أكد رمطان لعمامرة وزير الشؤون الخارجية الجزائرى اليوم، الأحد، أن بلاده ستبقى شريكا موثوقا به وطرفا فى الالتزام المتجدد للمجتمع الدولى بهدف تعزيز تعددية الاطراف وبروز حكامة عالمية ديمقراطية شاملة لتحسين ظروف معيشة المواطنين الأكثر حرمانا من خلال الاستثمار فى التنمية وكذا السلام والأمن الدوليين. وأكد لعمامرة فى كلمة له بمناسبة احياء اليوم العالمى لمنظمة الاممالمتحدة أن اعلان الجزائر المنبثق عن الندوة الوزارية ال17 لحركة دول عدم الانحياز التى استضافتها الجزائر فى شهر مايو الماضى يعد مساهمة فى الهدف المشترك المتعلق برفع تحديات الفقر والتنمية وحماية البيئة واحترام حقوق الانسان والتهديدات الارهابية وكذا الاخطار المتصلة باسلحة الدمارلشامل مشيرا إلى أن الجزائر تعمل مع شركائها فى اطار المسؤوليات التى تضطلع بها ضمن مجموعات انتمائها على ابراز ارضيات توافقية حول اهداف التنمية المستديمة وبعث دور الجمعية العامة لمنظمة الاممالمتحدة و اصلاح مجلس الامن . وأكد وزير الخارجية الجزائرى أن اليوم العالمى لمنظمة الاممالمتحدة يعد فرصة لتجديد تمسك الجزائر بالدور المحورى لمنظمة الاممالمتحدة فى النظام المتعدد الاطراف من خلال منتدى متميز لتقارب وتنسيق رؤى الدول الاعضاء و تصوراتها و طموحاتها من اجل تحقيق رفاهية عالمية مضيفا أنه لا شك فى ان منظمة الاممالمتحدة امام استمرار المخاوف المتعلقة بالاقتصاد العالمى وكذا الطابع الجيوسياسى للعلاقات الدولية تظل الضامنة لمستقبل نوعي و افضل للجميع . وأضاف لعمامرة أن الأممالمتحدة تجسد قوة وضعف الدول الأعضاء موضحا أنه رغم اخفاقاتها و اختلالاتها المعروفة يمكن للأمم المتحدة أن تفخر بالمكاسب والتقدم اللذين توجا نشاطها مؤكدا أنه عشية احياء الذكرى 70 لتأسيس الاممالمتحدة يجدرالعمل على تعزيز دورها الأساسى ضد العديد من التهديدات المحدقة بالبشرية بما فيها الفوضى التي تسعى إلى زرعها الجماعات الارهابية و شبكات تهريب المخدرات و الجريمة المنظمة التي تدعم بعضها البعض . وأكد دعم الجزائر لسيادة القانون والعدالة والحوار والتعاون لتسوية الخلافات وايمانا منها بهذه المبادىء لبت الجزائر طلب الطرفين الماليين بتسهيل التوصل إلى اتفاق سلام شامل بين الماليين حيث استأنفت الجولة الثالثة بالجزائر العاصمة كما طلبت السلطات الليبية مساعدة الجزائر لتسهيل الحوار و تحقيق مصالحة وطنية من أجل التوصل إلى حل مرضى للأزمة متعددة الأبعاد التي يعيشها هذا البلد الشقيق و المجاور . من جهة أخرى ، أكد لعمامرة تضامن الجزائر مع غينيا وليبيريا وسيرا ليون والذى تجسد من خلال مساهمة مالية بهدف مساعدتها على تخطي وباء ايبولا الخطير . وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، أكد لعمامرة أن الوقت قد حان لوضع حد لسياسة لاحتلال والاعتداءات العسكرية المتكررة فى المنطقة لاسيما فى غزة التى أصبحت مدينة يكسوها الحطام مشيدا بحكمة قرار منظمة الأممالمتحدة التى أقرت عام 2014 سنة التضامن مع الشعب الفلسطينى وهو ما يعكس إرادة المجتمع الدولى فى تجسيد المطلب المشروع للفلسطينيين والمتمثل في العيش بحرية في كنف دولة ذات سيادة معترف بها وفق حدود يونيو 1967. ومن جانبها ، أكدت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة وممثلة برنامج الأممالمتحدة الإنمائى فى الجزائر كريستينا أمارال أن الجزائر قد حققت عدة مكتسبات وأهداف فى شتى القطاعات مشيرة إلى أنها تتوفر على الموارد الاقتصادية ورأس المال البشرى الكفيلين بتنميتها . ومن بين الأهداف المستقبلية للجزائر ذكرت المسؤولة الأممية تعزيز أرضية التعاون جنوب-جنوب من أجل تصدير التجربة الايجابية للجزائر التى تبذل جهودا لاسيما فى قطاعى الصحة والتربية موضحة أن هذه التجربة قد تكون قدوة بالنسبة لبلدان أخرى مذكرة فى هذا الصدد بأن الجزائر قامت بالكثير لصالحة جيرانها وإفريقيا. وأوضحت أن برنامج الأممالمتحدة الإنمائى يعمل فى الجزائر مع الحكومة والمؤسسات معربة عن أملها فى توسيع مجالات الشراكة إلى المجتمع المدنى . وبدوره ، اعتبر ميشيل سيديبى المدير التنفيذي للأمم المتحدة لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة /اونيسدا/ الجزائر مثالا يحتذى به فى مجال التعاون والشراكة مع الاممالمتحدة فى شتى المجالات وخاصة فى مجال الصحة ومكافحة الأمراض والأوبئة مؤكدا أن الجزائر تضع اليوم تجربتها ومساعيها فى مكافحة الامراض الفتاكة و بالتعاون المثمر مع الأممالمتحدة فى خدمة الدول الافريقية التى لاتزال بعيدة عن تحقيق مثل هذه المكتسبات التي قد تتدعم من خلال أنشاء مركزا للبحوث بالجزائر لدعم البحث العلمي في مجال الاستكشاف الطبى والذى سيخدم الدول الافريقية وكذا دول منطقة الشرق الأوسط . وابدى المسؤول الاممى /مالى الجنسية/ مخاوفه ازاء انتشار مرض الايبولا القاتل الذى اصبح يهدد حياة واقتصاديات الدول الافريقية موضحا انه بعد 40 عاما من ظهور هذا الداء لم نكن نتوقع ان عواقبه ستكون كارثية و نحن الان ملزمين بوضع سبل للتكفل به خلال انتاج الادوية الكفيلة باحتواء ابعاده .. داعيا إلى اقامة نمط جديد من الشراكة مع الاممالمتحدة قائم على اسس التبادل والتضامن من اجل تحقيق الاهداف المرجوة فى مجال الصحة والبحث العلمى . يذكر أن الجزائر احييت اليوم/الاحد/ اليوم العالمى للامم المتحدة بمقر وزراة الشؤون الخارجية بحضور عدد من اعضاء الحكومة وممثلى السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر الى جانب ممثلين عن بعض الهئات الدولية والاقليمية ... وقد تخلل هذا الاحتفال عرض لفيلم وثائقى حول علاقات التعاون والشراكة بين الجزائروالاممالمتحدة فى مجالات التنمية البشرية والاقتصادية ... كما اقيم معرضا للصور يرسم مختلف المراحل التي مرت بها الاممالمتحدة الى جانب عرض وثائق وصور حول تدويل القضية الجزائرية في مختلف محافل الهئية الدولية.