"الجندي": يجب إصلاح ما أفسده جماعات الإسلام السياسى بالخطاب الدينى "إدريس": تركيز الإعلام على غير المختصين بالفتوى من آفات الخطاب الديني دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس لثورة دينية لتجديد الخطاب الدينى ومواجهة الفكر المتطرف أثناء الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، وعلماء الأزهر الشريف أوضحوا ل"صدى البلد" أهم ما يجب تصحيحه فى الخطاب الدينى خلال المرحلة المقبلة. قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الخطاب الدينى فى الوقت الراهن يحتاج إلى تصحيح الكثير من المفاهيم المغشوشة والمغلوطة التى تتبناها الجماعات التكفيرية، مشيراً إلى أنها تستهدف زعزعة الاستقرار وشق وحدة صف الأمة الاسلامية والعربية وتكفير كل من لم يطبق شرع الله من وجهة نظرها. وأضاف المفكر الإسلامي في تصريح ل«صدى البلد»، أنه لا سبيل للخروج من هذه الموجة الكبيرة من الادعاءات المتطرفة سوى مواجهة هذه الأفكار بالمذهب الوسطى للإسلام والذى يمثله الأزهر الشريف، داعياً لتكريس هذا المذهب لتصحيح مسيرة الخطاب الدينى لمواجهة التطرف والرد على أدلة الداعين له بالقرآن والسنة وبتفنيد الشبهات بطريقة علمية صحيحة. وأكد الجندى أنه ينبغى على الإعلام فى مصر والدول العربية اتاحة الفرصة لنشر الخطاب الوسطى فى جميع وسائله، مطالباً بضرورة أن يكون نقض المؤسسات الدينية بناء وليس هداماً، مضيفاً أننا جميعاً نعمل لمصلحة واحدة فلا ينبغى التشكيك فى قدرة المؤسسات الدينية على مواجهة التطرف والإرهاب. وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه لابد للخطاب الدينى أن يعمل فى الفترة المقبلة على معالجة المشكلات التى تركتها وراءه جماعات الإسلام السياسى وأن يتصدى لها بطريقة تواكب مجريات العصر، مشيراً إلى أن الخطاب الدينى لابد أن يبحث عن وضع خطة لإصلاح الأوطان الإسلامية والعربية لنرجع إلى وحدة الصف بعد تمزقها. وفى السياق ذاته، قال الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن من أعظم مشكلات الخطاب الدينى فى وقتنا الحالى أن وسائل الإعلام المؤثرة تستقطب أُناساً ليسوا من أهل الكفاءة ليوجهوا خطابهم الدينى للناس. وأوضح إدريس فى تصريح ل"صدى البلد"، أنه يوجد فهم خاطىء لدى كثير من المثقفين والعوام أن كل من ينتسب للأزهر يعرف كل شىء يتعلق بالدين ولا ينتبهون أننا الآن فى زمن التخصص وهناك فرق كبير بين من يجيد الدعوة والكلام وبين من هو على دراية بالأحكام الشرعية. وأضاف أستاذ الشريعة أن من الآفات التى يعانى منها الخطاب الدينى هو تصدى أناس للرد على فتاوى الناس على وسائل الإعلام وهم غير مؤهلون لذلك، مؤكداً أن القضايا العقائدية لا ينبغى التصدى لها إلا لمن كان أهلاً لذلك. وطالب إدريس وسائل الإعلام بالبحث عن الأشخاص المؤهلين للحديث فى النواحى الشرعية كل على حسب تخصصه حتى يستمع لحديثهم وحتى لا يؤدى إلى وقوع من هو ليس أهلاً للفتوى فى مأزق شرعى.