سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على الاحتجاجات السلمية التي شهدتها العراق احتجاجا على سوء الأحوال المعيشية في البلاد. وأضافت الصحيفة أنه على مدار 5 أسابيع يتجمع آلاف العراقيين يوم الجمعة من كل أسبوع فى ميدان التحرير وسط بغداد، وهم يحملون مطالب صغيرة في البداية من بينها تحسين الكهرباء وسط موجة من حرارة الصيف، ثم ما لبثت القائمة أن طالت لتضم مطالب أكثر تعقيدا من بينها إصلاح القضاء وتقديم المسئولين الفاسدين للمحاكمة وإبعاد الدين عن السياسة. وقالت الصحيفة إن هذه الاحتجاجات ألقت بظلالها على قتال تنظيم داعش والذي كان الشغل الشاغل للعراق خلال العام الماضي. وأضافت نيويورك تايمز أن التغييرات جاءت سريعا ولو حتى على الورق، فرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادى أعلن عن مجموعة من الإجراءات الشاملة لاسترضاء المحتجين من بينها إلغاء عدد من المناصب العليا بما فى ذلك نواب الرئيس ورئيس الوزراء، وإنهاء المحاصصة الطائفية فى السياسة، وتقليل عدد الوزارات، وشن حملة جديدة للقضاء على الفساد. لكن بعد أسابيع قليلة فقط بعض الإجراءات التي اتخذها العبادى، باستثناء الاستغناء عن ثلاثة نواب لرئيس الوزراء وعدد من الوزراء، تم تنفيذها فيما يشعر الآن العديد من المتظاهرين بالتشاؤم من حدوث أى تغيير حقيقي. وقالت "نيويورك تايمز" إنه بعيدا عن الانفعالات التي تطغى على الشوارع فإن الآراء تختلف في المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم السياسيين الكبار فى العراق والدبلوماسيين حيث يرى مسئولون هناك أن العبادى قطع وعودا من المستحيل الالتزام بها بالنظر إلى الطائفية المتجذرة والفساد فى النظام السياسي، كما أن العبادى فى ظل سعيه للإصلاح فشل فى مشاوراته مع أى من الكتل السياسية بل إن الكثيرين يخشون من ان العبادى خلق لنفسه أعداء جدد فى أوسط النخبة السياسية. وقال بعض العراقيين إنهم لاحظوا ان هناك تحسنا متواضعا في خدمات الكهرباء، لكن لا شيء آخر. وقالت الصحيفة الأمريكية إن هناك أيضا مخاوف من أن يقوم قادة الميلشيات الشيعية المقربين من إيران باستغلال حالة الغضب فى الشوارع لكسب المزيد من السلطة، وخاصة بعد ان أصبحت الميلشيات الشيعية لديهم شعبية متزايدة فى العراق لنجاح قواتهم فى محاربة تنظيم داعش.