يبدو ان الفريق "شفيق" مفتون بالجنرال "تشرشل" الذي قاد بريطانيا العظمى أثناء الحرب العالمية الثانية إلى نصر كبير على جيوش النازي بعدما اجتاحت أوروبا كلها، تحول بعدها إلى رئيس للوزراء ومقدم "موعظة" اسبوعية لأبناء وطنه ساهمت في تجاوزهم مرحلة الحرب والقتل والتخريب وأسست لمرحلة البناء والتحديث. لا أعرف شخصيا أي رابط بين شفيق وتشرشل، الفريق كان ضابطا صغيرا في القوات الجوية يوم دمرت المطارت المصرية في يونيو 67، وكان ضابطا برتبة أكبر يوم الطلعة الجوية التي قادها مثله الأعلى القابع في طره الان، وبعدها وحتى ترقية مبارك له من قائد للقوات الجوية إلى وزير للطيران المدني، لم يكن سوى ضابط مطيع للأوامر ثم وزيرًا قد نحترم أداءه أو نختلف عليه، لكن لا يمكن ان نسلمه قيادة وطن بحجم مصر فجر ثورة عظيمة، لانه بنى مطار القاهرة، فبهذا المنطق يجب ان يتولى مهندس مطار شال ديجول مثلا قيادة فرنسا. الفريق الساخر من عقولنا بآخر أكاذيب أمده بها رجال مدير حملته اللواء محمود وجدي وزير داخليته السابق، يريد ان يحول نكتة ساخرة انتشرت على مواقع الانترنت بعد تبرئة رجال العادلي وعصب نظام مبارك الأمني بان الشهداء انتحروا أو قتلتهم أشباح هبطت من السماء، باتهامه للدكتور محمد البلتاجي والدكتور صفوت حجازي بقتل المتظاهرين، ويقول ان دليله وهو فيديو بحوذته يطلب فيه حجازي عدم اطلاق النار على الملثم قاتل الثوار، وعلينا ان نسأل الفريق تشرشل ما يلي: 1- هل كانت تلك المعلومات في حوذتك طوال ال15 شهرا الماضية؟ إذا كانت الاجابة نعم، فلماذا أخفيتها ولم تقدمها لقاضي التحقيق بصفتك رئيسا للوزراء أثناء قتل الشهداء، أو بصفتك مواطنا شريفا بعد تركك الحكومة. 2- إذا لم تكن تلك المعلومات بحوذتك، فعليك ان تعلن مصدرها باعتبارك لست مسؤولا في الدولة الآن ولا يحق لك الحصول على أية وثائق أو معلومات. عقلية "تشرشل" هى الحاكمة في كل تصرفات وأقوال الفريق الذي بنى كل دعايته بحرفية أجهزة أمن قوامها بث حالة من الرعب والخوف في أوساط البسطاء والأقباط من المرشح المنافس، ثم أغراق الساحة المرتبكة بكم من الشائعات والاكاذيب عبر كتائب التضليل الإعلامي وبقايا النظام الذين اختفوا 15 شهرا ثم ملأوا شاشات الفضائيات ضجيجا. ان من يتوهم ان المعركة المقبلة بين الدولة المدنية والدينية،لا يعي جوهر الصراع الحقيقي، فالمعركة بين إعادة الروح لنظام ساقط فاسد وبين وأد نظام عادل يتشكل، بين ثورة تريد ان تتمكن لتنفذ أهدافها التي حال دون تحقيقها بقايا الدولة الأمنية طوال 15 شهرا، وبين كتابة شهادة ميلاد تلك الثورة. من يعرفني شخصيا أو يتابع ما أكتب يعلم تماما أنني ضد منهج الجماعة وأساليبها، ضد التكويش والاستحواذ، ضد البيعة ودولة المرشد وتعليمات مكتب الارشاد، ويعلم تماما انني منحت صوتي لحمدين ودعوت لانتخابه ورأيت-وما زلت- انه أفضل من يقود مصر في المرحلة الحالية، لكنني لا يمكن ان ألغي عقلي لأصدق ان من ثبتوا في الميدان وبالتحديد في موقعة الجمل، هم قتلة الثوار. المعركة واضحة لا لبس فيها –على الاقل بالنسبة لي- إما ان أشارك في اهدار دماء الشهداء وتلويث يدي بها، أو الانتصار لأحلام البسطاء ثم النضال الديمقراطي ضد الجماعة، عملا بالمثل الشعبي "أنا وأخويا على ابن عمي،وأنا وابن عمي على الغريب".. وأنا الآن ضد الغريب أو الفريق تشرشل.