شهدت مدينة الإسكندرية كارثة جديدة تغتال أحد أهم مبانيها التراثية والتي تمثل تاريخا يحكي عن أشخاص فيها، وهذه المرة كان قصر عبود باشا بمنطقة جليم، كورنيش البحر هو الضحية الجديدة لمافيا المقاولات، التي اغتالت معاول الهدم، أجزاء من العقار بهدف هدمه وبناء عقارات شاهقة الارتفاع تشوه المظهر العام للمدينة. وأثار هدم القصر حالة من الاستياء والغضب الشديدين لدى مواطني المدينة والمهتمين بالشأن التراثي بالمدينة، والذين هددوا بالتصعيد، وطالبوا المحافظ هاني المسيري بالتدخل لوقف استكمال أعمال هدم القصر وإعادة بنائه مجددا. من جانبه، أوضح محمد أبو الخير، عضو مبادرة "أنقذوا الإسكندرية"، والمهتمة بحماية عقارات الإسكندرية التراثية من الهدم، أن العقار مسجل بمجلد التراث تحت رقم 4009 وأنه خرج من المجلد بحكم قضائي لا يسمح بهدمها، وقال: "حتى إننا لا نعلم هل حصلت على ترخيص هدم من المركز الذكي لحي شرق التابعة له أم لا". وقال الدكتور محمد عوض، رئيس لجنة حماية التراث بالإسكندرية، إنهم تقدموا بمذكرة للمحافظ هاني المسيري، محافظ الإسكندرية، تضمنت كل ما يخص القصر وأهميته وصورا لعمليات الهدم التي تتم فيه، مشيرا إلى أن المذكرة طالبت المحافظ بالتدخل لوقف أعمال الهدم التي تتم بالقصر، وفقا لفتوى أصدرتها محكمة مجلس الدولة بوقف هدم العقارات التراثية الحاصل مالكوها على حكم أول بهدمها، إلى حين تقدم الجهات المختصة بطعن على الحكم. وطالب عوض، المحافظ بالالتزام بقرار المحافظ السابق طارق مهدي والذي أكد خلاله أنه لن يتم إصدار تراخيص هدم لعقارات تراثية من المركز الذكي للمحافظة حتى لو كانت حصلت على أحكام من المحكمة بإخراجها من مجلد التراث.