الملك عبدالله .. زار مصر مرتين منذ توليه الحكم في 2005 وحتى وفاته أبا متعب.. دعم السيسي في مواجهة الإرهاب وأعلن تأييد المملكة الكامل للقاهرة ورفض التدخلات الخارجية في شئون مصر "ستبقى المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً أخاً وفياً تقف جنباً إلى جنب مع مصر في الشدة والرخاء" كان هذا جزء من رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حفل تنصيبه رئيساً لمصر عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية ، لكن العلاقات بين مصر والسعودية ودعم المملكة للقاهرة لم تكن وليدة تلك اللحظة بل كانت منذ فترة طويلة وانتعشت بشدة عقب تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك لرئاسة مصر. الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين هو الملك السادس للمملكة العربية السعودية حيث ولد في مدينة الرياض سنة عام 1924 واستلم إدارة شئون البلاد وأصبح الملك الفعلي بعد إصابة الملك فهد بعدة جلطات ومتاعب صحية عام 1995 ، وتولى الحكم بعد وفاة الملك فهد عام 2005. العلاقات المصرية السعودية علاقات متينة ووطيدة منذ فترة طويلة حتى وصفها البعض بأنها علاقات تاريخية بين البلدين ، فمنذ القدم والدولتين تتبادلان زيارات الرؤساء كما أن هناك استثمارات بين البلدين تقدر بأكثر من 27 مليار دولار ، ويعمل في السعودية من المصريين أكثر من 1.8 مليون مصري. منذ تولي الملك عبد الله الحكم وهناك علاقة قوية تربط الدولتين ففي العام الذي تولى فيه الملك عبد الله حكم المملكة زار الرئيس الأسبق حسني مبارك السعودية 4 مرات. هذه العلاقة القوية ظهرت عند اندلاع ثورة 25 يناير فأعلن الملك عبد الله انحيازه لموقف الرئيس مبارك وكان العاهل السعودي أول زعيم عربي يعلن تأييده التام لمبارك بعد اندلاع الثورة إلا أن السعودية سرعان ما عدلت موقفها ورحبت بسقوط نظام مبارك وأيدت الانتقال السلمي للسلطة في مصر. بعد قيام ثورة 30 يونيو التى أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي أعلن الملك عبدالله تأييده للرئيس عبدالفتاح السيسي والخطوة التى أتخذها معلناً رفضه التدخل الدولي في الشأن المصري ودعمه للقاهرة في مواجهة الموجة الإرهابية التي أعقبت عزل محمد مرسي. كما أصدر الملك عبد الله بياناً أكد فيه دعم المملكة لمصر وجاء في نص البيان :" إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يشدد دائماً على أن المملكة تقف مع أشقائها في مصر الشقيقة قلباً وقالباً، ولا تساوم حول ذلك بأي حال من الأحوال، وأن المملكة قد لمست تأييد الشعب المصري لخارطة الطريق آملة أن يؤدى ذلك إلى حل سياسي ". وأضاف البيان "وإذ تؤكد المملكة العربية السعودية ذلك لتستنكر وتشجب بشدة أعمال الإرهاب التي لا يلجأ لها غير من لا ذمة له، ومن يتعاون معهم، أو يقف خلفهم، مُدركة بأن مصر الشقيقة بشعبها وقيادتها لم ولن تسمح بمثل هذه الأعمال أن تستهدف أمن مصر الشقيقة واستقرارها". عقب فوزر الرئيس عبد الفتاح السيسي برئاسة الجمهورية كان الملك عبد الله من أول المهنئين حيث أرسل نائبه الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة محملا برسالة قال فيها:" إن شعب مصر في هذا اليوم كتب مستقبله بيده ليواجه التحدي وليبني مستقبلاً يليق بقدرته وحضارته، موقناً أنه بحضارته العظيمة وشعبه الوفي الكريم، قادر على تحمل الصعاب ليعيد لمصر دورها المسئول في العالم العربي والمجتمع الدولي، وستبقى المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً أخاً وفياً تقف جنباً إلى جنب مع مصر الشقيقة في الشدة والرخاء وفق الله مصر قادة وشعباً في مسارها الجديد، وسدد على طريق الخير خطاها، وحفظها من كل مكروه".