الاسكندرية تطفو ساحرة رائعة مثيرة للجدل فى قلب المشهد الثقافى الغربى بمناسبة الاحتفال بمرور 100 عام على مولد أحد الكتاب الكبار عن المدينة وهو البريطانى لورانس داريل صاحب "رباعية الإسكندرية" والذى يوصف "بعوليس العصر الحديث". وفى خضم الاحتفاليات الثقافية الغربية بالمئوية الأولى لميلاده-صدرت طبعات جديدة من "رباعية الإسكندرية" سواء بالانجليزية فى بريطانيا او بالفرنسية فى باريس حيث احتفت دور نشر فرنسية متعددة بهذه الذكرى ليظهر عمله الروائى الكبير الذى ظهر اول مرة بالانجليزية والفرنسية فى نهاية الخمسينيات وبدايات الستينيات من القرن العشرين كما ترجم للعربية . ومن أشهر ترجمات رباعية الأسكندرية للعربية تلك الترجمة التى انجزها الكاتب والمترجم المصرى فخرى لبيب فيما يرى الناقد سام جورديسون بصحيفة الجارديان انه يصعب العثور فى خمسينيات القرن العشرين على عمل روائى يناقش بكل هذه الرحابة قضية الحب وعلاقاتها المتشابكة بالسياسة والخيانة واحوال القلب وتقلباته مثلما فعل لورانس داريل فى رباعيته. وإذا كان لورانس داريل المنحدر من أصل أيرلندى والذى ولد فى الهند قبل ان ينتقل فى طفولته لبريطانيا هو الكاتب والشاعر المهموم "بروح الأمكنة" فان الاسكندرية كانت الحلم والمثال بقدر ماكانت انشودة حب وبحث يائس عن الخلاص فى عالم فظ. ومع أن الحب بالمعنى الرومانسى يتجلى بوضوح فى رباعية لورانس داريل، فإن بعض النقاد ذهبوا لتأويلات شتى وتبنوا آراء قد تختلف فيما بينهم بقدر اختلافها عن المعانى الظاهرة فى رباعية الاسكندرية.