قدم اللواء محمد العصار واللواء أركان حرب محمود حجازي، عضوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة، تعازي المجلس إلى الشعب المصري، معربان عن أسف واعتذار المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن الأحداث التي وقعت منذ السبت الماضي بميدان التحرير. وأكد العصار، في تصريحات تليفزيونية مساء الأربعاء، أن "الدم المصري دم غال"، وأن ما حدث لن يتكرر بعد ذلك. ودعا اللواء أركان حرب محمود حجازي، الشعب المصري والقوى السياسية إلى عدم المقارنة بين المجلس الأعلى والنظام السابق، مؤكدا أن المقارنة بينهما "مقارنة منفكة" ولا تجوز، كونها غير معبرة عن الواقع وفيها ظلم شديد للمجلس والقوات المسلحة التي وقفت إلى جانب ثورة الشعب المصري بجميع فئاته وأطيافه وشبابه وشيوخه ورجاله ونسائه. وطالب عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة من يفكر في تلك المقارنة، بمراجعة النفس مرة أخرى حتى يمكن استقبال الأحداث بشكل صحيح، ومن ثم تقييم الأمور في إطارها السليم. وأوضح أن المجلس الأعلى يستمع جيدا لمطالب الشعب ويدرسها جيدا ويلبيها بشفافية لأنه لايهمه سوى مصلحة مصر. وقال اللواء أركان حرب محمد العصار إن بيان المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري، حول الأحداث الجارية جاء متأخرا بعض الوقت عن موعده، نظرا للمراحل خطوات الإعداد المتعددة التي تمر بها مثل هذه الخطابات. وأشار العصار إلى أن ظهور رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة إعلاميا يتطلب إعدادا جديدا سواء بالمادة التى سوف يلقيها أو غير ذلك، موضحا أن المجلس الأعلى لا يمتلك إذاعة مباشرة، ومن ثم يتم تسجيل الكلمة ثم بثها بعد ذلك. وناشد اللواء أركان حرب محمود حجازي، وسائل الإعلام والشعب المصرى عدم التعامل مع المجلس العسكري بنفس ميراث عدم الثقة الذى ساد فى عصر النظام السابق. وقال العصار إن المادتين التاسعة والعاشرة في الوثيقة التى طرحها الدكتور علي السلمي، نائب رئيس الوزراء، لا تسىء إلى أحد ولا تجعل القوات المسلحة دولة فوق الدولة. وأضاف أن الدستور المصري ينص على أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو المختص بمراجعة ميزانية القوات المسلحة. وتابع أن الوثيقة التى طرحها الدكتور علي السلمي استرشادية فقط، مشيرا إلى أنه تم التوافق عليها من جميع القوى السياسية، وأنه لا جدال الآن بشأنها. وقال العصار: "إننا نتفهم الدور الوطني الذي تقوم به الشرطة المصرية لحفظ الأمن والأمان للعبور بالبلاد إلى بر الأمان"، داعيا قوات الشرطة إلى ضبط النفس والالتزام بالقانون وتفعيل مبادئ حقوق الإنسان. وأضاف أنه ستصدر تعلميات تنفيذية في القريب العاجل إلى صندوق تعويض مصابي الثورة، لصرف التعويضات اللازمة للمصابين وعلاجهم، كما يجري العمل على حصر المتسببين في الأحداث الأخيرة وتقديمهم للتحقيق من خلال النيابة العامة تمهيدا لمحاكمتهم. وأشار إلى أن المجلس الأعلى ملتزم بما أسفر عنه اجتماع رئيس الأركان الفريق سامي عنان مع القوى السياسية المختلفة الثلاثاء. وحث اللواء محمود حجازي، الجميع على العمل على اجتياز المرحلة الراهنة للعبور بمصر إلى بر الأمان، مطالبا الشباب بضرورة تفهم دور القوات المسلحة والظروف الصعبة التي تمر بها مصر. وناشد حجازي، الشعب المصري المساعدة والعمل على تنظيم وإجراء انتخابات برلمانية شفافة ونزيهة وبحرية وأمان وديمقراطية. وشدد على أن المجلس العسكري يعمل على تشكيل حكومة إنقاذ وطني في أسرع وقت ممكن تعبر بالبلاد إلى مرحلة جديدة، مشيرا إلى أنه لا حرج من تشكيل لجنة استشارية من بعض الشخصيات العامة والعلمية لتقديم المشورة للمجلس العسكري في القضايا المختلفة.