حث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين على دراسة إقامة ملاذات آمنة ومناطق طيران محظور في سوريا كوسيلة لحل أزمة المهاجرين التي يواجهها الاتحاد لكنه أشار إلى استعداد أنقرة لمناقشة دعوات أوروبا إلى مزيد من المخيمات في تركيا. وفي زيارة تاريخية طغى عليها الخرق الروسي للمجال الجوي التركي قرب سوريا حاول إردوغان تحويل التركيز على ما يرى إنه تقاعس أوروبا عن استقبال مزيد من اللاجئين أو التدخل في الحرب الأهلية السورية. وقال إردوغان للصحفيين عقب سلسلة لقاءات في بروكسل مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي "السبب الرئيسي لأزمة اللاجئين اليوم هو الحرب في سوريا." ودعا الاتحاد الأوروبي إلى بذل المزيد من الجهد لتدريب مقاتلي المعارضة وإنشاء منطقة محمية داخل شمال سوريا وفرض منطقة طيران محظور لمنع الغارات الجوية على المدنيين. وتنبئ الانقسامات السياسية في أوروبا والدعم الجوي الروسي للرئيس بشار الأسد أن الاحتمال ضئيل أن تتحول هذه المقترحات إلى واقع وحاول إردوغان جاهدا التشديد على أن أوروبا لا تركيا هي التي يجب عليها بذل المزيد من الجهد. وقال في تصريحات وهو إلى جانب رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك مشيرا إلى مقاتلي الدولة الإسلامية في سورياوالعراق "لنا حدود مع سوريا... ومع العراق. وعليه فنحن البلد المعرض للخطر في هذا الشأن." ويقول الاتحاد الأوروبي -الذي تعهد بتقديم مليار يورو على الأقل (1.1 مليار دولار) للاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان ودول أخرى الشهر الماضي- إنه يريد مساعدة تركيا لاستيعاب ودمج المزيد من المهاجرين على أراضيها والتعاون بشكل وثيق مع اليونان لمنع تدفق المهاجرين بأعداد هائلة. وقال إردوغان إن تركيا أنفقت 7.5 مليار دولار لإيواء اللاجئين وانتقد تقديم 417 مليون دولار فقط لبلاده كمساعدات أجنبية. مهما يكن من أمر فإن إردوغان وافق للمرة الأولى على مناقشة مسألة إقامة مزيد من المخيمات للمهاجرين وذلك وفق ما ذكره دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي أحيطوا علما بالاجتماع الذي وصف بأنه انفراجة. وسيقتضي هذا تشكيل فريق عمل رفيع المستوى لمناقشة الهجرة في مقابل التسريع بالمحادثات بشأن السفر بدون تأشيرة دخول للأترك في أوروبا. وقال تاسك "تعزيز التعاون سيعود بالنفع على الجانبين." وأضاف إن تركيا وأوروبا تحتاجان إلى تشديد الرقابة على الحدود وهي إشارة مبطنة إلى المهاجرين الفارين عبر تركيا الى اليونان بطريق البحر.