أثمرت زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الحالية للولايات المتحدةالأمريكية عن تجديد مذكرة التفاهم بين البلدين لمدة 3 سنوات ، وبقيمة مليار دولار سنويا إضافة إلى تقديم واشنطن لعمان حزمة ثالثة من ضمانات القروض. وقد عقد الملك عبد الله الثاني والرئيس الأمريكي باراك أوباما، الجمعة، في البيت الأبيض بواشنطن ، لقاء قمة تناول علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية الأردنيةالأمريكية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات. وأفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي بأن القمة تناولت التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط لاسيما مساعي تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وجهود المجتمع الدولي في التصدي للتنظيمات الإرهابية ، والتعامل مع مستجدات الأزمة السورية ، ومجمل تطورات الوضع في العراق. وفي تصريحات صحفية مشتركة بعد القمة ، شكر الملك عبد الله الثاني الولاياتالمتحدة على الدعم السخي للأردن وللموازنة الأردنية عبر تجديد مذكرة التفاهم بين البلدين والتي تأتي في وقت دقيق جدا إذ تستضيف المملكة قرابة مليون ونصف لاجيء سوري، أي نحو 20 % من السكان. وقال "إن الأردنيين والأمريكيين يقفون جنبا إلى جنب ضد التطرف منذ سنوات ولكننا نرتقي إلى مستوى جديد في العلاقة عبر التحالف ضد داعش ، وقواتنا فخورة بالعمل سويا لمحاربة هذا التنظيم في سورياوالعراق ، ونحن نعمل معا لدعم أصدقائنا في العراق وفي الحكومة العراقية، وهذا أمر سنستمر به بكل اعتزاز". وأضاف الملك عبد الله الثاني "نحن ملتزمون ، وعلى مدى طويل ، في دعم الوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية ، والعملية ماضية في طريقها ، وقد خصصنا جزءا من نقاشاتنا حول كيفية التقدم في هذا المجال". وأعرب عن شكره للرئيس أوباما لجهوده الموصولة للتقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، قائلا "نحن بحاجة لإيجاد حل بينهما خاصة وأننا نمضي في مواجهة التحدي العالمي المتمثل في الإرهاب والتطرف الذي نواجهه جميعا كمسلمين ومسيحيين ويهود وبوذيين وهندوس، كلنا جميعا في هذه المعركة ضد قوى الشر". وأضاف "إنها معركة مستمرة لأجيال ، نحارب فيها جميعا الإرهاب والتطرف في العالم أجمع ، ولذا علينا جميعا الاتحاد في صف واحد ، ونحن فخورون جدا بالعلاقة المتميزة مع الولاياتالمتحدة". ومن جانبه ، أكد أوباما على أن الأردن يعد شريكا قويا في التحالف ضد داعش وهزيمتها ، مشيرا إلى أن القوات الأردنية تعمل جنبا إلى جنب مع الولاياتالمتحدة وجيوش من مختلف دول العالم في التحالف ضد داعش محققة بذلك تقدما قد يكون بطيئا لكنه ثابت في مساعدة بغداد ضد هذا التنظيم ومساعدة المعارضة المعتدلة داخل سوريا لاستعادة ما حققه. وقال الرئيس الأمريكي "نحن ندرك بأن هذا الجهد سيكون طويل المدى وهو تحد متعدد الجوانب ، لكننا متفائلون جدا بنجاح هذه الجهود، وقد عبرت عن عميق تقديري للملك عبد الله الثاني على الجهود التي يبذلها منتسبو القوات الأردنية". وأضاف "ناقشنا عددا من القضايا الإقليمية ذات الأهمية ، ولدينا القلق نفسه حيال استمرار التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، لطالما شكل الأردن شريكا في العمل معنا في الوصول إلى حل الدولتين وتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين خاصة في ظل تبعات ما حدث في غزة وأخيرا القدس". وتابع " إن البيئة الحالية غير محفزة لمبادرات السلام التي نود رؤيتها ، ولكن سنستمر في تبادل الأفكار ، آخذين بعين الاعتبار بأنه وفي نهاية المطاف سيكون في مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين العيش جنبا إلى جنب بأمن وسلام، وأن يكون للفلسطينيين دولتهم الخاصة". وقال أوباما "لقد وضعت الملك عبد الله الثاني في صورة مباحثاتنا مع إيران ، ونحن حريصون على منع حصول طهران على قدرات نووية ومنحها الفرصة للعودة إلى المجتمع الدولي". وحول إذا ما كانت إيران حريصة على اغتنام هذه الفرصة أم لا .. أجاب الرئيس الأمريكي "مازلنا غير قادرين على تحديد ذلك ، ولكن سنستمر في محاولاتنا خلال الأشهر المقبلة ، وسنستمر في وضع الأردن بصورة آخر التطورات".