في ذكرى ميلاد فاطمة رشدي: قدمت 100 مسرحية و16 فيلما في 17 عاما وتدهورت حالتها الصحية والمادية.. وأقامت بغرفة فندق شعبي

تعد فاطمة رشدي إحدى علامات السينما المصرية منذ تقديم الأفلام الصامتة وحتى اليوم، فهي ممثلة الشرق، سارة برنار الشرق ورائدة المسرح، ولدت بالإسكندرية في مثل هذا اليوم من عام 1908 لأسرة متواضعة تضم 5 فتيات شقيقات، كن يعملن في المجال الفني، وعندما بلغت العاشرة من عمرها، وفي أثناء مرض شقيقتها اعتلت خشبة المسرح لتغني بدلا منها أغنية (طلعت يا ما احلى نورها) وكان من ضمن الحضور فنان الشعب سيد درويش الذي أعجب بها وسلم لوالدتها مبلغ 10 جنيهات وطلب منها ضرورة السفر للقاهرة للعمل بفرقة الريحاني.
وكان هذا المبلغ بمثابة المنقذ للعائلة بأكملها فقد أنقذها من التشرد والنوم على الرصيف وذلك بعد سداد أجرة المنزل المتأخرة (كما جاء على لسانها في حديث لمجلة الكواكب الفنية)، توجهت إلى القاهرة حيث الشهرة واتساع العلاقات وتعددها، قابلت عزيز عيد الذي علمها القراءة والكتابة وفن التمثيل والالقاء، ثم تزوجها وضمها الي فرقته وانجبت منه ابنتها الوحيدة عزيزة.
وقامت بالعديد من الأعمال مثل الذئاب والقناع الازرق والشرف والنسر الصغير واطلق عليها لقب (سارة برنار الشرق) والتي كانت قد قامت ببطولة نفس العمل ولكن بلغته الاصلية. وللغيرة الشديدة من "عيد" طلبت الطلاق لتقوم هي بتكوين فرقتها الخاصة والتي حملت اسمها وقدمت خلال 17 شهرا فقط 15 عملا، وتخرج من هذه الفرقة عمالقة الفن امثال محمود المليجي ومحمد فوزي الذي كان يقوم بالغناء بين فصول المسرحيات.
هي بطلة فيلم "العزيمة" الذي يعد واحدا من افضل 100 فيلم مصري في تاريخ السينما المصرية، عشقت المسرح وابدعت فيه ليصل عدد اعمالها المسرحية الى ما يقرب من 100 مسرحية و16 فيلما في 17 عاما منها زقاق المدق وميرامار وغادة الكاميليا، أما اشهر افلامها فهي الطائشة والطريق المستقيم والجسد، كما قامت ايضا بإخراج فيلم (الأزواج) لتكون بذلك ثاني امراة مصرية بعد عزيزة أمير تقوم بالاخراج السينمائي.
وصل صيتها الي العالم كله فلم تتوقف شهرتها علي الشرق بل تعاقدت معها كل من بريطانيا وفرنسا، حيث قدمت لها فرنسا 10 آلاف جنيه مصري لكي تقدم ادوارها في دول شمال افريقيا التي كانت تحتلها انذاك. اذاعت ايضا من خلال الاذاعة البريطانية روايات هاملت وكليوباترا، كما قامت اذاعة صوت امريكا بمساعدتها للسفر الي نيويورك لتسجيل بعض الادوار والروايات التي قامت بها امام عزيز عيد ويوسف وهبي.
وفي عام 1969 اعتزلت الفن وانحسرت عنها الأضواء، وتدهورت حالتها المادية والصحية، لتسكن باحدى غرف في فندق شعبي بوسط القاهرة، وشاهدها الكثير في أواخر أيامها على باب مسرح الازبكية وهي تلعن الفن الذي اوصلها لهذه الحالة.
وعندما علم بذلك الفنان الراحل فريد شوقي، أرسل برقية للرئيس الراحل انور السادات ليأمر فورا بتوفير سكن يليق بتاريخها الفني إلا أن القدر لم يمهلها بالتمتع بهذه المكاسب، حيث أنها فارقت الحياة في 23 من يناير عام 1996عن عمر ناهز 88 عاما تاركة خلفها رصيدا رائعا من اهم الاعمال التي اثرت مكتبة الفن المصري والتي اعتبرت من اهم كلاسيكيات السينما العربية.