تساءل موقع "فوكاتيف" الأمريكي عن الأسباب وراء عدم استعداد أجهزة الاستخبارات الفرنسية جيدا للتعامل مع تهديدات تنظيم "داعش" ضد فرنسا قبل وقوع الإرهابي الأخير بعدة أشهر، وذلك رغم التحذيرات من وقوعها مسبقا. وأشار الموقع - في تقرير بثه اليوم الاثنين - إلى أن الشهور القليلة الماضية شهدت الكشف عن عشرات التهديدات الإرهابية ضد فرنسا من قبل التنظيم، حيث توعد وهدد خلال الأشهر الماضية بشن هجمات في مضمون رسائل تم بثها من قبل عناصر التنظيم على "الويب الخفي"، وهو مصطلح يطلق على جزء من محتوى شبكة الويب العالمية غير المكتشف من قبل محركات البحث. وقال الموقع إن هجمات باريس الإرهابية يوم الجمعة الماضي أحدثت صدمة كبيرة للعالم، تاركة أجهزة الاسختبارات الأوروبية تسعى جاهدة لمعرفة كيف تقع مثل هذه الهجمات المتطورة المتزامنة دون أن يتم الكشف عنها. وتابع الموقع "هذه الهجمات ليست سوى وفاء لتوعدات التنظيم الإرهابي على مدار الأشهر الماضية ضد الحكومة الفرنسية وشعبها". وكان تنظيم "داعش" قد توعد مرارا وتكرارا، وعلى مدار عام تقريبا، باستهداف الشعب الفرنسي، وذلك من خلال الرسائل التهديدية ومقاطع الفيديو التي كشف عنها الموقع الأمريكي. وبحسب "فوكاتيف"، فإن عناصر "داعش" بثوا العديد من الرسائل المتوعدة بشن هجمات ضد فرنسا على المنتديات الخاصة بالتنظيم على الإنترنت، فضلا عن الجماعات الجهادية التي كثقت دعواتها لقتل وترويع الفرنسيين. وبدأت التهديدات الإرهابية ضد فرنسا تقريبا قبل شهر من إعلان تنظيم "داعش" مسئوليته عن حادث إطلاق النار في مقر مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية بالعاصمة باريس في يناير الماضي. وأعاد الموقع إلى الأذهان إطلاق "داعش" مجلة دعائية ناطقة باللغة الفرنسية في شهر ديسمبر من العام الماضي، وأصدر مقطع فيديو يدعو جميع المسلمين في فرنسا للهجرة والانضمام لعناصره في سوريا والعراق، فضلا عن حثهم على حمل السلاح ضد المواطنين المحليين. كما وجه تنظيم "داعش" تهديدات أخرى لفرنسا في شهر فبراير، زاعما أن لديه الآلاف من الأنصار داخل الأراضي الفرنسية المستعدين لشن هجمات، وجاء ذلك في رسالة باللغة الفرنسية وجهها جهادي محاط بستة رجال ملثمين يرتدون زيا عسكريا عبر شريط فيديو تم بثه على منتديات على الإنترنت. وفي نفس السياق، أكد مسئولون فرنسيون أن السلطات الأمريكية حذرتهم بعبارات غامضة في شهر سبتمبر الماضي من هجوم إرهابي محتمل ضد البلاد قد تنفذه عناصر جهادية فرنسية في سوريا.