كشفت وثائق حكومية حصلت عليها رابطة الحريات المدنية الأمريكية أن مكتب التحقيقات الاتحادي "إف.بي.آي" نشر طائرات مراقبة جوية مجهزة بتكنولوجيا متقدمة منها كاميرات للرؤية الليلية وبالأشعة تحت الحمراء لمراقبة أعمال الشغب التي تفجرت في مدينة بالتيمور الأمريكية في وقت سابق من العام. واطلقت هذه الرحلات العشر التي استغرقت في مجملها 36 ساعة وشملت طائرتين على الأقل في الفترة من 29 ابريل نيسان وحتى الثالث من مايو ايار. وبعثت الرابطة وهي جماعة حقوق مدنية ببيانات الرحلة التي حصلت عليها بناء على قانون حرية المعلومات الى رويترز ومنظمات اعلامية اخرى اليوم الجمعة. وحملت نصف هذه الرحلات الجوية مسؤولين من شرطة بالتيمور بالاضافة الى مسؤولين من مكتب التحقيقات الاتحادي وكان معظمها يتم ليلا فوق بالتيمور أثناء عدة أيام من الاضطرابات المدنية التي أعقبت وفاة فريدي جراي خلال احتجازه لدى الشرطة. وكان مكتب التحقيقات أقر في وقت سابق بتنظيم هذه الرحلات الاستطلاعية. ولم يوضح جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي في شهادته أمام الكونجرس الاسبوع الماضي تفاصيل الكيفية التي نفذت بها هذه الرحلات أو كيف تمت الموافقة عليها. لكنه أقر بأن هذه الطائرات استخدمت بناء على طلب السلطات المحلية أثناء احتجاجات العام الماضي في فيرجسون بولاية ميزوري بعد اطلاق الرصاص وقتل مايكل براون وهو رجل اسود غير مسلح برصاص ضابط شرطة أبيض. ووصفت مذكرة لمكتب التحقيقات تحمل تاريخ الأول من مايو أيار الدعم الذي قدمه المكتب بناء على طلب السلطات في بالتيمور. وجاء في المذكرة "احتمال اندلاع اعمال عنف وشغب على نطاق واسع طوال الأسبوع تمثل تحديا كبيرا لإدارة شرطة بالتيمور (فيما يتعلق) بالاستطلاع والمراقبة الجوية." ولفت الانتشار والاستخدام السري لعمليات الاستطلاع الجوي انتباه الكونجرس الامريكي مما دفع مشرعون في الأسابيع الاخيرة لمطالبة مكتب التحقيقات بالتحلي بمزيد من الشفافية إزاء الوضع القانوني والنطاق التقني لمثل هذه الرحلات.