ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم، الأربعاء، أن الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان ونظيره الإيراني حسن روحاني التقيا أمس الثلاثاء وقد بدت تصريحاتهما، في المؤتمر الصحفي الذي لم تُطرح فيه أسئلة، كما لو أنّه قد تمّت برمجة كلّ فاصلة فيها بعناية فائقة "نحن بحاجة إلى تحمّل مسؤولية الوساطة من أجل إيقاف سفك الدماء في العراق وسوريا". وصرّح أردوغان، الذي تجنّب ذكر مشاركة تركيا في التحالف العربي المعادي لإيران، والذي يعمل في اليمن ضدّ الحوثيين: "لا يهمّني إنْ كان هؤلاء الذين يُقتلون من السنّة أم من الشيعة؛ فالجميع مسلمون". وقالت "هآرتس" ان هذه هي النزاعات ليست الوحيدة بين تركياوإيران وصرّح أردوغان سابقاً بأنّ هدف إيران هو السيطرة على المنطقة وبأنّه يجب إيقافها وقد طلب، في أعقاب ذلك، 65 عضوا في البرلمان الإيراني من رئيسهم إلغاء زيارة نظيره التركي في طهرانبإيران فضلًا عن ذلك، وقفت تركيا إلى جانب السعودية ضدّ الحوثيين في اليمن، وتعتبر السعودية تركيا حليفا في المحور السنّي الذي تسعى إلى تشكيله ضدّ إيران أيضًا فإنّ سعر الغاز المرتفع الذي تدفعه تركيالإيران يُغضب أردوغان الذي وعد بشراء المزيد من الغاز من إيران إذا وافقت الأخيرة على تخفيض سعره. وتابعت "هآرتس": إنه إلى جانب النزاعات، فلدى إيرانوتركيا مصلحة مشتركة عديدة يبلغ النطاق التجاري بين البلدين نحو 14 مليار دولار، فهما يطمحان إلى مضاعفة حجمه ثلاث مرات وتتّفق كلتا الدولتين على خطر قيام دولة كردية مستقلّة، وتركيا هي أيضًا المورّد الرئيسي للسلع الاستهلاكية للعراق، حليف إيران. وأوضحت الصحيفة أن تركيا لا تتخلّى عن العلاقة التي نشأت حديثًا مع السعودية فمن المرتقب أن يجلب ذلك مصالحة مع مصر، التي استُبعدتْ تركيا منها منذ الاستيلاء على السلطة من قبل عبد الفتاح السيسي في 2013. وقالت "هآرتس" إن تركيا تحاول مجدّدا أن يكون لها "في كل عرس قرص" والتموضع من جديد في الشرق الأوسط وقد عانت سياستها الخارجية حتى الآن من ضربة تلو الأخرى انقطاع العلاقات مع إسرائيل وسوريا، الخسائر الكبيرة في ليبيا، الشرخ مع مصر، الرياح الباردة من قبل السعودية والمواجهة مع الولاياتالمتحدة، على خلفية رفض تركيا الانضمام إلى التحالف ضدّ "داعش.