أكدت الرئاسة الإيرانية الأحد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيتوجه الثلاثاء إلى إيران في زيارة رسمية بالرغم من التوتر الذي أثارته تصريحاته حول التدخل العسكري العربي في اليمن. وكان الرئيس التركي المحافظ اتهم في أواخر مارس إيران بالسعي ل"الهيمنة" على اليمن فيما عبرت تركيا عن دعمها للتدخل العسكري الذي أطلقته السعودية وحلفاؤها ضد المتمردين المدعومين من طهران. وقال متسائلا: إن "إيران تبذل جهودا للهيمنة على المنطقة. كيف يمكن السماح بذلك؟"، ودعا إيران البلد المجاور لتركيا إلى "سحب كافة قواتها من اليمن وسوريا والعراق". وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اتهم أنقرة بتغذية زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، واستدعى القائم بسفارة تركيا في طهران إلى وزارة الخارجية الإيرانية التي طلبت منه "توضيحات" بشأن تصريحات أردوغان. وندد نواب محافظون إيرانيون وبعض الصحف ب"إهانات" أردوغان مطالبين بإلغاء هذه الزيارة. وتتعارض مواقف تركياوإيران بشأن سوريا، فطهران تعد الحليف الإقليمي الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد فيما تدعم أنقرة المعارضة. وبالرغم من هذه التوترات الإقليمية فإن الزيارة تتمحور خصوصا حول تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين الجارين. وتريد طهرانوأنقرة زيادة حجم مبادلاتهما التجارية إلى 30 مليار دولار في 2015، لكن عليهما أيضا تسوية خلاف حول سعر الغاز الإيراني المصدر إلى تركيا والذي تعتبره أنقرة مرتفعا جدا. وهذه الزيارة هي الثانية لأردوغان بعد تلك التي قام بها في يناير 2014 عندما كان رئيسا للوزراء. وقد زار الرئيس الإيراني حسن روحاني بدوره تركيا في يونيو من السنة نفسها. وأوضحت الرئاسة في بيان مشترك "أن الرئيسين والوزراء المعنيين سيجرون أثناء هذه الزيارة سلسلة محادثات وسيلتقي أردوغان أيضا المرشد الأعلى" لجمهورية إيران الإسلامية أية الله علي خامنئي. وسيشارك رئيسا البلدين ايضا في الاجتماع الثاني "لمجلس التعاون الأعلى" الثنائي كما سيجريان محادثات تتناول "المسائل الإقليمية والدولية".