تجرى ترتيبات الزواج في العديد من المجتمعات وخاصة الشرقية بطرق تقليدية جدا تجعل من عملية التقدم للزواج ولقاء الشريك مشكلة بالنسبة للشباب حتى وإن كانت النتيجة مرضية في بعض الأحيان لهم. أما في دول الغرب، فوجد بعض المسلمين أن مواقع "الزواج الإلكترونية" عبر الإنترنت قد تسهم في تخفيف نسبة الحرج لديهم. وبالبحث عن سبل تساعد المسلمين في عقد قرانهم، نشأت فكرة وساطة الزواج بين المسلمين عبر الإنترنت.. وأصبح استخدام مواقع الإنترنت بهدف المواعدة وترتيب اللقاءات نشاطا سائدا خلال العشر سنوات الماضية تقريبا في أوروبا وأمريكا على الأقل، إلا أن النشاط أصبح أكثر انتشارا في الوقت الحالي. وربما ليس غريبا أن يتبنى المسلمون في الغرب الفكرة لتلبية احتياجاتهم.. فالزواج بالنسبة لهم مسألة معقدة، خاصة وأن المتاح من الفرص في هذه الدول قليل جدا وربما منعدم. ومن خلال تجربتي الشخصية واحتكاكي بكثيرين ممن يعيشون في هذه الدول، تجد هذه المسألة هي شغل الأهل الشاغل بالنسبة لأبنائهم، فالأبناء ينشئون بتربية إسلامية، لكن كل ما يحيط بهم، يختلف عن هذه التربية والعادات التي تميل للشرقية، فيخاف الأهل عليهم، خاصة إذا كانت هناك فتيات في هذه الأسر، فيبدأون في عملية البحث عن الزواج للأبناء، وتبدو وكأنها عملية البحث من "خرم الإبرة".. لذا، فالزواج عبر الإنترنت يمثل حلا أقل ضغطا بالنسبة للكثيرين مقارنة بتحديات العثور على شريك الحياة في دول لا يوجد فيها الكثير ممن قد يتوافقون من حيث العقيدة أو في مجتمعات تعتبر فيها مهمة ترتيب الزيجات شأنا عائليا. وأحد المواقع الذي يسمى "سينجل مسلم.كوم" يشجع الشباب على إشراك أسرهم في عملية الاختيار عبر الإنترنت، ويجتذب الموقع ما يقرب من مليون عضو. وهدف الموقع تقديم خدمة للأعضاء تتلخص في توفير شريك الحياة.. "فالزواج في الإسلام نصف الدين.. وهي عبارة تشير إلى قدر ما يحتله الزواج من أهمية في الإسلام الذي يعلمنا أيضا أن الزواج ركن من أركان المجتمع." توجد مواقع أخري مثل موقع "مسلم ماتريموني.كوم" يسمح للأعضاء بالبحث عن شريك الحياة ليس على أساس الطائفة الدينية فحسب، بل على أساس المذهب الديني المتبع ولغة التحدث. ويروج موقع آخر،"هيبستر شادي.كوم"، لنفسه كموقع للباحثين عن شريك حياة وتحديد خيار مثل المشاركة في "كتابة الشعر والرقص في المطر". وإذا دخلت على هذه المواقع، وبالأخص الأول، "مسلم سينجل.كوم" ستقرأ قصص طريفة وناجحة، حول هذه الوساطة الإلكترونية. فمثلا التقى محمد بزوجته كاترين من خلال موقع لوساطة الزواج عبر الإنترنت قبل أربع سنوات، و يعيشان حاليا في سعادة ورزقا بطفلين، إلا أنهما يرويان، أن رحلة بحثه من أجل الزواج لم تكن أبدا بالمهمة السهلة. فيقول محمد :"لا يوجد مجال للقاء بين الناس.. فالمسلمون المتدينون لا يذهبون إلى الحانات أو الأندية.. فإن كان ذلك مألوفا ومقبولا في الثقافات الغربية، فهو مرفوض في الثقافة الإسلامية.. لذا توجد طرق قليلة للغاية للوساطة من أجل الزواج، باستثناء تواصل الأهل.". ويكمل محمد أنه لجأ إلى العديد من المواقع المعنية بالتوفيق بين الأطراف قبل أن يجرب موقعا لوساطة الزواج بين المسلمين عبر الإنترنت. محمد، الذي هو من أصول بنجلادشية، وكاترين، بريطانية اعتنقت الإسلام في الجامعة، تجسد علاقتهما نوعا من العلاقات التي تهدف مثل هذه المواقع للترويج لها. وعلى نقيض الوضع السائد في الدول الغربية حيث تستهدف وساطة الزواج بين المسلمين عبر الإنترنت الشباب من أصحاب الهوية الدينية، لكنني مثل كثيرين في منطقة الشرق الأوسط ومجتمعاتنا العربية، لديه تحفظات بشأن مواقع التعارف عبر الإنترنت، فعلى الرغم من التجارب الإيجابية، التي قد نقرأ عنها، إلا أنني أعتقد أن العالم الافتراضي هو عالم تشوبه بعض الأكاذيب، وتحيط به الشكوك.. لأنك ببساطة شديدة لا تعرف مع من تتحدث!!!