أشاد مفتي مدينة القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين بدور الأزهر ودار الإفتاء المصرية في تنوير العالم الإسلامي بحقيقة الأفكار الإسلامية المعتدلة، مؤكدا أن الأزهر ودار الإفتاء المصرية يلعبان دورا كبيرا في ترسيخ الفكر التنويري المعتدل في العالم العربي والإسلامي وربما العالم أجمع. وقال حسين، اليوم، الثلاثاء، خلال زيارته لدار الإفتاء المصرية، إن "الأزهر هو قبلة الإسلام المعتدل ومنه تخرج الأفكار النيرة والتي تدحر كل الأفكار المتطرفة البعيدة عن الإسلام والمسلمين"، مؤكدا أن الأزهر له دور كبير في توضيح صورة الإسلام الوسطي في أرجاء المعمورة كافة. وأضاف أن "الأزهر مؤسسة عريقة وتعد على رأس المرجعيات في العالم الإسلامي"، رافضا كل محاولات تشويه دور الأزهر في العالم الإسلامي والعربي. وأكد مفتي الديار الفلسطينية أن هناك تعاونا كبيرا بين دار الإفتاء الفلسطينية ومشيخة الأزهر وكذلك دار الإفتاء المصرية، موضحا أن دار الإفتاء الفلسطينية حريصة كل الحرص على التواصل مع المؤسسات الدينية المصرية، خاصة الأزهر ودار الإفتاء، وذلك عبر حضور المؤتمرات واللقاءات التي تعقد بالقاهرة. ولفت إلى أن دار الإفتاء المصرية والأزهر وكذلك دار الإفتاء في العالم العربي والإسلامي تعد من مرجعيات وجزءا من دار الإفتاء الفلسطينية، موضحا أن دار الإفتاء الفلسطينية عضو في الأمانة العامة لدور الإفتاء العربية ومقرها القاهرة، مؤكدا حرص دار الإفتاء الفلسطينية على هذه العضوية كونها تمثل الإسلام الوسطي الحقيقي في العالم. وأشار إلى أن قضية القدس والمقدسات لا تغيب عن أي مؤتمر أو حوار عربي إسلامي، مؤكدا حرص القيادات الدينية العربية على التواصل لمعرفة آخر تطورات الأوضاع في القدس والمقدسات. وأكد أن الشعب الفلسطيني يدافع عن قدسه ومقدساته، مناشدا في الوقت نفسه العالم العربي والإسلامي أن يقوم بدوره إزاء تلك المقدسات لأنها جزء من العقيدة الإسلامية. كما طالب العالم أجمع، والذي ينادي بالحرية واحترام الأديان والمعتقدات، أن يقوم بدوره إزاء وقف تلك الانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس والمقدسات، ومنها الأقصى والمسجد الخليلي، والتي أصبحت اقتحامات شبه يومية. وأكد الشيخ حسين أن الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل هو مسجد إسلامي وللمسلمين وحدهم، رافضا تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي قال فيها إن "اليهود موجودون في الحرم الإبراهيمي وسيبقون هناك إلى الأبد". ورأى مفتي الديار الفلسطينية أن الدعوات للتعدي على حرية العبادة والمقدسات تأتي في إطار مسلسل العنجهية والعدوان الذي تنتهجه سلطات الاحتلال والحكومة اليمنية المتطرفة بقيادة نتنياهو تجاه أصحاب الديانات السماوية الأخرى، لافتا إلى أن المساجد والكنائس تحرق الآن في القدس. وشدد على أن هذا التحريض المتواصل يأتي ضمن خطة ممنهجة لطمس كل ما هو عربي في فلسطين واستبداله باليهودي، داعيا المنظمات الدولية لوقف مثل هذه الانتهاكات اليهودية، والتي تتم بمساعدة ومساندة حكومة اليمن المتطرف في إسرائيل. كما شدد على أن الدين الإسلامي والعالم الإسلامي بريء من داعش وغيرها من التنظيمات التكفيرية التي تحاول تشويه حقيقة الإسلام والمسلمين، مشيرا إلى أن داعش وغيرها تعد أفكارا دخيلة ومتطرفة تتنافى تماما مع الإسلام وسماحته. ونوه مفتي الديار الفلسطينية إلى ضرورة مواجهة تلك الأفكار الداعشية وغيرها عبر الفكر المستنير في العالم العربي والإسلامي، مؤكدا أن دار الإفتاء الفلسطينية دائما وأبدا مع أي مجهودات تتم من أجل مواجهة ومحاربة الأفكار الإرهابية التي تتواجد حاليا في العالم.