قال فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني يوم السبت إنه يتعين ألا تقدم بريطانيا والقوى الاخرى التي تتفاوض مع إيران للتوصل لاتفاق بشأن برنامجها النووي -الذي يشك الغرب انه يهدف الى صنع قنبلة نووية- "تنازلات تفتقر للحكمة" من اجل المواءمة. وأخفقت إيران وكل من الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا في التوصل إلى حل للنزاع المستمر منذ 12 عاما بشأن أطماع إيران النووية قبل انقضاء مهلة في 24 نوفمبر تشرين الثاني الماضي ومدوا مهلة التفاوض حتى نهاية يونيو حزيران المقبل للتوصل لاتفاق تاريخي. وقال هاموند أمام مؤتمر لشؤون الأمن في البحرين "يجب ان نختار المثابرة بديلا عن المواءمة... وان ندعم موقفنا المبدئي بشأن التخصيب بدلا من الاذعان لاغراء تقديم تنازلات تفتقر للحكمة في سبيل ابرام اتفاق". وتراقب دول عربية في منطقة الخليج عن كثب هذه المحادثات النووية إذ انها لا ينتابها القلق لمجرد احتمال ان تصنع ايران قنبلة نووية -وهو أمر تنفي انها تريده- لكنها تخشى ان يمنح أي اتفاق طهران مجالا أوسع لممارسة نفوذ على الدول العربية. واتهمت البحرينإيران بالضلوع في هجمات دبرتها داخل البلاد فيما تساند الدول الخليجية الأخرى المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الامارات المعارضة في سوريا التي تسعى للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران. وقال هاموند إن الهدف النهائي لبريطانيا من المحادثات هو التوصل لاتفاق يكفل ألا تمتلك ايران قدرات تصنيع اسلحة نووية لكنه تحول ايضا لطمأنة الحلفاء الخليجيين بقوله إنه يشاركهم مخاوفهم الامنية. وأعلنت بريطانيا يوم الجمعة انها ابرمت اتفاقا لتعزيز وتوسيع نطاق وجودها البحري في البحرين مما يتيح لها تشغيل المزيد من السفن الاكبر حجما في الخليج على نحو طويل الامد. وقال هاموند إن هذا الاتفاق سيوجد موقعا مستديما للبحرية البريطانية في البحرين حيث توجد قاعدة للاسطول الخامس الامريكي مضيفا ان هذه القاعدة ستستوعب حاملات جديدة للطائرات ومدمرات. واتهم وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة -متحدثا في نفس المؤتمر في المنامة يوم السبت- إيران بالعمل مع وكلاء وأشخاص يحملون السلاح في المنطقة مشيرا الى انه يتعين عليها السعي للعب دور أكثر ايجابية. الا ان هاموند اضاف انه يرى انه في حالة ابرام اتفاق نووي فانه سيسهم في الحد من الاحتكاك بين إيران والدول الاخرى. وقال "يوجد الكثير من أسس عدم الثقة بين ايران وجيرانها في الخليج وبين ايران والغرب إلا ان الملف النووي عنصر مهم هنا". واضاف "بوسعنا حل ذلك على نحو يرضي ايران ويرضي الغرب وستحدث عندئذ سلسلة من الامور على نحو سريع مما يغير من الديناميكيات ويخلق فرصة".