سفارة فلسطين ومؤسسة ياسرعرفات تحييان الذكرى العاشرة للرئيس ياسرعرفات بالقاهرة

أحيت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة بالتعاون مع مؤسسة ياسر عرفات الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس الرمز الحاصل على جائزة نوبل للسلام ياسر عرفات، في قاعة المؤتمرات بجامعة الأزهر في القاهرة .
وقال السفير الشوبكي - نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته الافتتاحية- إننا نجتمع مجددا لنحي ذكرى القائد العظيم ياسر عرفات، والذي نجتمع لنستعيد ذكراه عن انطلاقة الثورة ، موجها التحية لمصر رئيسا وحكومة وشعبا، على الدور الذي قامت ولازالت تقوم به، في مساندة القضية الفلسطينية.
وأضاف أن الرئيس عرفات بدأ نشاطه السياسي في مصر حيث أصبح مصري الهوى، كما أن مصر جعلت من القضية الفلسطينية قضيتها الأولى منذ قدم التاريخ لاستعادة حقوقه المشروعة، لإقامة دولته المستقلة على حدود 1967، مؤكدا أن مصر ستبقى أرض الكنانة.
من جانبه، قال ممثل إمام الأزهر الشريف أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، محي الدين عفيفي "إن القضية الفلسطينية ليست قضية الشعب الفلسطيني فحسب وإنما هي قضية الأمة العربية والإسلامية ، كما أن دور الأزهر الشريف منبثق من الدعم الذي توليه مصر لمناصرة الشعب الفلسطيني، لأن مصر هي قلب العروبة وهي أول من استشعر الخطر الذي لحق بالشعب الفلسطيني منذ نحو 60 عاما، مما جعلها تقدم الدعم في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني.
وأكد أن مصر تؤمن بأن المنطقة لا تنعم بالسلام ولا بالأمن دون أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، مشيرا إلى أن علماء الأزهر الشريف في عام 1947 أكدوا وجوب الجهاد لإنقاذ فلسطين وحماية الأقصى الشريف، ووقع على هذه الوثيقة 26 عالما من علماء الأزهر الشريف.
من جهته، قال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي- في كلمته نيابة عن الأمين العام نبيل العربي- إنني من الذين عاصروا مسيرة الرئيس عرفات، موضحا أن خطواته التي اتخذها بالأمم المتحدة كانت رجولية وبطولية ، مشيرا إلى أنه تمكن من وضع قضيته على الأجندة العالمية، رغم الصعاب الكبيرة، حيث ظل "أبوعمار" طيلة نضاله جبلا راسخا مواجها للتحديات.
وأضاف أن جامعة الدول العربية التي وضعت في ميثاقها الصادر عام 1945 بندا خاصا لفلسطين ستدعم مناصرة الشعب الفلسطيني حتى يستعيد كافة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة.
ووجهه بن حلي في خطابه 4 رسائل موجزة وعاجلة، الأولى للشعب الفلسطيني الصامد وتمسكه بثوابت حقوقه العادلة والمشروعة، داعيا كافة الفصائل الفلسطينية إلى عدم التفريط بالوحدة الوطنية والترفع عن الصغائر، والسير مع قيادته برئاسة الرئيس محمود عباس لاستكمال إنجاز المشروع الوطني الذي رسخه الرئيس عرفات، والرسالة الثانية وجهها بن حلي إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي ، وقال: إن غطرسة القوة الغاشمة لن تجلب لها الثبات ولا السلام ولن تستطيع كسر الإرادة والعزيمة للشعب الفلسطيني الذي سينتصر بإرادته الفولاذية على القبة الفولاذية الإسرائيلية.
أما الرسالة الثالثة فوجهها بن حلي إلى المجتمع الدولي العاجز عن تنفيذ قراراته بشأن نصرة الشعب الفلسطيني وبما أن إسرائيل لا يجب أن تواصل تماديها وتحديها والتمتع بالحصانة ضد أي إجراءات ضدها، واستمرارها في إجهاض كل مبادرة تسوية ستبقى المنطقة في اضطراب متواصل ، بينما الرسالة الرابعة وجهها إلي محبي ياسر عرفات ..قائلا إن استشهاد الزعيم التاريخي ياسر عرفات ينبغي أن يبقى ملف قضيته مفتوحا للكشف عن كافة الملابسات والألغاز التي تحول حول ظروف استشهاده
بدوره، قال ناصر القدوة، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات "إننا في القاهرة نحي الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد المؤسس أبو عمار ولم نصل بعد إلى فلسطين المستقلة، وزادت التحديات والعقبات في الطريق.
وأشاد بدور مصر في دعم القضية الفلسطينية ، وأننا على العهد حتى نستكمل كل حقوقنا الوطنية حتى نحافظ على استقلال فلسطين وسيادتها بعاصمتها القدس الشريف .
وأضاف القدوة " اليوم نحتاج إلى استلهام إرث عرفات أمام السياسات الإسرائيلية التعسفية في القدس بشكل خاص ، مشيرا إلى أن اغتيال إسرائيل للرئيس عرفات ليس للتخلص من رئيس منتخب لشعبنا فحسب، بل لضرب المشروع الفلسطيني، وضرب الهوية الموحدة، وتقسيم الوطن جغرافيا.
وقال: إن هذه الذكرى تأتي في مرحلة إتمام الوحدة الفلسطينية التي كانت تتقدم تقدما ملحوظا، وفي نفس الوقت أرجو من حركة حماس أن تعالج ماحدث في غزة على محمل الجد بإجراءات محددة، لعلنا نتمكن من العودة لاستكمال مسارنا الصحيح.
ولفت "القدوة" إلى أنه من المفترض أن يكون إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد أبو عمار في غزة بمهرجان مركزي في أرض الكتيبة، تأكيدا على وحدة الأرض والقضية، وحب عرفات لغزة، لكن الصدفة كانت بإلغاء المهرجان بالمتفجرات أولا، ثم تهديد حماس.
وفي ختام الحفل أحيا صوت فلسطين الشادي الفنان عمار حسن بأغاني وطنية وسط تصفيق الحضور وتكبيراتهم، مرددين عبارات "على القدس رايحين شهداء بالملايين، وأبوعمار ارتاح ارتاح واحنا نواصل الكفاح .
شارك في إحياء الذكرى سفير فلسطين لدى مصر جمال الشوبكي، وممثل شيخ الأزهر، أمين عام البحوث الإسلامية محي الدين عفيفي، ونائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير أحمد بن حلي ، بالإضافة إلى الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح، وممثل عن وزارة الخارجية المصرية، ومدير عام الصندوق القومي الفلسطيني رمزي خوري.
كما شارك فى الحفل عضو اللجنة المركزية رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات ناصر القدوة، ومعتمد حركة فتح بمصر لمعي قمبرجي، بالإضافة إلى أبناء الجالية الفلسطينية المقيمة في مصر، إضافة لكوادر حركة فتح، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وحشد كبير من الجماهير .
كما تخلل الاحتفال فيلم وثائقي عن حياة والمحطات التي خاضها الرئيس عرفات في حياته العملية وخاصة خطابه الهام بالأمم المتحدة، بالإضافة إلى مراحل عمره المختلفة.