خبراء يكشفون سر التواجد التركي في العراق: * نبيل فؤاد: تدخل تركيا البري في العراق «غير شرعي» * خبير عسكري: تركيا تتحجج بمحاربة "داعش" للتدخل في شمال العراق * باحث: "الموصل" هدف التواجد التركي بالعراق.. وحربها ضد داعش "ستار" لأطماعها شهدت الأيام الماضية توترا العلاقات التركية العراقية، نتيجة مطالبة رئيس الوزراء العراقيلأنقرة بسحب قواتها من شمال العراق، مهددا أنه في حالة عدم الاستجابة سيشكو تركيا في مجلس الأمن، على الجانب الآخر أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قوات بلاده موجودة في قاعدة عسكرية بشمال العراق بناء على طلب رئيس الوزراء العراقي منذ عام 2014، مؤكدا أن بلاده لن تسحب قواتها المتواجدة في العراق. فيما انتشرت أخبار عن أن تركيا تهدف من تواجدها في العراق أن تجعل مدينة بعشيقة بشمال العراق نقطة ارتكاز لبناء قوات لمحاربة "داعش" بريا. السطور التالية تحاول كشف السر وراء إصرار تركيا على التواجد في العراق، وما مدى صدق زعمها في جعل تمركزها في شمال العراق استعدادا للحرب البرية على تنظيم "داعش" في العراق. في هذا السياق، أكد اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق، أن التواجد التركي في شمال العراق لتدريب القوات الكردية، يعتبر غزوا وتواجدا غير شرعي على الأراضي العراقية، مشيرا إلى أن الملام في ذلك هو الحكومة العراقية التي كانت تعلم بهذا التواجد ولم تسعَ لمحاربته. وقال "فؤاد": الأكراد لهم قومية دولية ومتواجدون في تركياوالعراق وإيران، وأكبر تجمع لهم في جنوبتركيا والدولة لا تعترف بهم لذلك يقومون بنوع من حرب الشوارع ضدها، بينما أكراد العراق لديهم حكم ذاته، مؤكدا أن تركيا استغلت شرعية أكراد العراق للاتفاق معهم على التواجد في شمال العراق بحجة تدريبهم، بينما تقوم بمحاصرة أكرادها والحد من نفوذهم. وأضاف أن إعلان تركيا أن اتفاقها كان مع الحكومة العراقية نوع من الخداع، لأنها اتفقت مع الحكومة الكردية، التي تعد جزءا من الحكومة العراقية؛ لذلك فاستقرار التواجد التركي هناك نتيجة عدم إسراع الحكومة العراقية بنبذ هذا التواجد. فيما، وصف اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، إعلان تركيا استغلال وجودها في شمال العراق لبناء وإعلان الحرب البرية على داعش، ب"الكذب". وقال "مسلم": الحضور التركي في العراق يهدف إلى كبح التوغل الكردي والمعارضة الكردية لأنهم يستهدفون اقتطاع جزء من الأراضي التركية لإقامة دولتهم عليه، وليس الحرب على داعش كما تزعم تركيا، موضحا أن الدليل على ذلك أن أنقرة تدعم داعش لوجستيا وعسكريا وهو ما كشفته الأقمار الصناعية الروسية من ترويج تركيا لبترول داعش. وفي السياق ذاته، أكد الدكتور محمد عبدالقادر، الباحث في الشأن التركي، أن مزاعم تركيا الحرب البرية ضد داعش، ليس له أساس من الصحة وجرد ستارة للهدف الحقيقي، مشيرا إلى وجود أطماع تركية حقيقة في العراق لذلك فهي تدافع عن تواجدها هناك باستماتة. وقال "عبدالقادر": مدينة الموصل هي الهدف الحقيقي من التواجد التركي في العراق، لأن الموصل كان منطقة متنازع عليها بين تركياوالعراق حتى 1920 حين حكم مجس الأمن والأمم المتحدة بأحقية العراق في مدينة الموصل، وتركيا ترى أن العراق يعاني من حالة تفكك تسمح لها بفرض نفوذها على الموصل واستعادتها. وأضاف أن تركيا تدرك أن العمليات العسكرية الروسية في سوريا ضد داعش ستمتد إلى العراق، لذلك فهي تسعى لاستباق هذا الوضع بفرض تواجدها في العراق، بالإضافة إلى سعيها موازنة تواجدها بالعراق ضد النفوذ الإيران، بعدما أسست "الحشد الوطني" ليكون موازيا ل"الحشد الشعبي" الإيراني.