محللون: * السعدني: خطاب «السيسي» وضع نواب البرلمان أمام مسئوليتهم * الرشيدي: "السيسي" أطلع النواب حرص الدولة على "دبلوماسيتها" * طارق فهمي: «الكادحون» في خطاب «السيسي» للمرة الأولى «بشرة خير» * والشباب 4 والمرأة 3 مرات * العالم يكشف أولويات الدولة التي ركز عليها خطاب الرئيس أمام البرلمان * الحلبي: الرئيس أكد ضرورة تناغم السلطات التشريعية والتنفيذية * ألفي: "الدولة" محور خطاب الرئيس لعكس تفاني المصريين في بناء وطن قوي * المهدي: الرئيس طمأن المصريين على مسار التنمية أمام نواب الشعب "إننى أعلن أمامكم ممثلى الشعب بانتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان المنتخب بإرادة حرة بعد أن احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كإجراء استثنائى فرضُه علينا الظرف السياسى".. بهذه الكلمات نقل الرئيس عبد الفتاح السيسي، السلطة التشريعية إلى البرلمان في خطابه الذي ألقاه أمامه صباح اليوم السبت، الخطاب رقم 48 في تاريخ الحياة البرلمانية المصرية وكانت مدته 30 دقيقة. بدأ الرئيس كلمته بدعوة النواب للوقوف دقيقة حدادا على شهداء الوطن من رجال الجيش والشرطة. وتطرق الرئيس خلال الكلمة للعديد من القضايا التى واجهها منذ توليه رئاسة الجمهورية، داعيا البرلمان للتعاون مع السلطة التنفيذية بما يحقق صالح الوطن. وعن تحليل كلمة الرئيس والرسائل التي حملها وأوصى بها النواب.. السطور التالية تجيب عن ذلك. الشباب لهم نصيب الأسد في خطاب السيسي أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ السياسة العامة والخبير في الشئون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمام مجلس النواب تضمن دعوات كثيرة، كان للشباب نصيب الأسد فيها، حيث خصهم بالذكر 4 مرات في خطابه، وشدد على طلبه من الحكومة والمحافظين تعيين الشباب كمساعدين لهم كونهم شريكا أساسيا في بناء دولة المستقبل. وقال "فهمي"، في تصريحات ل"صدى البلد"، إنه لأول مرة يتطرق الرئيس للحديث عن "الكادحين"، وهذه رسالة أطلقها الرئيس من تحت القبة ليطالب بها النواب والمسئولين بالاهتمام ب"الكادحين"، وهذه "بشرة خير"، بالإضافة إلى حرصه على بناء دولة مدنية. وأضاف: "المرأة ذُكرت في خطاب السيسي أمام البرلمان 3 مرات، إحداها اختص بها النائبة وأخرى دور المرأة في الدولة المصرية، بالإضافة إلى أنه جدد دعوته لتجديد الخطاب الديني مرة واحدة، ووجه التحية لعلماء الدين كونها أعم وأشمل". وعن وصاية السيسي، لنواب البرلمان بالصحة والتعليم والإعلام، قال: "رسالة بسرعة التوجيه في تشريع قوانين لتلك الملفات من أجل الإعلاء بالمنظومات الثلاثة". وأضاف: "السيسي أكد دور مصر في استعادة علاقاتها الخارجية واقتناص مقعد غير دائم بمجلس الأمن، بالإضافة إلى مقعد السلم والأمن الأفريقي بفضل الدبلوماسية المصرية، فضلا عن دورها في الدول ذات الصراع كليبيا وسوريا والعراق واليمن". أطلع النواب على مدى دبلوماسية مصر أكد السفير جلال الرشيدي، مندوب مصر الأسبق بالأمم المتحدة، أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم في مجلس النواب، ركز على سياسة مصر الداخلية والخارجية وكيفية إستعادتها للعلاقات الدبلوماسية في أفريقيا والدول الغربية. وأضاف "الرشيدي" في تصريحات ل"صدى البلد" كلمة السيسي، عن جميع الدول وعلاقاتها الدبلوماسية معهم وأنها لا تحمل عداء لأحد "إيجابية"، لتطلع النواب على مدى حرص مصر على دبلوماسيتها، فضلاً على حرصها على الحلول السياسية بدول صاحبة الصراع الداخلي. وضع النواب أمام مسئوليتهم أكد الدكتور محمد السعدني، الكاتب والمحلل السياسي، أن الرئيس وضع نواب البرلمان أمام مسئوليتهم تجاه الشعب المصري، وأوصاهم بالعمل من أجل تكوين دولة مدنية. وأوضح "السعدني"، في تصريحات ل"صدى البلد" أن خطاب الرئيس أمام نواب الشعب شامل وضع النقاط فوق الحروف، وتوصيه للنواب بتطوير منظومة الصحة والتعليم وتجديد الخطاب الديني يرجع لأهمية تلك المنابر، في ظل التحديات التي تواجهها مصر والأوطان العربية. وعن سعادة النواب وتقديرهم للقيادة السياسية، قال: "معذورين" كونه أول لقاء يجمعهم بالرئيس. أولويات تشغل الرئيس أكد الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة، أن خطاب الرئيس أمام البرلمان اليوم كان في مجمله يؤكد على علاقة التفاهم والتعاون المشترك بين القيادة السياسية ومجلس النواب لدفع مسيرة التنمية للأمام. وقال "العالم" في تصريح ل"صدى البلد": استهل الرئيس وأعضاء البرلمان لقاءهم بالعديد من الدلالات الرمزية، حيث استقبل النواب خطاب الرئيس بالترحيب والهتاف وهو أمر نم عن احترام وتقدير القيادة، كما استهل الرئيس خطابه بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الوطن. وأوضح أن الرئيس حرص على إبراز العديد من القضايا والنقاط التي تهم المصريين خلال كلمته، وعلى رأسها التأكيد على المشروعات والإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضي كنوع من تقديم ملخص وتقرير عن مسيرة العمل والإنجازات التي تمت لنواب الشعب، كما طالب بالتعاون بين السلطة التنفيذية والتشريعية فضلا عن أنه سلم شعلة التشريع لنواب الشعب وهذا من شأنه أن يدحض الادعاءات الكاذبة بشأن استغلال الرئيس للتشريع بصورة خاطئة، بالإضافة إلى أن الرئيس طالب بتجديد الخطاب الديني في وجود شيخ الأزهر. وأضاف أن الرئيس طالب أعضاء المجلس بإعطاء الأولوية للصحة والتعليم والإعلام، وهو أمر يبرز الأولويات التي تشغل الرئيس، كما أكد اهتمامه بالشباب بالإضافة إلى مطالبة النواب أن يغلبوا المصلحة العليا للبلاد وأن تكون على رأس أولوياتهم. وأكد أستاذ الإعلام السياسي أن خطاب اليوم كان من المرات القليلة التي حرص فيها الرئيس على الالتزام بالنص الرسمي للخطاب وهو أمر يعكس إدراك الرئيس أن هذا الخطاب لو طبيعة تاريخية. طموحات الشعب تتحقق بتناغم السلطات أكد اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن الرئيس اليوم خلال خطابه أمام البرلمان، لمس نقطة في غاية الأهمية وهي مدى تناغم وتكامل السلطة التشريعية والتنفيذية لتحقيق المعادلات المطلوبة التي تفي بطموحات الشعب المصري على كافة المستويات وعلى رأسها الاقتصادية والأمنية. وقال "الحلبي" في تصريحات ل"صدى البلد": بدون وجود تشريعات تناسب المرحلة وتعين السلطة التنفيذية على التصدى لكل التحديات لن يتم تحقيق طموحات المصريين في التنمية ودفع الاقتصاد المصري وتحقيق الأمن والاستقرار، وهذا ما أراد الرئيس التأكيد عليه حينما أشار إلى ضرورة تضافر سلطات الدولة وأذرعها لتحقيق الخطة التنموية، حيث إن المصريين يضعون آمالا كبيرة على مجلس النواب لسن تشريعات ومراجعة القوانين تيسرعلى السلطة التنفيذية تحقيق العدالة الناجزة والقبض على يد المخربين. وعن حديث الرئيس عن العلاقات المصرية الخارجية، أكد عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن الرئيس أراد أن يعكس نجاح الدبلوماسية المصرية في إعادة هيكلة العلاقات الخارجية خصوصا بعد 30 يونيو، حيث إن مصر انفتحت على دول العالم وقامت بتدوير علاقاتها دون تقديم أي تنازلات عن سيادة الدولة أو التهاون بمقدرات الشعب المصري، فالقرار المصري كان حرا تماما في اتخاذ قرارات تواصله مع دول العالم وإعادة صياغة السياسة التفاهمية مع العالم الخارجي. وفيما يخص الرسائل التي أرادها الرئيس من خطابه أمام البرلمان، أن خطاب الرئيس كان طبيعيا لإعلان نقل السلطة التشريعية إلى أصحابها ممثلين في نواب الشعب، إلا أنه يحمل رغبة غير مباشرة تتمثل في حرص الرئيس على التواصل المباشر مع المصريين لإطلاعهم على تحديات المرحلة والاستناد إليهم في سبل حلها. خطاب استعرض تحديات واجهت مصر أكد أكرم ألفي، الباحث بمركز الأهرام الاستراتيجي والخبير في شئون البرلمانات، أن "الدولة المصرية" كانت محور خطاب الرئيس اليوم أمام البرلمان، حيث أكد طموحات المصريين في بناء دولة مدنية حديثة قوية وشابة، تعمل على استيعاب أبنائها بجميع أطيافهم وأعمارهم. وقال "ألفي"، في تصريح ل"صدى البلد": "الدولة في نقطة الارتكاز التي انطلق منها خطاب الرئيس أمام نواب الشعب، وذلك في محاولة لعكس الرغبة الحديدية للمصريين في بناء دولة تكون وطنا للجميع غير مقتصر على فئة معينة، ويشمل الكادحين بالرعاية المطلوبة لبناء دولة قوية". وأضاف أن "الرئيس كان موفقا في التركيز على مدنية الدولة واستعراض التحديات التي تواجه الدولة المصرية، وعلى رأسها الإرهاب الذي سمم بدنها خلال الفترة الماضية". رسالة أمل أكدت الدكتورة علياء المهدي، عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية السابقة، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد خلال كلمته أمام البرلمان على أن المرحلة الحالية تتطلب تكاتف السلطة التشريعية والنفيذية لتحفيز وتشجيع الاستثمار الأجنبي والمحلي. وقالت "المهدي" في تصريح ل"صدى البلد": السلطة التشريعية يقع على كاهلها سن القوانين والتشريعات التي تشجع على الاستثمار مثل مراجعة قانون الاستثمار ومحاولة ضبط مواده لجذب المستثمرين، بالإضافة إلى مراقبة الحكومة وأدائها في جذب الاستثمار. وعن الرسائل التي أرادها الرئيس من استعراضه إنجازات الفترة الماضية على المستوى الاقتصادي، أكدت عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية السابقة أن الرئيس حاول أن يوضح للمصريين أنه خلال فترة وجيزة حققنا إنجازات في مجال البنية التحتية لما تمثله من عنصر جاذب للاستثمار، إلى جانب الانفتاح الحادث في علاقات مصر الإقليمية لتحفيز الاستثمار الأجنبي، وذلك لطمأنة المصريين على مسار عجلة التنمية المصرية.