رفضت روسيا الاتهامات الأوكرانية بقصف الجيش الروسي لمدينة ماريوبول الأوكرانية في 24 يناير الماضي. ونقلت وكالة أنباء "سبوتنك" الروسية اليوم الأربعاء عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايجور كوناشنيكوف قوله "إن رئيس الأركان، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فيكتور موجينكو، أكد أثناء اجتماع مع الملحقين العسكريين الأجانب، أن القتال الذي يشهده الجنوب الشرقي من أوكرانيا، لا تشارك فيه لأي قوات روسية". واعتبر كوناشنيكوف، أن التصريحات التي أدلى بها فيكتور موجينكو، دقيقة للغاية، لكونه يترأس عملية الإشراف المباشر وقيادة الأنشطة العسكرية في الجنوب الشرقي من أوكرانيا، ولذلك فإن بيانه هذا يدحض قانونياً صحة الاتهامات المتعددة التي أطلقتها بعض المنابر التابعة لحلف "الناتو"، وغيرها من العواصمالغربية حول المشاركة الروسية المزعومة في أوكرانيا. وكان رئيس جهاز الأمن في أوكرانيا، فالنتين ناليفايشينكو قد أكد "أن ماريوبول تعرضت في يوم 24 يناير الماضي لإطلاق النار من قبل "مجموعة جنود من الجيش الروسي"، والتي قامت القوات الأوكرانية في وقت لاحق بالقضاء عليها". وقال رئيس جهاز الأمن الأوكراني: "لقد اكتملت المرحلة الثالثة من العملية العسكرية التي تمَّ فيها القضاء على "المجموعة الإرهابية" من العسكريين الروس، بعد أن نظمت ونفذت عملية القصف في ماريوبول، يوم 24 يناير من العام الجاري، مما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين، مشيرا إلى أنه تم القضاء على عشرة أشخاص في تلك العملية". يشار إلى أن السلطات الأوكرانية بدأت في أبريل من العام الماضي 2014 عملية عسكرية في "دونباس" ضدَّ الساخطين من السكان المحليين على سياستها، ووفقاً لأحدث إحصائيات هيئة الأممالمتحدة، فإن عدد ضحايا الصراع قد تجاوز 5000 آلاف قتيل من السكان المدنيين، وفي شهر سبتمبر من العام 2014، وبوساطة كلٍّ من منظمة الأمن والتعاون الأوربية والسلطات الروسية، قامت السلطات الأوكرانية ووحدات الدفاع الشعبي في جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين، بالتوقيع على هدنةٍ في مينسك، ورغم الاتهامات المتبادلة بين طرفي النزاع بانتهاك الاتفاق بشكلٍ دوري، إلا أن وقف إطلاق النار، ما زال ساري المفعول. يذكر أنه منذ 9 يناير الماضي، زادت شدة الهجمات في المنطقة، مما أدى وقوع المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين، وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها ترفع احتياطاتها في جميع الأماكن التي يمكن أن تشهد قتالاً، فيما أكَّدت وحدات الدفاع الشعبي بدورها، أنها تقوم بعملية "دفعٍ لخطِّ الجبهة"، لتجنب قصف المناطق السكنية في المدن المتاخمة لذلك الخط، من قبل قوات الأمن الأوكرانية. تعتبر وزارة الخارجية الروسية أن الأحداث الأخيرة في دونباس، تؤكد المخاوف بشأن نية كييف، اللجوء إلى الحل العسكري لتسوية الوضع في المنطقة. وتوجه سلطات كييف اتهامات لروسيا بالتدخل في الصراع الدائر في دونباس، الأمر الذي تنفيه موسكو، وتصفه بأنه عار عن الصحة ، وتدعو إلى تقديم دليل واحد على الأقل، يثبت وجود القوات الروسية في أوكرانيا.