"الجاط" بلدة ليبية جنوبية بالقرب من الحدود الجزائرية تعد نقطة الدخول الأولى للأفارقة من الجزائر . الرحلة تبدأ من"أجاديز" مدينة رئيسية بالنيجر إلى سبها ومن ثم إلى إيطاليا ومالطا . ولد سليمان والتبو.. قبيلتان فرقهما التحالف مع الحكومتين الليبيتين وجمعهما التربح من تهريب البشر . الطوارق يخطفون الأوروبيين ثم يبيعونهم إلى ميليشيات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي دفع مقتل أكثر 1000 من المهاجرين غير الشرعيين الى ايطاليا في البحر الأبيض المتوسط الأسبوع الماضي إلى التساؤل عن مافيا التهريب إلى جنة أوروبا، ومن أين تبدأ وكيف تدور حركة الأموال لإدارة هذه التجارة الرابحة، والتي باتت اليوم الشغل الشاغل لميليشيات ليبيا. إن الملايين من الدولارات تديرها شركة تهريب البشر التي تديرها الميليشيات الليبية، رجال القبائل وقطاع الطرق والمسئولين عن إنفاذ القانون ما دفع السلطات في الاتحاد الأوروبي إلى التعهد بتكثيف الجهود للقضاء على تكرار وضع الناس اليائسين على متن قوارب متهالكة يسافر بعضهم أحيانا واقفين على أقدامهم ليصرح وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني برغبة بلاده في الحصول على الدعم الدولي "للقتال ضد هذه مهربي البشر، وهذا الاستعباد الجديد في القرن ال"21"
لكن ما يصعب من مقاومة انتشار هذه الظاهرة الانهيار الاقتصادي في ليبيا والسباق من قبل الميليشيات والقبائل لإيجاد مصادر من المال لتأجيج الصراع ما يعرقل بشكل كبير أي جهد من السلطات الأوروبية. دعوى إنسانية الغريب أن المجموعات المسلحة المختلفة في ليبيا تروج لخدماتها بدعاية الخادعة مفادها أن المهاجرين سواء من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أو السوريين فارون من النزاع في بلادهم، وقدم انهيار النظام في ليبيا الفرصة لتأمين ممر آمن إلى أوروبا. لكن كيف تدار المسألة وماهي استراتيجية تللك الجماعات؟!.. يقول مدير بحوث الهجرة بباريس، الذي يعمل بشركة استشارية تعمل مع المنظمة الدولية للهجرة والجماعات المرتبطة بالهجرة: إن تجميع الأرباح من الاتجار بالبشر يحقق توازنا جديدا للقوى في منطقة الساحل وليبيا" فقبيلة التبو بالصحراء الكبرى، على سبيل المثال، تتربح ما يقرب من حوالي 60 ألف دولار أسبوعيا عن طريق جمعها من مهاجر من غرب إفريقيا للحصول على مقعد من 4 في إحدى سيارات الدفع الرباعي والتي تأخذه إلى مدينة "أجاديز"، وهي مدينة رئيسية في النيجر، ومن هناك، تنتظرهم عبارة المهاجرين إلى المدينة الليبية المركزية سبها ومن ثم المضي قدما إلى شمال ليبيا قبل رحلتهم البحرية إلى إيطاليا ومالطا. تحالف مؤقت وتدفع الأرباح تلك القبائل التى عادة ما تكون في حالة حرب إلى التعاون في بعض الأحيان في تبادل المهاجرين من مكان إلى آخر، فتجد في سبها، بعض أفراد قبيلة التبو، الموالين للحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا، تجلب البضائع البشرية إلى "ولد سليمان"، وهي قبيلة عربية محلية متحالفة مع الحكومة الاسلامية المتمردة في طرابلس وهكذا يقوم بعض أفراد قبيلة ولد سليمان وجماعات أخرى بتمريرالمهاجرين إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط من مدينتي زوارة والزاوية اللتين يسيطر عليهما الميليشيات الاسلامية. الطوارق الجزائرية ومن أجل السيطرة على الطرق المربحة تتقاتل الطوارق، وهي قبيلة صحراوية أخرى، مع قبيلة التبو وقد ارتبط رجال الطوارق في الماضي بالجريمة ويذكر مسئولون أمريكيون أن الطوارق خطفوا أوروبيين، ثم باعوهم إلى الميليشيات الجهادية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ثم عملوا كوسطاء لتحصيل الفدية لهم.
وتكون الرحلة من المناطق التي تحت سيطرة الطوارق إلى سبها رحلة محفوفة بالمخاطر خاصة ناحية الشمال الشرقي، حيث قبيلة التبو، وهي أقلية عرقية مضطهدة تاريخيا، تقاتل الطوارق من أجل السيطرة على تجارة التهريب. ليتربح الطرفان التبو والطوارق من البديل الجديد لتهريب البضائع وهو الاتجار بالبشر ويسعى بكل قوة الآن كل من الطوارق والتبو للحصول على نصيبهم من الكعكة، وتمثل مدينة "الجاط"، وهي بلدة ليبية جنوبية بالقرب من الحدود الجزائرية نقطة الدخول الأولى من الجزائر للأفارقة كما تمثل نقطة محورية في طرق ومنافذ الهروب وهكذا يبدو أن أوروبا وحلف الناتو سيدفعان الثمن باهظا لعدم استكمال بناء الدولة بعد إسقاطها في عهد القذافي لتبقى تجارة تهريب البشر إلى أوروبا من الأعمال التجارية المربحة في ظل الفوضى في ليبيا وانخفاض حاد للمصادر التقليدية للدخل في المنطقة من النفط المدعوم والغذاء وغيرها من السلع من الجزائر.