وتفانيه حتى أصبح القائد الرمز للقضية الوطنية والهوية الفلسطينية عنوانا للنضال والتضحية والكفاح لاسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس باذلا روحه في سبيلها". وأضاف أن "جانبا كبيرا من التحديات التي تواجه الوطن العربي والأزمات التي تعصف به كان نتاجا مباشرا لعدم قدرة المجتمع الدولي على حل القضية الفلسطينية حلا عادلا طبقا لقواعد الشرعية الدولية، وعلينا ألا ننسى أن ظاهرة أو آفة الإرهاب العشوائي التي يعاني منها العالم اليوم بدأت في منطقتنا بإرهاب الوكالة اليهودية عام 1946 عندما فجرت فندق الملك داود فى القدس وأزهقت عشوائيا أرواح ما يقرب من تسعين قتيلا". وأكد أن القضية الفلسطينية تظل دائما القضية المركزية ليس في الوجدان العربي فحسب، بل على صعيد تأثيراتها وانعكاساتها على مستوى الإقليم ككل وعلى العلاقات مع الدول الفاعلة فى المجتمع الدولى، معتبرا أن فشل المجتمع الدولي حتى الآن ممثلا في مجلس الأمن في تنفيذ القرارات العديدة الصادرة في شأن فلسطين يعد تحديا مباشرا وخطيرا للنظام الدولي المعاصر برمته، مشيرا إلى أن إسرائيل قد أصبحت تعتبر أنها فوق القانون وفوق المساءلة وعلينا جميعا تقع مسئولية إقناع المجتمع الدولي بمخاطر استمرار السياسة الإسرائيلية على مستقبل النظام الدولي. وأضاف العربي أنه "إذا ما كان تضامن الأمة فيما بينها دولا وشعوبا مع قضية فلسطين وشعب فلسطين كقضية موحدة وواحدة للأمة جمعاء فإن وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة قواه هي واحدة من أهم المرتكزات ليس فقط كضمانة مؤكدة لقوة الموقف والصمود والنضال الفلسطيني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة بل وأيضا لصياغة الموقف القومي وبناء التضامن العربي وتحصينه في مواجهة التحديات والقوى والنظم التي تسعى جاهدة للدفاع عن حياض الأمة وتوحيد كلمتها وصفوفها في إطار النظام الرسمي العربي وإطاره المؤسسي جامعة الدول العربية". وجدد الدعم والحرص على تعزيز الصمود والمقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وكذلك دعم جهود المصالحة وإنهاء الانقسام الذي يستفيد منه بل يغذيه ويحض على إدامته وتعزيزه الاحتلال الإسرائيلي منوها بالجهود المخلصة التي تبذلها القيادة الفلسطينية والرئيس أبو مازن في هذه الآونة لاستعادة الوحدة التي آن لها أن تتحقق. وقال إنه "من الضروري اللجوء مرة أخرى إلى المجتمع الدولى وإلى الأممالمتحدة وإلى مجلس الأمن تحديدا لطرح تنفيذ القرار رقم 242 وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، والعمل على دعم المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي يقوم على أساس المرجعيات الدولية التى تم التوافق عليها، شريطة أن يتم ذلك ضمن إطار زمني محدد، وهذا تحد كبير علينا أن نواجهه كمجموعة عربية قبل أن نطرحه على الآخرين". وأشار إلي أن هذا التحدي يستدعي توظيف كافة الإمكانيات العربية لبلورة تحرك دبلوماسي عربي مشترك على أعلى المستويات يتجه نحو الأممالمتحدة والعواصم المؤثرة فى القرار الدولي لتحقيق هذا الهدف، وتحقيق التسوية الشاملة وطرحها على أجندة الأممالمتحدة لاتخاذ القرار المناسب، ويتطلب نجاح هذا المسعى أن يكون الهدف واضحا للجميع بما في ذلك الدول المؤثرة ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعلم أن إسرائيل تطبق سياسة عنصرية بحيث أصبحت آخر معاقل الأبارتايد والعنصرية في العالم المعاصر. وأوضح العربي أنه وفي ضوء انعقاد اجتماع مؤسسة ياسر عرفات من جديد في خضم ما تواجهه الأمة من تحديات عاصفة وما تمر به القضية الفلسطينية من تطورات أو محاولات إسرائيلية لكسر إرادة الشعب الفلسطيني، فإن على مؤسسة ياسر عرفات أكثر من أي وقت المضي قدما لتأكيد الوفاء لنهج وتراث ياسر عرفات في التمسك بالثوابت والإصرار على النضال والإمساك بخيط الأمل وبالنور الذي كان يراه في نهاية النفق. ووجه العربية التحية الخالصة للدكتور ناصر القدوة رئيس مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات والجهود التي يبذلها على رأس هذه المؤسسة الموقرة ولكافة مساعديه العاملين لتحقيق الأهداف والطموحات.