التصرف السريع، للوصول إلى المستشفى في أبكر وقت ممكن، هو أفضل سلاح لنجاح مواجهة إصابة النوبة القلبية فتلقي الأدوية المُذيبة للجلطة الدموية التي تسبب تكونها في سد مجرى الشريان القلبي، وتلقي غيرها من الأدوية المُوسّعة للشرايين، بإمكانه أن يوقف تمادي استمرار النوبة القلبية وبإمكانه أيضا منع أو تقليل حجم الضرر الذي طال عضلة القلب. كل هذه الفوائد مشروطة بتلقي تلك الأدوية مباشرة بُعيد ظهور الأعراض وكلما تلقاها المصاب في وقت مبكر، كلما أدت عملها بنتيجة أفضل. وبالتالي ارتفعت فرص النجاة والحفاظ على الروح، وفرص تخطي مرحلة الأزمة الصحية تلك بسرعة وبأقل خسائر وتحديدا، إذا ما تلقى المصاب تلك الأدوية خلال الساعة الأولى بُعيد بدء أحداث الإصابة بالنوبة القلبية. ولذا فإن إدراك الإنسان للعلامات والمظاهر المُنذرة بوجود مشكلة في شرايين القلب ووجود تأثير لهذه المشكلة على عضلة قلبه، هو أمر حيوي، أي أمر فيه سلامة حياته، حينما يكون هو المُعاني، أو سلامة حياة الأشخاص من حوله، حينما يكون أحدهم يُعاني من المشكلة. والحقيقة أن معرفة الإنسان لمظاهر وأعراض الإصابة بالنوبة القلبية أهم من معرفة كثير من المعلومات الطبية المتعلقة بأمراض ذات أهمية أقل، وذات خطورة أقل على ضمان سلامة الحياة. العلامات تشير رابطة القلب الأميركية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، وغيرهما من الهيئات المعنية بصحة القلب وسلامة الحياة، إلى مجموعة من الأعراض التي أحدها قد يكون علامة ومظهرا لوجود وضع غير مستقر في شرايين القلب وهي: -«انزعاج أو ألم بسيط أو عدم ارتياح» discomfort، في منطقة الصدر وغالبية حالات النوبة القلبية يكون فيها «انزعاج أو ألم بسيط أو عدم ارتياح» في منطقة «وسط» الصدر وقد يستمر لبضع دقائق متواصلة أو يزول ثم يعود مجددا. ومع ذلك، ثمّة بعض الحالات التي لا يكون فيها الألم بتلك الصفة، بل هو شعور بالضغط على الصدر أو الشيء الذي يعصر بالصدر أو الإحساس بالامتلاء في البطن أو بالتلبك المعوي أو الحرقة في منطقة المعدة بأعلى البطن. - قد تُؤدي النوبة القلبية إلى نوع من الألم في المنطقة الممتدة ما بين الفك السفلي إلى حد السّرة بالبطن. أي ما يشمل الألم أو عدم الارتياح في أي من العضدين أو الظهر أو ما بين الكتفين أو الرقبة أو الفك السفلي أو أعلى البطن. - ضيق في النفس، أو «كتمة» في الصدر. وهذا الضيق قد يكون مصحوبا بألم الصدر أو غير مصحوب به. - هناك علامات أخرى مصاحبة للألم، كإفراز العرق «البارد» على الوجه أو الصدر أي غير العرق الطبيعي الناتج عن بذل المجهود البدني أو التعرض للحرارة. وكالغثيان أو القيء، أو الدوار والدوخة. وهذه العناصر الأربعة، على بساطتها في العرض والفهم، هي الأساس في إدراك مظاهر وعلامات الإصابة بالنوبة القلبية. وبالتالي في القيام بالتصرف السليم لإنقاذ «روح» إنسان مُصاب بها.