هزت انفجارات وإطلاق نار كثيف بلدة في شمال مقدونيا يوم السبت بعد أن بدأت الشرطة عملية ضد ما وصفتها بأنها "مجموعة مسلحة" مما زاد المخاوف من حدوث اضطراب في الجمهورية اليوغوسلافية السابقة بعد أشهر من أزمة سياسية. وقال موظفون في القطاع الطبي إن أربعة ضباط على الأقل أصيبوا بجروح خطيرة بعد أن نفذت وحدات خاصة تابعة للشرطة تدعمها عربات مدرعة عملية في ضاحية ببلدة كومانوفو على بعد 40 كيلومترا شمالي العاصمة سكوبي كانت شهدت اشتباكات أثناء تمرد مواطنين من أصل ألباني عام 2001. وأغلقت قوات الأمن منافذ البلدة وذكر مصور لرويترز إنه بعد عشر ساعات من بدء العملية قبل قليل من فجر يوم السبت سمع تبادل كثيف لإطلاق النار من رشاشات وانفجاران مدويان. كما حلقت طائرات الهليكوبتر فوق المنطقة التي يسكنها نحو 100 ألف شخص من جماعات عرقية متنوعة. وقال ايفو كاتفسكي المتحدث باسم وزارة الداخلية إنه لديه معلومات عن سقوط "ضحايا" لكنه رفض الافصاح عن العدد. ومن المرجح أن تزيد الأحداث القلق في الغرب بشأن الاستقرار في مقدونيا حيث تواجه الحكومة مشاكل بسبب مزاعم المعارضة عن تجسس بشكل واسع النطاق واساءة استغلال السلطة على نطاق واسع. وبدأت المعارضة احتجاجات صغيرة لكن يومية مطالبة باستقالة رئيس الوزراء المحافظ نيكولا جروفسكي وهددت بحشد الالاف يوم 17 مايو أيار. ويخشى مراقبون أن يحاول القادة السياسيون من الطرفين زيادة حدة التوتر العرقي كأسلوب ضغط. وذكر متحدث باسم وزارة الداخلية دون الخوض في تفاصيل أن الشرطة بدأت العملية "استنادا إلى معلومات بشأن مجموعة مسلحة." وأضاف كاتفسكي في مؤتمر صحفي أن المسلحين كانوا يخططون "لأعمال إرهابية "وأنهم "تسللوا" إلى البلاد من دولة مجاورة لم يسمها. وتقدر نسبة الألبان في مقدونيا التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة نحو 30 في المئة. وحمل مسلحون السلاح في 2001 واشتبكوا مع قوات الأمن قبل أن يلعب الغرب دور الوسيط في اتفاق سلام يعرض على الأقلية الألبانية مزيدا من الحقوق والتمثيل ودخول الساحة السياسية. لكن تنفيذ الاتفاق كان بطيئا ويستعر التوتر من حين لآخر. وبغض النظر عن العرق يشعر كثيرون في مقدونيا بالإحباط بسبب الوتيرة البطيئة للنمو والاندماج مع الغرب في ظل تعثر مساعي البلاد للانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بسبب نزاع طويل الأمد مع اليونان على اسم البلاد.