قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن حكاية المحرك الذي استخدم في دفع الصاروخ انتاريس الذي انفجر بعد ثوان من اطلاقه على شكل كرة لهب مذهلة بولاية فرجينيا الليلة الماضية تبدأ قبل أربعة عقود من الآن، على بعد آلاف الأميال في الأراضي السوفيتية موضحة ان علماء الاتحاد السوفييتي السابق تصوروا وبنوا عشرات من محركات الصواريخ التي تهدف الى نقل رواد الفضاء الروس إلى الفضاء. ولكن هذه المحركات لم يتسن لها تحقيق الهدف المرجو منها. وقالت الصحيفة في موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء إنه بدلا من ذلك، فقد اخفقت اربع محاولات اطلاق لهذا الصاروخ السوفييتي طراز "إن-1" بين عامي 1969 و 1972. كما تخلى الاتحاد السوفييتي عن فكرة وضع رواد الفضاء على سطح القمر، ووهنت هذه المحركات في روسيا والتي خزنت "بدون غرض" واستخدمت في محاولة الاطلاق التي اجريت امس. وأضافت الصحيفة أن هذا الوضع استمر حتى تهافتت عليها شركة اوربيتال ساينسيز كورب ومقرها دالاس، والتي بنيت الصاروخ الذي انفجر أمس حيث يستخدم هذا الصاروخ اثنين من النسخ المعدلة من تلك المحركات الروسية لدفع بعثات إلى محطة الفضاء الدولية. وتشير الصحيفة الى ان الباحثين لا يعرفون تماما سبب انفجار الصاروخ امس الثلاثاء والذي تسبب في خسارة معدات تقدر بمئات الملايين من الدولارات. لكن بعض المراقبين يتساءلون: هل تعود تلك المحركات إلى الحقبة السوفيتية؟. ونقلت الصحيفة عن فرانك كولبيرتسون نائب المدير التنفيذي للشركة شكواه قائلا "ليس هناك الكثير من البدائل الحديثة لتلك المحركات الموجودة منذ عقود حيث لا توجد خيارات أخرى تذكر في جميع أنحاء العالم من حيث استخدام معدات لتوليد الطاقة بهذا الحجم". وأضاف "بالتأكيد ليس في هذا البلد، لسوء الحظ". واشار الى ان المشاكل الأولى مع هذا الصاروخ ظهرت فيما يبدو خلال المرحلة الأولى للصاروخ عندما تم اطلاقه باستخدام محركات سوفيتية حيث توقف عن الصعود وتم اجهاض المرحلة الأولى للاطلاق ثم سقط الصاروخ على الأرض". وأضافت الصحيفة أنه بغض النظر عن نتيجة التحقيقات، فإن الانفجار اوقف على الارجح طموحات شركة أوربيتال ساينسيز والتي لديها عقد بقيمة 9ر1 مليار دولار لنقل ثماني بعثات امدادات إلى محطة الفضاء الدولية حيث تراجعت قيمتها السوقية بنحو 266 مليون دولار الليلة الماضية. وما هو أكثر من ذلك، أن ما حدث ليس الحدث الوحيد لأوربيتال فيما يتعلق بانفجار المحرك، حيث اخفق في مايو الماضي، أحد المحركات السوفيتية في مركز ستينيس للفضاء في ولاية ميسيسيبي في العمل وقالت مصادر أن المحرك انفجر". ومن جانبه حذر إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة سبيس اكس المنافسة لإوربيتال من مخاطر استخدام هذه التكنولوجيا العتيقة. ووصفها بأنها واحدة من "الأشياء السخيفة جدا التي تحدث في السوق" وكان ماسك قد اتهم بعض شركات الفضاء في العام الماضي بأنها تعتمد على أجزاء طورت في ستينيات القرن الماضي بدلا من الاستعانة بتكنولوجيا أفضل. وقال ان شركة أوربيتال ساينسيز بشكل خاص لديها عقد لإمداد محطة الفضاء الدولية ولكنها تستخدم محركات صواريخ روسية تم تصنيعها في ستينيات القرن الماضي. وذكرت وكالة سبيس فلايت للانباء أن ملخص هذا ليس بعيدا عن الحقيقة مشيرة الى ان الاتحاد السوفييتي السابق تراجع بعد فشل صاروخ إن-1 في أوائل سبعينيات القرن الماضي، مرة أخرى عن طموحاته في الفضاء، ثم دخلت تلك المحركات في فترة سبات عميق وتم تخزينها بدون هدف.. وتم تعديل أحلام الفضاء السوفيتية في التركيز على المحطات الفضائية التي تدور حول الأرض. وقالت وكالة سبيس فلايت أن محركات من هذه نقلت في نهاية المطاف إلى الولاياتالمتحدة في تسعينيات القرن الماضي لشركة مقرها كاليفورنيا كانت تبحث توفير محركات لصاروخ أطلس 5، ولكن تم اختيار مشغل آخر في نهاية المطاف. ويبدو أن المحرك "إن كيه -33" ترك في الغبار للمرة الثانية حتى جاءت أوربيتال ساينسيز لتستخدمه. وقال كولبيرتسون ان "تلك المحركات كانت بعيدة عن الكمال، ولكن علماء أوربيتال أشادوا ،مع ذلك، بتلك المحركات وكأنها لا تشبه أي شيء في الولاياتالمتحدة. وكما ذهبنا خلال الاختبار، فقد اكتشفنا وجود بعض آثار الشيخوخة منذ أن كانت في المخازن، بما في ذلك بعض التآكل والتكسير". وأضاف "هذا ما كنا [صححناه] ببعض الإصلاحات واللحام والتفتيش الأخرى. وكان صاروخ غير مأهول من نوع انتاريس قد انفجر بعد ثوان من إنطلاقه امس الثلاثاء من منصة اطلاق تجارية في فرجينيا في أول حادث منذ ان لجأت ناسا إلى مشغلين من القطاع الخاص لنقل شحنات إلى المحطة الفضائية الدولية. وانطلق الصاروخ -الذي يبلغ ارتفاعه 40 مترا وتصنعه وتشغله شركة اوربيتال ساينسيز كورب- من منصة اطلاقه بجوار البحر في منشاة والوبس فايت حاملا مركبة شحن إلى المحطة الفضائية الدولية. وانفجر بعد لحظات من انطلاقه ثم هوى إلى الارض في كرة ضخمة من النيران والدخان لكن السلطات قالت إنه لم تحدث أي اصابات. وقال دان هوت المتحدث باسم ناسا إنه تم إبلاغ اعضاء طاقم المحطة الفضائية الستة -وهم اثنان من ناسا وواحد من وكالة الفضاء الاوروبية وثلاثة من روسيا- بالحادث. ومع توقع وصول سفينة شحن روسية الى المحطة الفضائية في وقت لاحق يوم الأربعاء بعد وقت قصير من عملية اطلاق منفصلة من كازاخستان فإن فقدان مركبة الشحن سيجنوس لا يشكل أي نقص مباشر للامدادات لطاقم المحطة.