تحتفل الامة الاسلامية هذه الايام بالذكري العطرة لهجرة النبي صلوات الله عليه وسلم، والتي تعد حدثا فاصلا بين مرحلتين من اهم مراحل الدعوة الاسلامية حيث غيرت الهجرة مجري التاريخ الاسلامي وشيدت علي اثرها الدولة الاسلامية المباركة. وكانت لهذه الهجرة التي امر بها سيد الخلق بأمر ألهي من مكة الي المدينة تحاشيا لبطش واذي قبيلة قريش فضلا في بداية للتاريخ الهجري وذلك بامر من عمر بن الخطاب بعد استشارته لبقية الصحابة في عهده آنذاك. ولم تكن الرجال تلك الفئة المساندة المؤازارة لهجرة الرسول بل كانت هناك كتيبة اخري من النساء الفضليات ..وقفن خلف الرسول داعمين حاشدين لمسيرته ورحلته. ومن اوائل النساء اللاتي وقفن تدافع وتناصر النبي هي فاطمة بنت اسد زوجة عم النبي ابي طالب ..وام (علي بن ابي طالب ) حبيب النبي ورفيقه في رحلة النضال والكفاح من اجل نشر الدعوة الاسلامية. وقد دخل الاسلام قلبها في السنة الاولي من البعثة النبوية.. احاطت الرسول بالاهتمام والرعايا وهو صغيرا فغدت بمثابة الام له كانت اول امراة هاشمية هاجرت الي رسول الله من مكة الي المدينة سيرا علي الاقدام ..كانت من ابر الناس بالنبي ولذلك كان سيد الخلق خريصا علي رعايتها وطمانتها باستمرار. ففي احد الايام سمعت فاطمة الرسول وهو يقول: ( ان الناس يحشرون يوم القيامة وهم عراة كما ولدوا ) فقالت فاطمة واسواتاه فقال لها النبي.. فانا اسال الله ان ينفعك كا سيسه). وفي السنة الرابعة من الهجرة وبعد رحلة حافلة من الاهتمام والرعاية بل والتضحية من اجل سيد الخلق استرد الله وديعته وتوفيت فاطمة بنت اسد عن عمر ناهز ال60 عاما وبعد تاكد الخبر.. هم (علي) ابنها مهرولا الي رسول الله يخبره قائلا: ماتت امي.. فبكي الرسول ثم قال (رحم الله امك ياعلي.. اما انها ان كانت لك اما.. فقد كانت لي اما). وقال "خذ عمامتي هذه وثوبي هذين فكفنها فيهما.. ومر النساء فلتحسن غسلها ولا تخرجها حتي احضر.. فلي انا امرها". وكان الوفاء والتقدير في اروع صورهما فقد حضر الرسول بعد ساعة وبعد الانتهاء من تجهيزها للدفن واخرجت فاطمة ام علي بن ابي طالب فصلي عليها الرسول صلاة لم يصليها علي احد من قبل ثم كبر عليها 40 تكبيرة ودخل قبرها ملتحدا فيه فلم يسمع له انين ولا حركة.. ثم امر ابناها (علي وحسن) بالدخول واجراء عملية الدفن وبعد انتهائهما.. زحف الرسول داخل القبر حتي صار عند رأسها ثم قال يافاطمة انا محمد سيد ولد ادم.. فإن اتاك منكر ونكير وسألوكي عن ربك فقولي الله ربي ومحمد نبي والاسلام ديني والقرآن كتابي". وسأله عمار بن ياسر "لقد صليت عليها صلاة لم تصل علي احد من قبل؟" فقال له النبي عليه افضل الصلاة والسلام ( واهل ذلك هي مني.. لقد كان لها من ابي طالب ولد كثير ولقد كان خيرهم كثير وكان خيرنا قليلا وكانت تشبعني وتجعيهم وتكسوني وتعريهم وتهدهدني وتشعثهم". وقال عمار: لما كبرت عليها 40 تكبيرة".. فرد عليه سيد الخلق: ( نعم يا عمار التفت الي يميني ونظرت اربعين صفا من الملائكة فكبرت لكل صف تكبيرة).