تمكنت الدكتورة مروة عاطف الباحثة بقسم هندسة الغزل والنسيج بشعبة البحوث النسجية بالمركز القومي للبحوث من تصميم أقمشة تصلح لإعادة بناء دعامة للمعدة والإثنى عشر وذلك كمحاولة لحل بعض المشاكل والأعراض التي تصيبهما كالسمنة المفرطة أو وجود قرح أو استئصال أجزاء من الجدار الخارجي بسبب الأورام الحميدة والخبيثة مما يؤثر على أداء وظائفها بصورة متكاملة وملائمة. وقالت الدكتورة مروة، في تصريح لها اليوم "الأثنين"، إنه يجب أن يتوافر مجموعة من الخواص في الأقمشة التي تستخدم لهذا الغرض كالمسامية للسماح بمرور الأكسجين النقي وتحديد معدل نمو النسيج البشري ليغلف النسيج المزروع والانسجام مع أنسجة الجسم لخطورة الاتصال المباشر بجسم الإنسان وقابليه الامتصاص من خلال الجسم البشري (عملية التحلل البيولوجي) كذلك الليونة والمرونة والتي تتيح إمكانية التشكل أو التغضين والتي تساعد النسيج المزروع ليتناسب مع شكل المكان المزروع به. وأضافت أنه يجب التأكد من خلو الألياف من المواد السامة الملوثة للسطح كالشحوم ومواد "البوش" مع قابلية التعقيم والتجهيز الكيميائي تبعا لنوع الخامة وغرض الاستخدام وأخيرا توافر الخواص الميكانيكية والطبيعية والتي تؤهلها للاستخدام النهائي. وأكدت الدكتورة مروة أنه تم تحقيق كافة تلك الخواص باستخدام المتغيرات النسجية مثل نوع الخامة "القطن والكتان والكروميك كات جت " كخامات طبيعية، أما الخامات الصناعية فمنها الكربون والزجاج والبولي أميد 6.6 والبوليستر/ليكرا ، والتركيب النسجي فقد استخدم السادة و السن الممتد والمنتظم 2/2 والشبيكة التقليدية. وأوضحت أنه تم أخذ أجزاء من الأقمشة المنسوجة لإجراء التجارب الطبية وأجري التعقيم لها عن طريق الأوتوكلاف ماعدا خامة الكات جت أجري لها التعقيم بمحلول التعقيم الجلوترالدهيد 2% ، مشيرة إلى أنه تم إجراء التجارب الجراحية للخامات المنسوجة لزرعها جراحيا داخل الجسم كدعامة لجدار المعدة والأثنى عشر كخطوة أولية لتطبيقها طبيا في جراحة الجهاز الهضمي للإنسان. وأشارت الدكتورة مروة إلى أنه تمت الجراحة تحت إشراف الدكتور الدسوقي شتا أستاذ بقسم الجراحة بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة على عدد من حيوانات التجارب (الكلاب) تراوحت أعمارهم بين عام إلى عامين، وأوزانهم ما بين 10 إلى 16 من الكيلوجرامات، مع وجوب السلامة الصحية لهم ، واختيار للخامة الواحدة بتراكيبها النسجية الثلاثة المختلفة. وقالت إنه بعد إجراء الاختبارات المعملية النسجية كقوة الشد والاستطالة، قياس حجم المسافات البينية، مقاومة التجعد، الصلابة، الوزن و السمك وتم إجراء التحاليل البيولوجية اللازمة لتقييم الأقمشة وملاحظة سلامة المظهر العام من حيث درجة الحرارة ومعدل التنفس وضربات القلب ولون الأغشية المخاطية وطبيعية الحركة ولمعان لون العين وطريقة تناول المأكل والمشرب أثناء فترة إعاشة الحيوان. وأضافت الدكتورة مروة أن اختلاف الخامات النسجية المستخدمة لإنتاج عينات الدراسة كان لها تأثير يختلف باختلاف التراكيب النسجية المستخدمة في إنتاج العينات كلا على حده، حيث حققت خامة الكربون (كخامة صناعية) أعلى درجة التئام ، مع ثبات وجودها داجل الجسم في حالة خمول وثبات وعدم امتصاص من قبل الجسم، أما عن خامة القطن بتركيب الشبيكة التقليدية وخامة الكات جت ، فكانت من أفضل عينات الخامات الطبيعية التي حققت نتائج جيدة جدا في المساعدة على سرعة الالتئام ونمو خلايا حية جديدة بالإضافة الى قابليتها للامتصاص من قبل الجسم وذلك خلال شهر من عملية الجراحة. وأشارت إلى أن صناعة الغزل والنسيج في الآونة الأخيرة أصبحت من أهم الصناعات وخاصة بعد انفتاحها على مجالات عديدة بحيث أصبح للنسيج فيها دور فعال ليس فقط في الأغراض التقليدية كالملابس والمفروشات والسجاد..وغيرها، بل المجالات الحديثة كالمجال العسكري، المدني، الهندسي، المعماري، الزراعي، الرياضي والطبي. وأوضحت مروة أن المجال الطبي يعد من أكثر المجالات توسعا في استخدام النسيج بمختلف خاماته، بالإضافة إلى دراسة العلوم البيولوجية وخاصة فيما يتعلق بالتحلل البيولوجي وطبيعة سطح الخامة المعالجة، مما يجعل وظائف الجزء المضاف أو المزروع بالجسم متكامل ومتآلف مع باقي الوظائف الحيوية للأعضاء الطبيعية المحيطة به، مؤكدة أن التطعيم الجراحي داخل الجسم يعد من أهم وأخطر المجالات التي يدخل فيها النسيج.