فى كتاب قديم للدكتور الراحل زكى نجيب محمود ، قال : مجتمع جديد او الكارثة " . وقصد ، اما تفكير سليم ، متكامل .. له قواعد ، مثل كرة القدم ، والتنس ، ولعب القمار .. واما تخلف ، وجهل ، لهما ملامح ، و دلالات مثل امراض الرمد والحساسية . الدكتور زكى فيلسوف ، لا تعرفه الاجيال الجديدة .. فالانترنت ، وتويتر غطى عليه وعلى الدكتور عبد الرحمن بدوى .. و الاثنان تكلما عن " تقدم الشعوب " واخلاق المجتمعات .. وتكلما عن الاغانى ايضا . دلل الدكتور زكى ، بكلمات الاغانى ، وطريقة اللحن ، على وعى الشارع .. فعندما اسس ، الفلاسفة اليونان " الاكاديمية " .. لتعليم المنطق والفلسفة ، للنخبة .. علموهم الموسيقى .. وفى عصر اقليدس ، سمَعوا المجرمين ، واسرى الحرب انغاما ، فاختبروا تاثرهم .. الطرب للحن السىء ، يعنى انه لا امل فى المتهم . قالوا : " الاغانى " معيار تفرقة بين واحد واخر .. وسمَعوا الشجر ، وتطرف افلاطون ، وحاول مع الحجر .. ثم غنى المصريين ، بعد يناير : " كاننا ما سكين لبعض زلة " .. للمطربة شيرين ، و :" عندى خمسة ستة يضايقوا فيك " لعمرو مصطفى .. او مصطفى كامل ، الاسم ليس مؤكدا ، لكن المهم الاغنية موجودة . فى الشارع ايضا لغة " الانترنت " بين المراهقين . لو كتبوا ، لن تستطيع القراءة ، ولو تكلموا ستسمع ، وكانك لم تفعل ، والدلالة خطيرة .. وكارثة . لغة " الانترنت " عزلة .. او ميل الى العزلة ، والاغانى ركيكة ، اشارة الى تفكير فى اتجاه واحد .. اخذ مما اصنع ، واكتب ، مثلما اتكلم ، حتى لو كان الكلام من اختراعى ، و حتى لو كانت لغتى ، لا يفهمها الاخرين . المعنى ، تعبير عن نفسى ، لنفسى ، او للذين مثلى ، مع ان التعبير فى الاصل وسيلة ، لمخاطبة الاخر .. وتواصل مع الجميع ايضا . قالك : تطور ، والتطور ، تحرك . لكن التحرك ، ليس بالضرورة .. للامام . بعضهم ، برر : الفن حر .. ولا سلطة على الابداع ، وكان كلام حق يراد به باطل . فالفن ، ليس التماهى مع السائد .. مهما كان ، ولا الطرب للنشاز .. دون انزال النغمات على " مازورة " السلم الموسيقى . تقول لمين .. ؟ القضية وعى .. والرغبة فى الحوار .. لم تعد موجودة ، حلت محلها رغبة الانتصار . مع ان الانتصار ، مصطلح لا يستخدمه ، علم الاجتماع .. بينما تستخدمه العسكريات ، وتصل اليه بالدبابات .. والقنابل النووية . الاجتماع ، يهزم العسكريات ، لذلك ، تمهد العسكريات ، بالاجتماع ، ثم تضرب بالسلاح ، قبل ان تعود للاجتماع من جديد .. لاحكام السيطرة . فى السياسة ماسى .. ايضا . برلمان منتخب ، لاقرار دولة قانون ، يشرع ، قانونا ، لمنع " س " من الانتخابات ، بالمخالفة للقانون . قالك : فلول ، مع ان القانون " ما فيهوش زينب " .. تماما مثلما قالك : الفن حر .. مع ان الحرية ، ليست رشق الناس بكلام لامعنى له ، ركيك ، كما ان الذى لا معنى له ايضا ، رشق الشرطة بالطوب ، والشماريخ .. وغضب شديد لو ردت بالغاز ، او منع رئيس وزراء مكلف من دخول مكتبه .. بدعوى الثورة ، وفرض اخر فى مجلس رئاسى .. لا يرضاه الجميع ! يقيناً : قضيتنا ليست " نظام سياسى " . او ليست النظام السياسى وحده .. لدينا خطايا واثام اخرى .. والذى نحن فيه ، لم يصنعه حكم مبارك ، فالمجتمعات لا تتغير ، فى 30 عاما .. فاذا تغيرت ، ثم انتفضت ، لتعود الى صوابها ، لا معنى .. لتتعلل بالماضى .. ولا مجال للحجج . قضيتنا ليس فى الرئيس .. انما الازمة : مجتمع . الرئيس لا يغير سلوكا ، على نحو ما يعتقد كثيرين . وسلوك الجماعات ، وادواتهم فى ترتيب افكارهم ، لا تتغير ، بمراسيم رئاسية .. او بقرارات عليا . لو كان كذلك ، لاصبح ابن خلدون مرجعا فى علم " الرئاسة " .. لا فى " الاجتماع" . ضمن تعريفاته ، لم يذكر احد الانسان بوصفه " حيوان رئاسى " ، مع انه كثيرا ما يظهر انه .. حيوان فقط !