قال الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى السلم في المجتمعات المسلمة بالإمارات في كلمته أمام مؤتمر «حقوق الأقليات الدينية في الدول الإسلامية.. الإطار الشرعي، والدعوة إلى المبادرة»، الذي بدأت أعماله اليوم الاثنين بمدينة مراكش المغربية: «إنه تم الإعداد لهذا المؤتمر الدولي منذ أربع سنوات لشرح العلاقة مع الآخر». وتم زيارة عدة دول منها تونس وموريتانيا، والمغرب لوضع التصور العام للمؤتمر..مبينا أن الاحتجاجات التي وقعت في العالم العربي، وما يطلق عليها ثورات الربيع العربي، وما ترتب عليها دفعت لتنظيم المؤتمر لبحث قضية الأقليات من منظور ديني". وأكد أهمية بحث أوضاع الأقليات الإسلامية في العالم، وتحسينها وفق تعاليم الشريعة الإسلامية، والتعامل بالمثل للرعاية التي توليها الدول الإسلامية للأقليات الدينية لديها، والتعامل معها بالعدل وبلا تفرقة. من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، في كلمة ألقاها نيابة عنه ادم يانج مساعد الأمين العام، أهمية دور رجال وعلماء الأديان المختلفة لضمان حقوق الأقليات الدينية أيا كانت، والتنديد بالعنف..مشيدا بميثاق المدينةالمنورة الذي يعتبر وسيلة ونموذجا للتعايش بين الجميع..مؤكدا ضرورة معالجة قضية الأقليات بلا تطرف أوإقصاء أوتمييز، واحترام مبادىء حقوق الإنسان. وانتقد انتشار العنف والتطرف والكره الذي يسود بين بعض الجماعات، كما انتقد دونالد ترامب المرشح المحتمل للرئاسة الأمريكية الذي يقف أمام التعايش وكل من ينهج نهجه، مبينا أن التعايش هو الأساس لاستقرار المجتمعات. وأكد أهمية توحيد المبادرات، والجهود العربية والدولية لمعالجة أوضاع الأقليات وإقرار حقوقها، والوقوف ضد من يسعى لانتشار الكراهية، والعنف، والتطرف في العالم..مشيرا إلى مسئولية الدول والحكومات لدحر العنف واحترام الحقوق المدنية. من جانبه، انتقد الشيخ صالح الحميدي مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس مجمع الفقه بجدة انتهاك حقوق الأقليات المسلمة في بعض الدول وتجاهل حقوق المواطنة وكذلك ازدواجية المعايير في تطبيق المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأقليات في الوقت الذي أسس المسلمون لمجتمع المواطنة من آلاف السنين بوثيقة المدينةالمنورة للرسول (ص) التي ساوت بين الجميع..مشيرا إلى ما تقوم به السعودية في مجال الانفتاح على الثقافات وتعزيز التواصل وحفظ حقوق المواطنة. بدوره أكد مبعوث منظمة الأممالمتحدة لحوار الحضارات ناصر عبد العزيز الناصر أهمية تحالف الحضارات والتعاون لمصلحة البشرية، وضمان حقوق الأقليات المسلمة في دول الغرب، والعالم، مشيدا بوثيقة المدينةالمنورة لتحقيق المواطنة. من جهته، أشار وزير الأوقاف الباكستاني يوسف صربا في كلمته أمام المؤتمر إلى اهتمام الإسلام بالمواطنة وفق وثيقة المدينةالمنورة والتي ترجمت في سلوك المسلمين في التعامل مع غيرهم وضمان حرية المعتقد واحترام الآخر حتى في زمن الحروب والنزاعات المسلحة في إطار من شعائر تضمن حقوق كل الأقليات..مطالبا ببلورة تلك القيم في البيان الختامي للمؤتمر. ودعا صربا إلى الإقرار بحقوق الأقليات الدينية في المشاركة بكل نواحي الحياة وتحقيق التكافؤ، والتعايش بين الجميع بلا تفرقة. ومن المقرر أن يبدأ المؤتمر جلساته العلمية في وقت لاحق من اليوم.