مع بداية صعود حزب أردوغان وجماعته إلى سدة الحكم في تركيا وريثة الخلافة الهالكة التى عاشت على سرقة المستعمرات. إعتمدت وزارة خارجيته سياسة عُرفت بتصفير المشاكل مع الجيران ... حيث تراكمت باسم الجلافة التركية المعروفة عقدة تواصل وحزام سميك من النفور نتيجة للصراعات التى قطعت الأواصر بين تركيا وكل الطوق الذي يحيط بها أرجع البعض أسبابها للأصول الرعوية التى تنتمى إليها الطبقة الساسية التى تأنف التحضر وتهوى الغطرسة وهي نفس الملامح التى لا زالت تعيش في ملامح أردوغان وتصريحاته حين دفعت الكثير من المراقبين للتلميح بأن الرجل ربما يعاني من عاهات نفسية على غير الحقيقة إذا يعاني أردوغان ذو الأصول الجورجيه من جفاء وراثي يجعله صريع خطابه وطريح أوهامه التى فتحت النار بمنطقة لن تترك أطراف ثياب أنقرة بعيدا عن حرائقها المشتعلة ... وهكذا تعلمنا أن من يلعب في الجغرافيا يلعب به التاريخ .. وعلى إثر سياسة تصفير المشاكل سعت دولة أردوغان إلى الإسراع بتصفية نزاعاتها مع دول الجوار وعملت على فتح مسارات هادئة مع العراق وإيران وسعت إلى تنقية الأجواء بينها وبين كل من سوريا وروسيا واليونان وظن العرب حينها خيرا وأمتلأت مشاعرهم بالأمل في عوده الدولة التى مكنت لإسرائيل في أرض العرب حيث كانت تركيا أول دولة في العالم الإسلامي تعترف بإسرائيل في مارس 1949 م فيما العالم العربي يعاني من صدمة التآمر الدولي ضده ..... وإذا بتركيا هذه تتخذ من سياسة تصفير المشاكل واجهة للإستدارة اللئيمة بإعتماد سياسة الملايات اللف وطعن الخواصر.. حيث خطف أردوغان واحده منهن وشد بها وسط تركيا على المسرح الدولي وقدم رقصه عهر سياسيه غير مسبوقه بتاريخ العالم لا فعلتها دولة محتلة ولا إرتكبتها أي دولة مختله مع جوارها ... وبدت سياسه تصفير المشاكل تتضح أهدافها كخطة إستدراج للإستفادة من مشاعر حسن النوايا العربية حتى وصل الأمر بتركيا إلى فتح كل حدودها بإتجاه تهجير الإرهاب الدولي إلى سورياوالعراق ودعمه... ليتحول على إثر ذلك بين عشية وضحاها الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان قبل قليل على سلم الحفاوة التركي والترحيب الأخوي إلى إرهابي يقتل شعبه ... !! ويتم تفخيخ سوريا من الحدود التركية ولا ريب فعين أنقرة على حلب بعدما وضعت يدها من قبل على لواء الأسكندرونه العربي الذي لايزال بعصمة دولة الإحتلال التركي الشبيهة بإسرائيل والفعل نفسه فعلته مع العراق وقد أظهر المراقبون المشهد كاملا من خلال الدعم التركي الغير مبرر الذي يتلقاه تنظيم داعش عبر الدعم اللوجستي والطبي وتسهيل مرور السلاح وأموال النفط المهرب عبر ميناء جيهان إلى شواطئ أسدود الإسرائيلية ... لقد تفاجأ العالم من طبيعة الموقف التركي وتحوله المفاجئ ... بينما الراسخون في التحليل لم تفاجئهم الوقائع ... فمن يعرف الخبيئة التركيه ضد العرب والمسلمين يعرف أن سياسة تصفير المشاكل كانت سياسه إستغفال للعرب وتأمين لهواجسهم حتى تدب الروح في جثمان مخطط دولي تحت عنوان الشرق الأوسط الجديد الذي قُدر فيه لتركيا أن تلعب دورا مركزيا رائدا فتح شهيتها على إعادة ترتيب عدة ملفات عربية وكردية وإقليمية ... ولكن الصمود الأسطوري للجيش والشعب العربي السوري في جبهة العرب الشمالية ... وإنتصار مصر على مخطط الإخوان الرامي إلى تحويل وطن الفراعنة لحديقة خلفية تقوم على التخديم لأهداف السلاجقة الأتراك ... جعل الخط التركي يتهاوى .... والمخطط التركي الغربي ينزوي ... وإذ بالنار التى أشعلوها في أرض العرب تقترب رويدا رويدا من إسطنبول التى تحفل بكل ما تم سرقته من المستعمرات على مدى خمسمائة عام خلال فترة الخلافة الفاسقة الظالمة.. لقد أحدث موقف الرئيس السيسى بلقائة الثلاثي مع كل من الرئيس القبرصي واليوناني دويا هائلا ... فقراء المعرفة .... سموه لقاء الفقراء ... وحق له هذا الإسم لو كان الإجتماع حول مراسم التوقيع على إتفاقيات دعم مادي ..... ولكنه في حقيقته لقاء الإستراتيجيات الكبيرة لمن يفهمون شكل حدوة الخيل التى صنعتها القاهرة كي تقترب من رقبة أنقرة ... حيث العداء التاريخي المستحكم بين تركيا من جهة وكل من اليونان وقبرص من جهة أخرى لتنضم إليهما بكل ثقلها القاهرة بعد إلغاء إتفاقية الرورو ليصنع اللقاء فضاءً جيوسياسيا ضاغطا وخانقا يرد على الخيانة التركية الداعمة للإرهاب بطريقة الثلاثيات المصرية ... ويبقى الإقتراح مفتوحا .. ولا نظن رجلا بحجم الرئيس السيسى غافلا عن ضرورة فتح حدوة خيل أخرى كي تلتقي الحدوتين حول رقبة من هدموا بلادنا وشردوا شعبنا ... ويكون المطلوب القادم هو ثلاثية مصرية تَرفع على إثرها أنقرة مرثية شماليه تدفعها لأشعال المصابيح الحمراء ... عندما تجتمع على عجل كل من طهران وموسكو في قلب القاهرة ... ليكتمل هذا الطوق الذي يفتح للمناورة المصرية مدى الحركة والصوت ويسمح للرئيس السيسي بجهد الخبير تصفية النزاعات العربية البينية وصولا لدعم جبهة الشمال في العراق والشام بطرد الدواعش إلى الأراضي التى أتو منها وإعادة اللُحمة العربية الغائبة حتى تعلم تركيا ومن خلفها .... أن من يعادي مصر ومحيطها الإقليمي لا محالة كما أخبرنا التاريخ تلحقة لعنة الفراعنة .... هذه التحركات ضرورة ... تسبق سعينا الجدي في رد البلطجة التركية في شرق المتوسط والتنقيب عن ثرواتنا الهائلة قبالة شواطئنا البحرية الدافئة... بمثل هذه الثلاثيات ..... يتوالى دحرجة المتوهمون بأن دعم الإرهاب بالشعارات والرموز والمال والرايات من الممكن أن يسقط الأوطان التى جذورها في أعماق الأرض قبل أن يعرف الزمان تسجيل التواريخ .... فليستمر الرئيس السيسي ... في طريق يحتاج جهد الصابرين ووعي المتطلعين ... ونتائجه ليست إلا نصرا مبينا بأمر التصميم واليقين.