بعيدا عن موسم الامتحانات والدروس والمذاكرة الذى تصرخ فيه الأم فى وجه أطفالها ليحرصون على الاستذكار، فإن الصوت العالى أو الصراخ هو طريقة تعامل الكثير من الأمهات مع أبنائهم فى محاولة للتربية الصحيحة من وجهة نظرهن خصوصا مع ضغوط الحياة اليومية، وهنا نقصد الأم لأن الأب دائما ما يقضى ساعات طويلة خارج المنزل بحثا عن لقمة العيش، والصراخ والصوت العالى لا يصدر فقط من الأم تجاه أطفالها ولكن من الإخوة فيما بينهم، فما مدى تأثير الصراخ والصوت العالى على الأطفال فيما بعد . الإنذار والوعيد : دكتورة إيمان دويدار استشارى الصحة النفسية تؤكد ل «صدى البلد» أن الأم عندما تطلب من طفلها القيام بشىء والامتناع عن شىء آخر وترفع صوتها بالصراخ فى إلقاء الأوامر أو التوجيهات، فإن ذلك سيجعل الطفل يخاف ويطيع أمه ولكنه سرعان ما سيقابل ذلك بالفعل المضاد فى المرة المقبلة، وحذرت استشارى الصحة النفسة من استمرار الأم فى توجيه طفلها بالصوت العالى مع استخدام أصابع يديها للإنذار والوعيد، لأن ذلك سيجعل منه فى المستقبل شخص فاقد للثقة، ضعيف الشخصية، غير قادر على مواجهة المشكلات . طفل مشاغب شديد العدوانية : وأشارت إلى أن استخدام الصوت العالى والصراخ من أسوأ طرق التعامل مع الأطفال لما يتركه لديهم من تأثير سيئ على مشاعرهم، وجعل الأطفال فى حالة توتر دائم وتوقع لكل ما هو سيئ ويحطم نفسيتهم وليس له فائدة أو تأثير فى تربيتهم، ويمثل قدوة سيئة لهم فى التعامل مع الآخرين ويخلق طفل مشاغب شديد العناد والعدوانية . أمراض نفسية : وأوضحت دكتورة إيمان دويدار أن الصراخ فى وجه الطفل يؤكد على ضعف شخصية الأم وقلة حيلتها فى تربية أطفالها، والبيت الذى تعلو فيه الأصوات يعتبر مناخ مناسب لإنتاج أفراد مصابين بأمراض نفسية، كالقلق والاكتئاب، حيث سيشعر الطفل بأنه غير مقبول من أسرته، وتصرفاته كلها خطأ ويفقد الثقة، بالإضافة إلى أن يحدث رابط سلبى لدى الطفل بذكره بمواقف تألمه كلما سمع صوتا مرتفعا وصراخ، وقد يدوم معه طوال حياته ويظل يعيش المشاعر السلبية دائما ويستشعرها مثلما كان طفلا . أطفال يصرخون فى وجه والديهما : وحذرت خبيرة الطب النفسى من هذه السلوك لأن الطفل سرعان ما يكتسبه من الأم أو الأب ويمارسه على أصدقائه أو أطفال العائلة، ويستمر معه عندما يكبر، لذلك اصبحنا نرى البنت أو الولد يصرخان فى وجه والديهما. العقاب بالضرب : وشددت على عدم معاقبة الأطفال بالضرب نهائيا، لأن بعض الأباء يعتقدون أنها وسيلة لا غنى عنها فى التربية وتقويم سلوك الطفل، فيجب تجنب الضرب نهائيا فى عقاب الأطفال واستخدام وسائل الحرمان سواء من المصروف أو اللعب وغيره من الوسائل التى تعتبر أكثر تأثيرا على الطفل فى تقويم سلوكه . مشاعر الغضب : ونصحت خبيرة الطب النفسى عندما تنتابك مشاعر الغضب الشديد أن تسيطرى على مشاعرك قدر الإمكان، بالإستعاذة بالله من الشيطان، والتزام الصمت أو الانسحاب للتفكير حتى تتخذى الأسلوب الأمثل للعقاب وليكن الحوار هو الأسلوب الامثل فى التأثير بسلوك الطفل ولتكونى خير قدوة لهم فى ضبط النفس .