انتقد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية الضغط الأمريكي على الدول لمنعها من دعم التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة، واصفا موقف واشنطن بالعدائي بعد الاعتراف بفلسطين عضوا كامل العضوية في منظمة اليونسكو. وقال صبيح الأحد في افتتاح الدورة 84 للجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي المحتلة : إن دخول فلسطين كدولة كاملة العضوية في منظمة اليونسكو، يعد إنجازا سياسيا ودبلوماسيا مهما سيدعم المساعي المبذولة للدفاع عن التراث العربي والإسلامي في الأراضي المحتلة. وأدان منع إسرائيل للمناهج الفلسطينية من التدريس في مدارس مدينة القدس، مشددا على أن هذا الإجراء يأتي في سياق الحرب الشاملة بحق الشعب الفلسطيني.. مطالبا بالحفاظ على البرامج الموجهة للنشء وبخاصة أطفال الأسرى والشهداء. وأشاد بإصرار الرئيس محمود عباس بالتوجه للأمم المتحدة؛ لأنه بذلك حرك "المياه الراكدة" بعد التعثر المتواصل لعملية السلام، مضيفا: لقد وضع الرئيس أبو مازن العالم أمام مسئولياته في خطابه المهم بالأممالمتحدة نهاية سبتمبر الماضي، من خلال توضيح الحقوق الفلسطينية وإبراز معاناة هذا الشعب الممتدة لعقود طويلة. وأضاف صبيح: إستراتيجية العمل العربية تقوم على المبادرة التي تبنتها قمة الرياض، وهذه المبادرة لم تكن اختراعا عربيا بل تطبيق للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة. وقال: لم تعد المفاوضات مجدية وأصبحت تسير في دائرة مفرغة، بسبب التعنت الإسرائيلي، ونجدد التأكيد على أن المفاوضات في ظل الاستيطان مرفوضة لأنها تعطي إسرائيل الفرصة لتهويد الأرض. وأوضح أنه بعد تسلم الرئيس الأمريكي باراك أوباما زمام الأمور كانت التصريحات والمواقف الأمريكية مشجعة في حينه، مذكرا بإعلان أوباما عن مواقف مهمة في جامعة القاهرة واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2010. وأشار صبيح إلى أن المواقف الأمريكية التي تتناسب ودور واشنطن كراعي لعملية السلام لم تستمر طويلا، وبخاصة بعد التوجه إلى مجلس الأمن لإدانة الاستيطان، وقيام أمريكا باستخدام حق النقض الفيتو في وجه 14 دولة دعمت مشروع القرار. وأضاف: لقد نجح الضمير الإنساني في إعطاء العضوية الكاملة لفلسطين في اليونسكو، لأن أحرار العالم دعموا القضية، والمعركة لم تكن سهلة، وبخاصة أن الولاياتالمتحدة كانت تضغط علي الدول لعدم التصويت لصالح الطلب الفلسطيني، وهو ما يتنافى مع الديمقراطية، وعندما تأخذ اليونسكو قرارا يجب احترامه، لا أن يتم وقف تحويل المستحقات المالية لليونسكو، وتوجيه التهديدات للقيادة الفلسطينية. وأضاف: في الوقت الذي يوجه فيه وزير خارجية إسرائيل أفيجدور ليبرمان تهديدات بالقتل، يمنع رئيس الولاياتالمتحدة دولا عديدة منها البوسنة والهرسك من دعم الطلب الفلسطيني بالحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة.. متسائلا: لماذا يطبق القانون الدولي في جميع أركان العالم ما عدا إسرائيل والأراضي التي تحتلها، وهل هذه الديمقراطية والحريات التي يتغنى بها الكثيرون؟!. وقال: مشكلتنا نحن العرب بأننا نتعامل بردة الفعل، ولا نعمل الفعل، فإن كانت أمريكا تدفع 60 مليون دولار، وأوقفت هذا التمويل مطلوب من الدول العربية العمل لتسديد هذا العجز، لتنفيذ البرامج في الدول الإفريقية التي تضررت كثيرا من وقف التمويل الأمريكي، ومن هنا مطلوب من رجال الأعمال والمؤسسات والجهات الرسمية بأن تقدم الدعم لهذه المنظمة. وشدد على أن تسديد العجز الناجم عن وقف تحويل المخصصات الأمريكية المالية لمنظمة اليونسكو يؤدي إلى وضع حد "لاستخدام المال في الطغيان السياسي".. مؤكدا ان المعركة في اليونسكو تهمنا نحن العرب والمسلمين؛ لأن الأمر مرتبط بصد حملات التزوير الإسرائيلية بحق الثقافة والتراث والتاريخ في الأراضي العربية والفلسطينيةالمحتلة. وقال: لو دفع كل مواطن عربي تبرعا لا يتعدى خمسة دولارات لأخرجنا اليونسكو من هذه الضائقة، وتأكدوا بأن فعالية هذه المنظمة لصالح معركة الدفاع عن المقدسات والتراث في فلسطين، والأراضي المحتلة. وذّكر بأن نهب الآثار والتراث من قبل الاحتلال لم يقتصر على جزء دون غيره من الأراضي المحتلة، وأن ما يجري في القدس والضفة الغربية سبقه قيام إسرائيل بسرقة التراث في غزة وسيناء وأجزاء من الأردن ولبنان، والجولان السوري المحتل.