واصل فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، نشاطه في منتدى دافوس العالمي بلقاء عدد من وسائل الإعلام العالمية المشاركة في المنتدى، حيث قابل فضيلته أكثر من 16 من الصحفيين والمراسلين الأجانب. في الوقت ذاته، وضعت النشرة اليومية التي تصدرها وكالة "ميديا تينور" العالمية لدافوس مفتي الجمهورية في المرتبة الخامسة لأكثر المشاركين تأثيرًا في الإعلام بعد مباحثاته مع بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، ومايكل مولر، المدير العام للأمم المتحدة بجنيف، وكلاوس شواب، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، وعدد كبير من المشاركين في دافوس إلى جانب مشاركاته ومداخلاته في فعاليات المنتدي. وفي خلال أحاديثه الإعلامية للمراسلين الأجانب في دافوس، أكد مفتي الجمهورية أن مصر هي رمانة الميزان لمنطقة الشرق الأوسط، ولها دور محوري وضروري في النظامين الدولي والإقليمي يحظى بالتقدير من المجتمع الدولي، ولا يمكن لأحد أيا كان أن يقلل من دور مصر ومكانتها الدولية، ودورها الإقليمي الذي استعادته بقوة بفضل تحرك القيادة السياسية وتماسك الجبهة الداخلية مشيرًا أن مصر تتغير إلى الأفضل. وقال فضيلة المفتي إن الإرهاب يعمل على تقويض دعائم الأمن والاستقرار والتنمية لجميع الدول دون استثناء، مشددًا على أن يد الإرهاب جبانة مرتعشة مهما ظهرت بمظهر القوة إلا أن قوتها زائفة زائلة وإرادة الشعوب هي القوة الحقيقية الباقية. وأضاف"علام" أن الجهود الأمنية وحدها لا تكفي في القضاء على الإرهاب واستئصال جذوره بالكلية، بل إن معركة تصحيح المفاهيم وتجديد الخطاب الديني تأتي في المقام الأول. وأوضح مفتي الجمهورية، خلال حديثه مع وسائل الإعلام الأجنبية، أن مصدر التبرير المزعوم لكثير من مظاهر التطرف والعنف في العالم ليس مرده إلى تعاليم الأديان ولكن لمجموعة معقدة من العوامل نحتاج لفهمها جيدا بشكل معمق حتى نعالج هذه الظواهر التي تهدد العالم أجمع. وأشار المفتي إلى أنه من أصعب المشكلات التي تواجه المجتمعات الإسلامية الآن مشكلة المرجعية؛ ففي الإسلام وغيره من الديانات نشهد ظاهرة تصدي غير المتخصصين ممن ليس لهم نصيب وافر من التعليم الديني وتنصيب أنفسهم مرجعيات دينية رغم أنهم يفتقرون إلى المقومات التي تؤهلهم للحديث في الشريعة والأخلاق، وقد أدى هذا التوجه إلى فتح الباب على مصراعيه أمام التفسيرات المتطرفة للإسلام والتي لا أصل لها. وقال فضيلة المفتي: "علينا أن ندرك أن الحرب على الأفكار الهدامة طويلة وليست سهلة"، مضيفا أن الشعوب العربية والإسلامية اتخذت قرارها الحاسم الذي لا رجعة فيه بعدم مهادنة هذه الأفكار المدمرة المتطرفة. ووجه مفتي الجمهورية رسالة قوية للإعلام العالمي بأهمية أن يكون العلماء المسلمون المؤهلون هم من لهم الحق في التحدث باسم الإسلام. وتابع: "رأينا في أحيان كثيرة أن وسائل الإعلام الغربية تستجيب للإغراءات وتعتبر المتطرفين - الذين لا يمثلون إلا أنفسهم - تيارا سائدا". واختتم مفتي الجمهورية حديثه بقوله: "في دار الإفتاء المصرية نبذل جهودا دؤوبا نحو الوصل بين الإسلام والواقع المعيش، فنحن نصدر آلاف الفتاوى بشأن حق المرأة في الكرامة والتعليم والعمل وتولي المناصب السياسية، وإدانة العنف في معاملتها".