كشف موقع "هافنجتون بوست" الإخباري الأمريكي النقاب عن أن الولاياتالمتحدة حددت على ما يبدو أخيرا الطرف المسؤول عن فشلها في وقف صعود تنظيم داعش الإرهابي في العراق، ألا وهو "الحكومة العراقية". وأوضح الموقع الإخباري - في تقرير نشره في نسخته الالكترونية اليوم السبت - أن ظهور التنظيم الذي يعرف بداعش كان قد وصف أنه نتيجة غير مباشرة للغزو الأمريكي واحتلال العراق، ولكن اثنين من كبار المسؤولين في إدارة أوباما يسعيان هذا الأسبوع علنا للدفاع عن سياسة الولاياتالمتحدة ضد الجماعة المتطرفة بتحميل الجانب العراقي مسؤلية الاخفاقات. وأكد مسؤولون في الادارة الأمريكية أن استهداف الإدارة لأهداف التنظيم طال أمده؛ وألقوا باللوم على الحكومة العراقية لصعود داعش ونجاحها وتجنبوا التركيز على تورط الولاياتالمتحدة وتعرضها لانتقادات على نطاق أوسع في سوريا. وقال توني بلينكن، نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما، إنه قد شارك لأكثر من عامين في جهود الولاياتالمتحدة لإقناع الحكومة العراقية بمعالجة مشكلة تنظيم داعش والتنظيم الذي سبقه، تنظيم القاعدة في العراق، وبدأت تلك الجهود بعد أن قامت الولاياتالمتحدة -على خلفية قرار أوباما المثير للجدل- بسحب القوات من العراق في نهاية عام 2011. وأشار بلينكين، متحدثا في حفل أقيم في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إلى أن الرئيس الأمريكي كان قد حذر رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي في نوفمبر الماضي ودعاه للبحث في تنامي قوة تنظيم داعش وتتبع سياسات أقل جدلا. كما عرض الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، جهود الولاياتالمتحدة ضد داعش والتي توقفت على عمل الحكومة العراقية بشكل أوسع. وفي تصريحات له يوم الخميس الماضي فى مؤتمر صحفي، قال ديمبسي إن الولاياتالمتحدة تبحث في مساعدة القبائل المحاصرة السنية في غرب العراق من خلال إرسال مستشارين عسكريين، لكنه كان ينتظر من الحكومة العراقية تسليح القبائل. ونوه الموقع إلى أن الولاياتالمتحدة لديها 1400 جندي أمريكي في العراق وستستمر في مساعدة الجيش العراقي عن طريق الغارات الجوية من التحالف الدولي الذي تقوده، إلا أن قوات الأمن العراقية لا تزال غير جاهزة لمحاربة تنظيم داعش من تلقاء نفسها، كما أقر بلينكن.. مشيرا إلى أنه توصل إلى ذلك خلال تواجده في العراق الاسبوع الماضي.