"كلام الناس لا بيقدم ولا يأخر" نعم.. إنها أعظم كلمات صادقة تغنّى بها سلطان الطرب "جورج وسوف" تعبر عما يجيش به صدرى من هموم ومواجع لا يداويها إلا صوته الشجى وتلك الكلمات والمعانى التى يصدح بها معى بعد أن اصطحبته إلى آفاق عالم افتراضى لنحيي فيه حفلاً برعاية "صدى البلد"! .. "حفل نميمة" يبدأه المطرب السورى بأغنية تحمل كلمات ومعانى قوية إنما تحاكى واقعًا مؤلمًا بكل أسف نعيش فيه فى عالم ثالث.. عالم التلاسن والنميمة.. عالم الإفك والضغينة.. فبعد التطورات السريعة التى حدثت فى علاقتى ب"صدى البلد" والمذكورة تفصيليًا فى المقالين السابقين حيث صرت ناقدًا رحّبوا به على صفحات موقعهم الإليكترونى بعد أن كنت معارضًا شديدًا بل ومهاجمًا لإعلامهم الموجه بأقصى درجات العنف اتهمنى بعض الثوار الأشراف بأننى بعت القضية إلى من كنت أهاجمهم وبدأ القيل والقال ينتشر ويتردّد سرًا وعلانية بما يفيد أن صدى البلد "اشترتنى" بين عشية وضحاها!، ولأنه شىء متوقع فلم يشغل بالى كثيرًا.. ذلك من واقع إيمانى الشديد بأن كلام الناس بالفعل لا يقدم ولا يؤخر حقاً وصدقاً ويقيناً "وكمان مابيدخلشى لا جنة ولا نار!" والمعنى واضح.. ولكن بعد أن لامنى بعض الأصدقاء المقربين من خلال بعض الاتصالات والرسائل قررت أن أوضح لهم فى السطور التالية -التى لم أكن أنتوى كتابتها- ماهية فلسفة التصالح والتى أطرحها فى صورة تساؤلات يتبعها كشف لبعض الحقائق. "أولاً": إذا كانت "صدى البلد" نجحت فى استقطابى فلماذا لم أتوقف حتى هذه اللحظة عن انتقاد منهجهم الإعلامى المتعصب وأنتم تشاهدون بعين اليقين ما أكتبه من عبارات قاسية ونقد لاذع تجاه من كان سببًا رئيسيًا للصراع ثم الاحتقان؟! "ثانيا"ً: هل معنى التحول من مهاجم إلى ناقد أننى أصبحت "طبال"؟! .. "ثالثا": ماذا كنتم ستقولون عنى إذا كنت رفضت مبادرة تصالح مؤسسة "صدى البلد" مع الثوار والتى وافقت عليها فوراً قياداتهم بعد اقتراحى الذى قدمته لهم بشأن محاولة تهدئة الرأى العام وتخفيف حدة التوتر فى الشارع المصرى والتى تستوجب الخروج من قالبهم الموجه الموالى لنظام قديم والانحياز لجميع فئات الشعب أملاً فى تكاتف وتوحد طال انتظاره ويشتاق إليه تراب الوطن؟! فلنفترض جدلاً أننى تجاهلت اتصالات السادة قيادات "صدى البلد" وتعاملت معها بسخرية وتشدّقت بها أمام السادة الثوار غروراً بقدراتى على الإقناع والتأثير فيهم بسرعة وأننا لن نصافح أياديهم المفتوحة؛ لكانوا حملونى على الأعناق فى الوقت الذى سيروج عنى فيه "بعض الفلول" ما اعتادوا ترويجه عن الثوار بأنهم متعصبون ومخربون ويعارضون من أجل المعارضة بلا أى هدف ويسعون لهدم الوطن.. كما سأتهم بضيق الأفق والعقل المتحجر المتعصب الذى لا يقبل المبادرات البناءة، وإذا قبلت مبادرة طيبة فى مصلحة الوطن وتصب فى حب مصر جاءت ثمرة لبذرة خير زرعتها باقتراح تفاعل معه صاحب المؤسسة وإدارة القناه تفاعلاً إيجابيًا؛ سيقولون عنى أيضًا خائن للثورة وللثوار وبعت القضية وما إلى ذلك من همز ولمز يحترفه المصريون بعضهم من الثوار والبعض الآخر من الفلول الذين سيموتون غيظاً من هذا المنبر الحر الذى أتاحته لى "صدى البلد" بعد أن فطنوا إلى كثرة الطبالين وأنهم فى حاجة إلى راحة من أصوات الطبول التى شتتتهم عن رسالتهم الإعلامية وجرفتهم إلى سبل الضلال لينزلقوا إلى منحدر خطير أوقعهم فى وادٍ ضيق منعزل سحيق لا يسمعون فيه إلا عواء الذئاب ونعيق الغربان و"أصداء" الطبول!، حتى دقت طبول الحرب ليلتفتوا إليها وينتبهوا لها (الحرب على الإرهاب الذى يهدّد الوطن) وهو ما جعلهم يدركون مدى خطورة الانقسام فى الفترة الحرجة الحالية وضرورة التكاتف من أجل النهوض مرة أخرى ومن ثم العودة إلى المسار الصحيح فى ركاب الوطن عبر جسور من الثقة نحاول بأن نشيدها بين قناة وجمهور. ومن الحقائق المهمة التى لابد أن أكشفها للسادة القرّاء حتى أقضى على أى محاولات للتشويه أو التشكيك هذه الحقيقة المدوية والناسفة، والتى تمثلت فى محادثة تشهد عليها أستاذتنا الفاضلة الأستاذة/ صفاء نوار، رئيسة هذا الموقع، فعندما حدثتنى الأستاذة "صفاء" لتبلغنى برغبة قيادات "صدى البلد" فى الاجتماع معى عقب المقال الأول ومكالمة "أبو العينين" اعتقدت للوهلة الأولى أن الأمر ليس هو إلا محاولة للاستقطاب وهو ما يتوقعه أى شخص مكانى "نظريًا" كما تتوقعه أنت أيضًا عزيزى القارئ.. وبعد أن رحبت، بادرت بالقول للأستاذة صفاء بالحرف الواحد: "يسعدنى ويشرفنى الالتقاء بحضراتكم ولكن إذا كان الأمر يتعلق بعمل فإننى على أتم استعداد للتعاون معكم ولكن شرطى الوحيد أن يكون التعاون بلا أى مقابل"، وكررتها مرتين -بلا أى مقابل- قبل أن أضيف: "ذلك لأن مبادئى لا تسمح لى بأن أستفيد من مكان قد هاجمته من قبل هجومًا ضاريًا وسأظل، ولكن لا مانع من مواجهة خصمى فى ملعبه إذا كانت المنافسة شريفة من خلال هذا المنبر الحر الذى وإن أتحتموه لى بالفعل وبحرية مطلقة ستصدق حسن نواياكم قبل الحديث عن أى مبادرات".. وكان ذلك قبل أن تتضح الرؤية من الهدف الأساسى للاجتماع الذى حضرته بالفعل مع كبار قيادات "صدى البلد"، وكان بخصوص ترحيبهم بتفعيل تلك المبادرة المقترحة وإسنادها لى على الصعيد التنظيمي. وفى ظلال هذه الحقيقة المؤكدة والتى رأيت أن أبوح بها لأنها بالتأكيد فى صالح كل الأطراف وتؤكد على شفافية التعامل وحسن النوايا أكدت لى الأستاذة إلهام أبو الفتح، مديرة المؤسسة، بأنه لن يصدقنى فيها كل الناس بسبب كلام الناس.. وآه من كلام الناس يا جورج! ولم يكن تعاطفها معى بسبب أوجاعى من كلام الناس على سبيل المجاملة.. وإنما كان بسبب ملخص خبراتها العريضة المكتسبة من تجاربها العميقة التى خاضتها خلال رحلتها المهنية الطويلة والحافلة بالأسرار والكواليس والتى روت لى مقتطفات منها إنما تبرهن وتدلل وتؤكد وتثبت بشكل قاطع على أن الالتفات إلى كلام الناس هو جريمة فى حق النفس، ذلك لأن مقاومة كلام الناس هو أحد أنواع الصراعات الوجدانية الداخلية بالغة الصعوبة والتعقيد والتى يخسر فيها الفرد خسرانًا مبينًا إذا تأثر وتذبذب والتفت إليهم، فإما أن تفرض إرادتك الإيجابية ما دمت قانعاً بما تفعل واثقاً من خطواتك أو يفرضوا هم إرادتهم السلبية عليك بعد انتصارهم فى حرب نفسية طويلة وشرسة، أسلحتهم فيها هى ترديد الأقاويل والشائعات الباطلة والتى غالباً ما تكون دوافعها الغيرة والحقد وهدفها إعادتك إلى الخلف بضع خطوات بمحض إرادتك بعد أن تستسلم (لكلام الناس) ! ومن يستسلم لهم فانتهى أمره والموت أولى به.. وكان الإنسان أكثر شىء جدلاً.. "أكثر ما يفعله فى حياته هو الجدل".. "ومن أصدق من الله قيلاً"؟! ومن هنا أختتم "حفل النميمة" الذى يشاركنى فيه الرائع جورج وسوف بحضوره الافتراضى وصوته الخيالى وكلامه الواقعى، وأقول لكى أقطع الشك باليقين: لم أتورط بوجودى هنا ولست خائناً قولاً واحدًا.. فهناك فرق بين إدارة محترمة يشرفنى التعامل معها وبين منهج إعلامى غير مقبول نستطيع بالحوار المشترك وبالنقد الموضوعى وبالمبادرات البناءة أن نغيره، ولن تتوقف كتاباتى المعارضة للسياسات الإعلامية لقنوات "صدى البلد" على موقعهم الإليكترونى بل إن رئيسة القناة رحّبت بى معارضًا بالصوت والصورة كما رحّب بنا من قبل -نحن ثوار 25 يناير- "أبو العينين" المحترم والذكى، وسأظل حالمًا بقدرتى الحقيقية على المساهمة فى التغيير من خلال صوتى الحر حتى يأتى اليوم الذى ألمس فيه وأبناء بلدى تغييراً حقيقياً بتركيبة مختلفة وتطوير فعلى لهيكل قناة من المفترض وأن تكون صدى صوت كل أبناء البلد وتعبر عنهم جميعاً.. هنا فقط سأشعر بقيمة قلمى الذى لم يلفتنى عنه "كلام الناس" كما أنصحك عزيزى القارئ.. فوالله كلام الناس لا بيقدم ولا بيأخر.. بس بصراحة بيشللللل وبيخننننق وبيززهههق وبيخلى الواحد فعلاً عايز يخرج من هدوووومه و يطففففش من أم البلد دى !