أكد وزير الخارجية النمساوي سيبستيان كورز ، أن مصر ليست فقط لاعبا قويا فى المنطقة، ولكن شريكا قويا أيضا لنا فى الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي ، ولذلك نتطلع لأن يكون لها دور قوي لمحاربة الإرهاب. وقال كورز إن تنظيم داعش لم ينشر الرعب فى المنطقة وحدها، إنما فى أوروبا بأكملها، حيث انضم إليه الكثير من الأجانب، الذين سافروا إلى العراق وسوريا للمشاركة معه في عملياته، ولذلك نتطلع لمشاركة قوية من قبل مصر لمحاربة الإرهاب . جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده وزير الخارجية سامح شكرى مساء اليوم الاربعاء مع نظيره النمساوى الذى يزور القاهرة حاليا . وأضاف الوزير النمساوي أن مصر تتمتع بمصداقية كبيرة فى هذا الصدد، لأنها تمثل الإسلام الوسطى وهو النموذج الراسخ والقوى الذى يواجه نموذج الخلافة الذى عاهدانه فى داعش..لافتا إلى أنه كان مسئولا فى السابق عن الاندماج والتعايش السلمى فى النمسا.. وقال : "أرى أن مصر مثال يحتذى به فالأقباط والمسلمون لا يعيشون فقط بجانب بعضهم البعض بل يعيشون بالفعل معا" . من ناحيته..رحب سامح شكرى وزير الخارجية بنظيره النمساوي في أول زيارة رسمية له لمصر .. وقال " تطلعنا إلى هذه المناسبة لاستعادة العلاقات التاريخية القوية التى تربط بين البلدين، وبالتأكيد كانت فرصة مواتية لنعقد جلسة مباحثات منفردة وجلسة مباحثات موسعة تم خلالها تناول كافة أوجه العلاقات الثنائية بعمق، سواء كانت السياسية أو الاقتصادية أوالثقافية، بالإضافة إلى الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك " . وأضاف شكري أن المحادثات كانت فرصة طيبة للتعبير عن رؤية مصر إزاء المزيد من هذه القضايا، وأن نستمع لتقييم وزير خارجية النمسا فيما يتعلق بمناحي العلاقة الثنائية، وأيضا التحديات التى تواجهنا على المستوى الإقليمى ومستوى الشراكة القائمة بين مصر والاتحاد الأوروبى. وتابع شكري : " بدون شك نعتز كثيرا بالصداقة القوية التى تربط بين الشعبين النمساوى والمصرى والذى يتجسد ويتمثل فى العلاقة الخاصة التى ربطت بين الرئيس الراحل أنور السادات والمستشار النمساوى فريسكى، التى أدت إلى تناول قضايا هامة بين البلدين فى مرحلة مليئة بالتحديات، ونعمل الآن على استئناف وتيرة العلاقة إلى عهدها السابق، ومصر تتحول نحو الاستقرار ونحو المساهمة الكاملة فى الإطار الإقليمى والإطار الدولى المرتبط بالمصالح المشتركة، والمرتبط بالتحديات المشتركة التى تواجه كلا من مصر والنمسا ومصر وأوروبا" . وشدد شكري على أهمية العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى بالنسبة لمصر فى إطار رفع قدراتها فى جهودها للتنمية وتحقيق مستويات معيشة أفضل لمواطنيها، وأيضا فى المناحى السياسية فى إطار العمل المشترك لتوفير المناخ الملائم لتحقيق آمال الشعب المصرى فى تنفيذ كافة العناصر الواردة فى الدستور الجديد، بحيث تصبح دولة تمثل المبادئ التى تحكمنا جميعا والتى ننتمى إليها. وبشأن الخطوات القادمة التى ستتخذها مصر ضد الإرهاب فى اليمن وليبيا. قال شكرى إن مصر تضطلع بمسئولية كبيرة لحماية الداخل والمنطقة وإطارها المتوسطى وعلاقتها مع أوروبا إزاء التهديدات التى يمثلها الإرهاب فى هذه الآونة، وبالتأكيد أن تنامى الإرهاب فى ليبيا يضع مسئوليات ومخاطر متصاعدة بالنسبة لمصر نظرا للجوار الجغرافى، ونحن نعمل من خلال جهودنا وتبادل المعلومات من خلال علاقاتنا الدولية، والسعى لتكثيف الجهود الدولية فى مواجهة الإرهاب وتجفيف الدعم الذى يصل إلى هذه المنظمات الإرهابية، وتجفيف مصادر التمويل وقدراتها على التواصل فيما بينها . وشدد شكري على ضرورة التصدي لكافة المنظمات الإرهابية دون تفرقة، مشيرا إلى أننا نعمل على تناول القضايا الاقتصادية والسياسة والاجتماعية التى أدت إلى هذه الظاهرة وقدرة هذه المنظمات على استقطاب المحاربين الأجانب. وأضاف أن مصر تضطلع بمسئولية خاصة فى هذا الصدد بحكم دور المؤسسات الدينية المصرية فى نشر الفكر الإسلامى المعتدل وأيضا مبادرة الرئيس السيسى لتجديد الخطاب الدينى وعزل الدعاوى غير الحقيقية ، ونعمل بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين والتحالف الدولى ضد داعش، وكذلك التحالف الخاص باليمن لمحاربة الإرهاب أينما وجد، ونكثف الجهود لأن هذا الخطر هو خطر مشترك ولابد من أن نتضامن لمواجهة ذلك الخطر الذى يداهمنا فى المنطقة وفي أوروبا . وردا على أسئلة الصحفيين.. نفى الوزير النمساوى أن تكون هناك حملة فى أوروبا ضد أحكام الإعدام الصادرة فى مصر مؤخرا..مؤكدا أن التعامل مع الإرهاب هو من حق مصر ضد أى منظمة إرهابية ومن حقها عقاب الإرهاب. وشدد الوزير النمساوي على أهمية العلاقات الاقتصادية التى تربط بين البلدين، حيث أن هناك 750 شركة نمساوية تستثمر فى مصر.