ما يجرى فى أرض سيناء منذ أمس ملحمة عسكرية بطولية رائعة لقواتنا المسلحة التى تواجه حربا شرسة ضد الإرهاب الأسود المدعوم إقليميا ودوليا الذى يهدف لنقل النموذج السورى والعراقى إلى مصر، ولكن غاب عن كل المتآمرين حماية المولى عز وجل لأرض الكنانة وهو القائل – سبحانه – فى كتابه الكريم "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين". نجح أبطال القوات المسلحة منذ أمس فى صد أكبر هجوم إرهابى غادر فى سيناء استهدف عدة كمائن لقواتنا المسلحة وقوات الشرطة فى الشيخ زويد، ولم يراع الإرهابيون التكفيريون حرمة شهر رمضان الكريم وقاموا بعملهم الإجرامى الخسيس ضد جنود صائمين دون أدنى وازع من ضمير ولا دين. ورغم الصيام والشهر الكريم، إلا أن قواتنا وأبطالنا فى سيناء كانوا فى أعلى درجات اليقظة والجاهزية توقعا لجرائم الغدر الإرهابية فى أى وقت، وهذا ما ساعد على إفشال المخطط الإرهابى وعدم تحقيق أهدافه. قواتنا المسلحة الباسلة نجحت فى قتل أكثر من 100 عنصر من العناصر الإرهابية التكفيرية وأصابت العشرات ودمرت عددا من السيارات التى استخدمها الإرهابيون فى هجومهم، ونجحت خلال وقت قياسى فى بسط سيطرتها على الأرض تماما بنسبة 100% وطاردت العناصر الإرهابية التى نفذت الهجوم على الكمائن التى هرب أفرادها كالجرذان، وقامت قواتنا الجوية ببسط سيطرتها الجوية على سماء سيناء، وقامت طائرات الهليكوبتر بحصدهم وتدمير العربات التى يستقلونها المحملة بمدافع الهاون ومضادات الطائرات. بطولة ويقظة وبسالة قواتنا المسلحة – وعناية المولى عز وجل قبل أى شيء - كانت الصخرة التى تحطمت عليها المؤامرة الإرهابية التى لا شك أنها مدعومة لوجيستيا وتمويلا من قوى إقليمية ودولية لا تريد لمصر الخير وتسعى لإحداث أى فرقعة إعلامية وسياسية لإثبات الوجود والتغطية على الهزائم المتكررة التى ألحقتها قواتنا المسلحة بالتنظيمات والعناصر الإرهابية بسيناء وقطع خطوط الإمداد لها بتدمير أكثر من 99% من أنفاق الإرهاب والتهريب. ورغم النجاح العسكرى بكل المقاييس الذى حققته قواتنا المسلحة أمس والذى يستحق كل تقدير، تورطت الكثير من المواقع الإلكترونية فى نشر بيانات كاذبة ومغلوطة عن سير المعركة، وهي معلومات كاذبة مصدرها المواقع الإخبارية والقنوات ووكالة الأنباء التابعة لجماعة الإخوان المحظورة والتى تدور فى فلكها، كذلك المواقع المشبوهة التى تروج لدعم الإرهاب. وللاسف انخدعت مواقع إخبارية كثيرة وسارعت – بهدف السعى وراء الانفراد الصحفى – ببث وترديد هذه الأخبار الكاذبة التى ادعت أن عدد الشهداء من جيشنا زاد على السبعين شهيدا، كما صورت الهجوم الإرهابى كما لو كان خارج السيطرة فى الوقت الذى كانت قواتنا تقوم فيه بكل بسالة وشرف بتدمير العدوان ودحره وقتل الخونة والإرهابيين وإفشال مخططهم لدخول الشيخ زويد ثم إعلان استيلائهم عليها. وكل التحية لقواتنا المسلحة وللمتحدث الرسمى العميد محمد سمير الذى بادر بإعلان البيانات الرسمية الصحيحة والحقيقية حول سير العمليات مدعمة بصور العناصر الإرهابية التى نجحت قواتنا فى قتلهم. وعلى جميع الزملاء فى المواقع الإخبارية الإلكترونية أن يأخذوا درسا من الخطأ الذى حدث أمس وألا يتكرر خطأ التورط فى نشر بيانات غير رسمية تخدم الإرهاب، وقد تضر بالروح المعنوية للقوات، ومن هنا يجب الالتزام بالبيانات الرسمية التى تصدر عن المتحدث الرسمى للقوات المسلحة وهو مبدأ صحفى معروف وليس جديدا، ولا سيما فى ظل قيام جيشنا بخوض أشرس معركة ضد الإرهاب لحماية تراب الوطن. والمصريون كلهم ثقة أن قواتنا المسلحة لن تسمح للإرهاب بأن يكون له وجود فى أى شبر على أرض الوطن، ولا سيما فى سيناء الحبيبة. وهذه العمليات الإرهابية لن تزيد قواتنا المسلحة إلا إصرارا وعزيمة على تحقيق النصر الحاسم على الإرهاب وأعوانه، ولن تزيد الشعب المصرى إلا تماسكا وتلاحما واصطفافا حول رئيسه وحول جيشه بعكس ما يخطط له الإرهابيون الذين يتوهمون أن جرائمهم سوف تستنزف الدولة وتثير غضب واستياء الشعب على الدولة والنظام. تحية خالصة من كل مصرى مخلص لقواتنا المسلحة الباسلة قيادة وضباطا وجنودا بدءا من قائدها العام حتى أحدث مجند على ما سطروه من بطولة منذ أمس وما حققوه من نصر على الإرهاب. وخالص التحية لأرواح الشهداء الأبطال الذى شاء الله أن يتلقوا الشهادة وهم صائمون فى ميدان الشرف وميدان البطولة والتضحية