رحبت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) بالتوصل إلى اتفاقية باريس بشأن التغيرات المناخية .. مشيرة إلى أن "الأمن الغذائي للمرة الأولى على الإطلاق، أصبح جزءا في اتفاق عالمي بشأن تغير المناخ". وشددت في بيان اليوم الاثنين أن أهمية الاتفاق ترجع إلى الأولوية الجوهرية لحماية الأمن الغذائي والقضاء على الجوع، وتعرض نظم إنتاج الأغذية على نحو خاص لآثار التغير المناخي. وأشارت اتفاقية المناخ الجديدة إلى الحاجة إلى "زيادة القدرة على التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ وتعزيز التجاوب المناخي، على النحو الذي لا يهدد إنتاج الغذاء. وقال جرازيانو دا سيلفا المدير العام للمنظمة "إن ذلك يأتي بمثابة تغيير لقواعد اللعبة بالنسبة ل800 مليون شخص ما زالوا يعانون من الجوع المزمن، ولنحو 80 %من فقراء العالم ممَن يعيشون في المناطق الريفية ويكسبون رزقهم - لإطعام أسرهم - من قطاعات الزراعة؛ فمن خلال تضمين الأمن الغذائي (في الاتفاق) أقر المجتمع الدولي كليا بأن ثمة حاجة إلى عناية عاجلة لصون أوضاع ومستقبل أولئك الذين يرابطون في الخطوط الأمامية إزاء تهديدات تغير المناخ" و"وأن المنظمة لتُشيد بهذا القرار الذي يشكل علامة طريق للمضي قدماً في الإجراءات الخاصة بتغير المناخ، والذي يأتي على أثر إقرار جدول أعمال التنمية المستدامة الجديد وتعهد القضاء على الفقر المدقع والجوع بحلول عام 2030. ودعت المنظمة إلى التزامات قوية لحماية وتعزيز الأمن الغذائي في سياق المناخ المتغير"، موضحة أن "رسالتنا بسيطة، فنحن لن نبلغ الهدف الإنمائي المستدام رقم 2 للقضاء على الجوع - وبالتبعية كامل جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030 ". وأكد دا سيلفا أن مناهضة الجوع والمناخ المتغير يجب أن يسيرا "يداً بيد"، مشيرا إلى أن "من دواعي التشجيع الكبير للمنظمة حقيقة أن الزراعة والغابات ومصايد الأسماك واستخدام الأراضي أصبحت عوامل بارزة في معظم المساهمات المعتزمة والمقررة وطنياً أي الإجراءات القطرية التي تنوي البلدان اتخاذها بموجب اتفاق باريس الجديد - وذلك إنما يؤكد الحاجة للاستثمارات الهادفة في مجال الزراعة المستدامة. وأشار إلى أنه في أطر أهداف التنمية المستدامة والمساعي الرامية إلى القضاء على الفقر، من المنتظر أن تقوم الأطراف بإعداد مساهماتها المعتزمة والمقررة وطنيًا، والإبلاغ عنها ومواصلة تنفيذها بالتعاقب، وبالنسبة لأقل البلدان نموًا والدول الجزرية الصغيرة النامية يجوز إعداد استراتيجيات ومخططات وإجراءات لخفض انبعاثات غازات الدفيئة والتعريف بها على نحو يعكس ظروفها الخاصة؛ والمتعين على جميع الأطراف أن تُبلغ عن المساهمات التي تحددها على الصعيد الوطني كل خمس سنوات. وأثنى على الالتزامات المعلنة في جميع مراحل مفاوضات قمة الأممالمتحدة للمناخ لدعم تصعيد إجراءات المناخ لدى البلدان النامية، إلى جانب الموارد الإضافية المتعهَّد بها لصندوق أقل البلدان نمواً، وصندوق التكيّف، وصندوق المناخ الأخضر وغيرها حيث تعتبر هذه الموارد حاسمة لدعم البلدان النامية في تنفيذ المساهمات المعتزمة والمقررة وطنياً الخاصة بها. وتعكف "فاو" من خلال البناء على صرح نتائج اتفاقية باريس، على العمل الوثيق مع حكومة المغرب للتحضير لأعمال قمة المناخ المقبلة بمدينة مراكش، في نوفمبر 2016، بهدف التركيز على مزيد من ترسيخ أهداف الأمن الغذائي والزراعة في مخططات العمل العالمية وضمان الدعم المالي لمساعي التكيف الجارية.