* بوتين: قيادات تركيا تتعمد جر العلاقات الروسية التركية لطريق مسدود * أردوغان: طيارونا لم يفعلوا إلا واجباتهم.. وعلى روسيا الاعتذار لنا * خبراء: * شقرا: "أردوغان" سيعتذر للدب الروسي "رغم أنفه" * "بوتين" يتبع بروتوكولا دبلوماسيا * السعدني: تركيا تعتذر رسميا ل"بوتين".. قريبا * محمد عبد القادر: بوتين لن يقبل اعتذار أردوغان * صلاح لبيب: أردوغان يقدم "تعويضا سياسيا" للدب الروسي خلال أيام "إن موسكو ترى أن القيادة التركية تتعمد جر العلاقات الروسية التركية لطريق مسدود".. بهذه الكلمات عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن رفض تركيا تقديم اعتذار رسمي، بعد أن أكد "بوتين" أن موسكو تنتظر اعتذارا من تركيا عن إسقاطها المقاتلة الروسية أو عوضا للتعويض عن الأضرار، على إسقاط طائرتها على الحدود السورية. 17 ثانية في الأجواء أسفرت عن سقوط المقاتلة الروسة على الحدود التركية، ما دفع الرئيس الروسي لتصعيد الموقف واتهام تركيا بقيادة الأزمة إلى طريق مسدود، حيث لم تعلن عن اعتذارات أو مقترحات بتعويضات عن إسقاط الطائرة حتى الآن، بعد أن وصف أن الغدر التركي لا يمكن تفسيره. "الاعتذار أولا" لم يقف بوتين عند ذلك الحد، بعد أن قال: "نرى أنه من غير المفسر تماما الطعن الغادر من أولئك الذين كنا نراهم شركاءنا وحلفاءنا في الصراع ضد الإرهاب"، في إشارة إلى الحادثة التي وقعت في 24 نوفمبر الجاري، عندما أسقط سلاح الطيران التركي قاذفة روسية من طراز "سوخوي-24" في خط المواجهة. "بوتين يغلق هاتفه" على الجانب الآخر من المشهد، قال الرئيس التركي، إنه ينبغي لروسيا الاعتذار عن انتهاك المجال الجوي لبلاده، وذلك بعد أيام من إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية قرب الحدود السورية، وأضاف: "من انتهكوا مجالنا الجوي هم من ينبغي عليهم الاعتذار"، متابعا: "طيارونا وقواتنا المسلحة لم يفعلوا إلا واجباتهم التي اتسقت مع الرد، على الانتهاكات لقواعد الاشتباك، وأعتقد أن هذا هو جوهر الأمر". وكان المشهد الأخير للأحداث ممثلا في محاولة اتصال هاتفي من أردوغان إلى بوتين، إلا أن الاخير لم يرد على الاتصال، وهو ما صرح به الرئيس التركي بقوله: "حاولنا الاتصال بالرئيس الروسي ولم يكن هناك رد". بين تلك السطور القادمة يوضح خبراء في الشأن القادمة يوضح خبراء في الشأن التركي ومحللين سياسيين، سينايوهات الفترة المقبلة بين تركياوروسيا من خلال الحرب التي ستدار بشكل غير مباشر بين الطرفين، والتي ستشكل بالفعل أزمة من الناحية الاقتصادية، من سيعذر للآخر، وكيف ستنتهي الأزمة، هذا ما نرصده في التحليل التالي: "رغم أنف أردوغان" الدكتور جمال شقرا، الخبير بالشأن التركي، وصف الأحداث الجارية بين تركياوروسيا بأنها حالة من المد والجذر واستعراض القوى، لكن كل ذلك في إطار الدبلوماسية. وقال "شقرا"، في تصريح ل"صدى البلد": "أزمة إسقاط المقاتلة الروسية تحولت إلى أزمة دبلوماسية، لذلك طالب بوتين تركيا بالاعتذار أو تقديم تعويضات، وهذا متعارف عليه دبلوماسيا، وعندما تكتمل وثائق إدانة تركيا ستلجأ إلى التحكيم الدولي لإجبار تركيا على الاعتذار، ليصدر الاعتذار التركي رغم أنف أردوغان". وأضاف أن الصراع لن يرقى للقطيعة أو الحرب العسكرية لأن الدولتين مازالتا في حاجة لهذا التعاون، خصوصا المجال الاقتصادي، فروسيا تحتاج إلى ممر آمن لطلعاتها الجوية في سوريا، وتركيا لن تحاول تصعيد الأمر إلى الصراع المسلح، وأنها ستجد حلا دبلوماسيا قريبا. وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد حربا كلامية بين الطرفين، بينما يخوضان قنوات سرية للتصالح والتهدئة، في حين أن روسيا قد تعطل بعض مشروعاتها الاقتصادية في تركيا، وهذا سيكون سلاحا فعالا في الأحداث، لكن في إطار الضغط وليس ضمن التدمير والحرب. فيما أكد الدكتور محمد السعدني، الكاتب والمحلل السياسي، أن روسيا ستمارس ضغوطا اقتصادية ضد تركيا خلال المرحلة المقبلة من خلال وقف التبادل التجاري ومجال السياحة وتصدير الغاز، إلا أنها لن تستطيع فرض عقوبات دولية على أنقرة. "تركيا تدفع الثمن" وقال "السعدني"، في تصريح ل"صدى البلد": "العقوبات الدولية لا يمكن تحريكها إلا إذا تضافرت جهود الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وإسقاط أنقرة للمقاتلة الروسية لن يكون إلا بموافقة أمريكا لأنها لا تجرؤ على الوقوف أمام القدرات العسكرية الروسية". وأضاف أن موقف تركيا عدائي والدليل هو سقوط الطائرة الروسية خارج النطاق التركي، وتحرش تركيابروسيا بسبب التحرك الذكي لروسيا في المنطقة التي كشفت السياسة الأمريكية وخداعها، كما أن أردوغان يتخيل أنه إذا خدم السياسات الأمريكية في مناوشاته ضد روسيا يمكن أن تساعده في الدخول إلى الاتحاد الأوروبي. وأوضح أن تركيا ستدفع ثمن فعلتها، خاصة بعد تحريك روسيا لمنظومة الصواريخ الs400 على الحدود التركية السورية، وإعلانها أن أي هدف سيدخل هذه المنطقة سيعتبر هدفا عدائيا. وفيما يخص طلب بوتين من تركيا الاعتذار أو تقديم التعويضات اللازمة عن الحادث، أكد المحلل السياسي، أن تركيا ستماطل لفترة بسيطة ثم تذعن لتقديم الاعتذار الرسمي، مشيرا إلى طلب روسيا لذلك حفاظا على قيمتها الدولية وإثبات نفسها كقوى عظمى. "أردوغان يتراجع عن العنترية" ومن جانبه، قال الدكتور محمد عبد القادر، الخبير في الشأن التركي، إن السيناريو الغالب بين تركياوروسيا أن هناك محاولة احتواء سياسي من قبل تركيا بعد النظرة "العنترية" التي كان أصر عليها أردوغان وتراجع عنها من خلال محاولة اتصاله هاتفيا ببوتين، وتشير إلى أن تركيا تعلم أن هناك تصعيدا من قبل روسيا في قطع العلاقات معها بعد سحب المشروعات الروسية. وأضاف "عبد القادر"، في تصريح ل"صدى البلد"، أن الصدام لن يصل إلى عمليات مباشرة بين الطرفين ولكن سوف يكون هناك هجوم شديد على الجماعات التي تدعمها تركيابسوريا، لافتا إلى أن أي حلول بما فيها التعويضات أو الاعتذارات الرسمية لن تنهي ما حدث بين الدولتين. وأوضح أن البلدين لو تلافيا الصدام سوف يكون بينهما صراع لما لهما من مشروعات بسوريا ستحاول كل منهما حمايتها والدفاع عنها. "تعويض سياسي" في الطريق فيما أكد الدكتور صلاح لبيب، الباحث المتخصص بالشأن التركي، أن ما يحدث بين تركياوروسيا من الإصرار إلى عدم تقديم اعتذار رسمي من الجانبين على حادث سقوط المقاتلة الروسية باعتبار تركيا أن لها الحق في إسقاط الطائرة الروسية، واعتبار روسيا أنه تم إسقاط طائرة لها ويستوجب الأمر تعويضا أو اعتذارا رسميا، سوف ينتهي خلال الفترة المقبلة عن طريق "الترضية" السياسية بين وزراء خارجية الدولتين نتيجة لحجم العلاقات التجارية بينهما والتي تصل إلى مايقرب من 35 مليار دولار. وقال "لبيب"، في تصريحات ل"صدى البلد"، إن قطع العلاقات بين البلدين غير مطروح بغض النظر عن تصريحات الرئيسين التي تنبع من اعتبار بوتين أنه رئيس لدولة عظمى وأن ما حدث يشوه صورته أمام شعبه، وكذلك أردوغان يرى أنه رئيس منتخب وحصل على النسبة الأعلى من التصويت ويجب أن يكون أمام شعبه الرئيس الذي لا ينحني. وأضاف أنه سوف تتم التسوية واحتواء الموقف داخل إطار من "التعويضات السياسية" التي ستقدمها تركيا لحفظ ماء وجه بوتين أمام شعبه، إلا أن أردوغان لن يقدم أي تعويضات "مادية" باعتبار أن ما فعله لا يعاقب عليه القانون الدولي، خاصة مع وقوف حلف الناتو بجانبه، مشيرا إلى أن الأمر سوف تتم تسويته من خلال وزراء خارجية الدولتين، وهو ما ستعلن عنه الأيام المقبلة عن نوع تلك التسوية. وأشار إلى أن ما يدلل على عدم قطع العلاقات بين الدولتين، أن هناك زيارة رسمية يقوم بها أردوغان إلى تركيا ديسمبر المقبل، ولم تعلن وزارة الخارجية الروسية عن إلغائها.